عثمان ميرغني .. يا عقلاء السودان اتحدوا
عثمان ميرغني .. يا عقلاء السودان اتحدوا
قول واحد؛ مجمل المشهد السياسي السوداني لا يرقى لمستوى إدارة بلادنا واستثمار خيراتها لصالح الشعب النبيل الذي صبر على وعثاء السياسة منذ من قبل الاستقلال وحتى اليوم فما وجد منها إلا ما قاله شاعرنا الكبير محمد المهدي المجذوب في قصيدة المَولد:
( وردوه بالشوق وعادوا بالغبار..)
وليت شعبنا بعد 67 سنة منذ الاستقلال عاد بالغبار، فقد عاد بالدماء والأشلاء و بؤس الرجاء..
من ينتظر المشهد السياسي السوداني لينتج خيراً فهو كباسط كفيه للماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه.. والأجدى أن يلتئم شمل عقلاء بلادنا ليأخذوا بيدها ويخرجوا بها من النفق المظلم ثم لتنطلق في رحابة التمدن والمعاصرة.. دولة حديثة يستحقها شعب السودان النبيل..
الأمر ليس مجرد تعبير عن الإحباط، ولا تنفيس عن اليأس بل دعوة حقيقية طالما تقاصرت عقول الساسة عن إنتاج الحل للمشكلات الصغيرة التي يغرق في شبر مائها الوطن فالأجدر أن يتقدم العقلاء ليتولوا الأمر.. فلا وقت للدموع وكل يوم يمضي يزيد من وحل بلادنا في مستنقع الأزمات المصنوعة بفعل فاعل تقديره عقول صغرت عن إدارة الوطن..
بلادنا تحتشد بالعقول المستنيرة في كل المجالات والتخصصات ، ولا ينقصها الخبراء ولكن بكل أسف هؤلاء العقلاء دائماً يفضلون الظل على هجير السياسة الذي يفتقد للوقار وتقدير الذات.. كثيرون في مختلف المجالات و شتى الأماكن داخل وخارج السودان قادرون وراغبون في الإسهام لنهضة بلادهم.. لكنهم محجوبون عن الفعل المؤثر لازدحام المشهد بالباحثين عن الفرص الذين يفرضون أنفسهم حتى ولو عزت عليهم المؤهلات والخبرة..
من أين نبدأ؟
هذا هو السؤال الذي قد يطفر للأذهان من أول وهلة.. ولكنه سهل ومقدور عليه إذا توفرت الإرادة والهمة والثقة في النفس وفي مقدرات بلادنا وشعبنا..
البداية بمؤتمر مفتوح على مصراعيه للجميع.. من يأنس في نفسه الرغبة والقدرة ويستطيع الحضور شخصياً فسيكون أفضل، ولكن شكراً للتكنلوجيا التي وفرت إمكانية التواصل الفوري مهما كان المكان والزمان.. من الممكن تكوين ملتقى سوداني قومي يسمح بتخليق قوة دفع عقلية جبارة هي حصيلة كل العقول السودانية المستنيرة أنى وجدت.. تتحرك بوقود حماسهم و رغبتهم القوية في بناء وطن حديث يستحقه شعبنا..
لا تتركوا وطنكم في أيد عاجزة عن العطاء، أيد لا تعمل ولا تترك الآخرين ليعملوا..