“شاركت بقتل 11 ألف شخص”.. ماذا فعلت إيرمغارد فوشنر قبل 80 عاما؟

وكالات اثيرنيوز

أصدرت محكمة ألمانية حكما، الثلاثاء، بسجن امرأة تبلغ من العمر 97 عاما، بعد إدانتها بتهمة المشاركة في قتل حوالي 11 ألف شخص، بينما كانت بعمر 18 سنة، وذلك خلال فترة عملها في أحد معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية، ليطرح ذلك سؤلا: ماذا فعلت بينما كانت في الـ18 من العمر؟

وقال متحدث باسم المحكمة في بلدة إيتزيهوي الشمالية إنها أصدرت حكما بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ على إيرمغارد فورشنر، السكرتيرة السابقة في معسكر “شتوتهوف”، بتهمة المساعدة والتحريض على قتل 10505 أشخاص ومحاولة قتل خمسة آخرين.

ويتعلق الحكم على فورشنر ، التي وصلت المحكمة على كرسي متحرك ومرتدية قبعة بيضاء وقناعا طبيا محاولة إخفاء وجهها. بعملها سكرتيرة لقائد معسكر “شتوتهوف” بين يونيو 1943 وأبريل 1945.

ورغم بشاعة الجرائم التي واجهتها السيدة التسعينية، فقد حُكم عليها بموجب قانون الأحداث، لأنها كانت بعمر 18 و19 عاما وقت ارتكاب الجرائم قبل عقود من الزمن، وفق رويترز.

وهي أيضا أول امرأة مدنية في ألمانيا تدان في جرائم ارتكبت بمعسكر اعتقال نازي.

وهذا المعسكر، الذي كان قريبا من مدينة غدانسك في بولندا، قضى فيه نحو 65 ألف شخص بشكل منهجي، من “يهود وبولنديين وسجناء حرب سوفييت”، وفق فرانس برس نقلا عن الادعاء الألماني.

وتقول رويترز إن نحو 65 ألف شخص قضوا من الجوع والمرض أو في غرف الغاز.

وتشير الغارديان إلى أن الخبراء أثناء محاكمتها شرحوا بالتفصيل الدور الذي لعبته بحكم عملها موظفة مدنية تنفذ الإجراءات البيروقراطية في السجن، وكانت تشاهد بنفسها أعمال التعذيب والقتل المنهجي للسجناء في غرف الغاز، أو بالرصاص، أو بتركهم يتجمدون في الهواء الطلق.

ومن بين الشهود على جرائمها، جوزيف شالومونوفيتش، البالغ من العمر الآن 84 عاما، الذي استطاع الهرب من المعسكر، لكن والده قتل هناك.

ورفع شالومونوفيتش، الذي سافر خصيصا من منزله في جمهورية التشيك للإدلاء بشهادته، صورة والده وخاطب فورشنر مباشرة قائلا إنها “مذنبة بشكل غير مباشر، حتى لو كانت تجلس فقط في المكتب”.

وزار مسؤولو المحكمة بأنفسهم مكتب فورشنر في المعسكر الذي أصبح متحفا الآن، ورأوا مدى قربه من أماكن قتل السجناء بما في ذلك غرف الغاز ومحارق الجثث والمشانق.

وكان مكتبها يطل مباشرة على هذه الأماكن، وكانت تنفذ الأوامر عبر الآلة الكاتبة الخاصة بها، والهاتف، وهو ما كان كافيا لتعرف ما كان يجري، وبالتالي شاركت في ارتكاب الجرائم، وفق المحكمة.

(FILES) This file photo taken on July 21, 2020 shows people in front of so called “Gate of Death” as they are visiting the museum in former Nazi Death Camp Stutthof, in Sztutowo, Poland. – A German court is expected to deliver its verdict on December 20, 2022 in the case of a 97-year-old former Nazi camp secretary accused of complicity in the murder of more than 10,000 people. In one of the country’s last trials over the Holocaust, prosecutors are seeking a two-year suspended sentence for defendant Irmgard Furchner for her alleged role in the “cruel and malicious murder” of prisoners at the Stutthof camp in occupied Poland. (Photo by Wojtek RADWANSKI / AFP)

وقد ألقي القبض عليها في سبتمبر 2021 عندما كانت في ذلك الوقت تعيش في دار للمسنين في هامبورغ.

ومع بدء محاكمتها، لم تحضر للمحكمة وهربت، وقالت المتحدثة باسم المحكمة، فريديريكه ميلهوفر، إنها “غادرت مسكنها هذا الصباح. أخذت سيارة أجرة”.

لكن تم القبض عليها بعد ساعات فقط في ضواحي هامبورغ، وبعد ذلك تم احتجازها لمدة خمسة أيام، وتزويدها ببطاقة إلكترونية للمعصم.

وأثناء المحاكمة، لم تتحدث كثيرا وكانت تتواصل مع المحكمة من خلال محاميها الذي قال إنها لا تنكر الجرائم التي وقعت في المعسكر إلا أنها لا تعتبر نفسها مذنبة.

ومنذ نحو 10 سنوات، حاكمت ألمانيا ودانت أربعة من عناصر قوات الأمن النازية ووسعت تهمة التواطؤ في القتل، لتشمل حراس معسكرات، وغيرهم من منفذي الأوامر النازية.

وخلال محاكمة فورشنر، قال القاضي، دومينيك غروس، إن المحاكمة ستكون “واحدة من آخر المحاكمات الجنائية في جميع أنحاء العالم المتعلقة بجرائم الحقبة النازية”.

مقالات ذات صلة