إجراءات أمنية مشددة بالخرطوم بالذكرى الأولى لاجراءات البرهان
فرضت السلطات الأمنية بالعاصمة السودانية الخرطوم، في ساعات الفجر الأولى، اليوم الثلاثاء، إجراءات أمنية مشددة قبيل ساعات قليلة من مواكب مناهضة لحكم العسكر، بالذكرى الأولى لاجراءات البرهان.
وأعلنت حكومة ولاية الخرطوم، اليوم، عطلة رسمية في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، والبنوك والمصارف، وطلبت مدارس الولاية من التلاميذ عدم الحضور للدراسة حفاظاً على سلامتهم، كما أجلت جامعات حكومية وخاصة امتحاناتها المعلنة، فيما نشرت السلطات تعزيزات من الجيش والشرطة بمنطقة وسط الخرطوم، وأغلقت كل الطرقات المؤدية لمحيطي القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش.
وأطاح الفريق الأول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني في مثل هذا اليوم من العام الماضي بالسلطة الانتقالية المدنية في البلاد والتي تكونت عقب نجاح السودانيين في الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد لنحو ثلاثين عاماً.
ولاقى رفضاً واسعاً تجلى في احتجاجات شبه يومية، أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 118 شخصاً وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين.
وكانت لجان المقاومة السودانية وقوى إعلان الحرية والتغيير وتيارات أخرى قد دعت السودانيين للخروج في مليونية 25 أكتوبر/ تشرين الأول بمناسبة ذكرى الانقلاب.
وحددت لجان المقاومة مسارات المواكب في كل من الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان على أن تتجه جميعها للقصر الرئاسي، بينما وضعت لجان المقاومة في مدن أخرى مساراتها بصورة منفصلة.
ودعت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم، في بيان، المشاركين لتوحيد الهتافات، وضبط الموكب، والالتزام بمسارات اللجان الميدانية، وضبط التفلت الأمني، مشددة على ضرورة التمترس وإغلاق الطرق وفقاً لموجهات اللجنة الميدانية لحماية الموكب، مع التأكيد على الالتزام بالسلمية ومنع الأطفال من الاشتباك مع القوات الأمنية وحمايتهم في وسط الموكب.
إلى ذلك، أعلنت سلطات ولاية الخرطوم، في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، إغلاق جميع الجسور النيلية التي تربط منطقة وسط الخرطوم ببقية مدن الولاية، عدا جسري سوبا والحلفايا.
وأكدت لجنة أمن ولاية الخرطوم في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية، “حرص السلطات على حماية المشاركين في المواكب والمسيرات السلمية التي تعبر عن إرادة الشباب”، مشيرة إلى أن “الأجهزة الأمنية تعمل من أجل حفظ أرواح وممتلكات المواطنين”.
وحثت على أهمية ممارسة التعبير السلمي بالطريقة التي يكفلها القانون، وأهابت بالجميع بعدم المساس بالممتلكات العامة والمرافق الحكومية والسيادية، كما دعت المشاركين للالتزام بالسلمية وتبليغ الجهات المختصة عن أي ممارسات خارجة عن القانون في أوساط المواكب.
تظاهرات ليلية
وشهدت عدة أحياء في الخرطوم ومدن أخرى تظاهرات ليلية أمس الإثنين، للحشد لمليونية، اليوم الثلاثاء.
“الحرية والتغيير” تتوعد بالخروج في مواكب مليونية “مزلزلة”
إلى ذلك، توعدت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان بالخروج في مواكب “جارفة” في مليونية سلمية “مزلزلة”، في ذكرى الانقلاب الذي قطع الطريق أمام عملية التحول المدني الديمقراطي، مشيرة إلى أن الانقلاب أدخل البلاد في مزيد من الأزمات وأجج نعرة الاقتتال القبلي ومزق النسيج الاجتماعي.
وأضاف البيان، أن قوى الحرية والتغيير ستخرج في المواكب لهزيمة الانقلاب، واستكمال عملية التحول المدني الديمقراطي، تحت قيادةٍ مدنية خالصة، تنتشل البلاد من وحل الأزمات، وتشرع في توحيد الجيوش المتعددة تحت مظلة قوات الشعب المسلحة، وتعمل على إصلاح عقيدتها، مع إجراء الاصلاحات اللازمة في أجهزة الدولة الشرطية والأمنية، وتعبيد طريق الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد غرد في ذكرى إسقاط الجيش السوداني لحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وتقويض التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، مشيدًا بالشعب السوداني “الذي أظهر نفسه غير متزعزع في تطلعاته إلى حكومة بقيادة مدنية تحترم كرامته وتستجيب لاحتياجاته”.
كما أشاد بالاستعداد المستمر للمحتجين السودانيين لمواجهة القمع العنيف من قبل قوات الأمن للتظاهر بغرض إنهاء الحكم العسكري، معتبرًا إياه أمر ملهم للغاية.
وأعلن الوزير عن ترحيب الولايات المتحدة بالمبادرات الشاملة لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية السودانية التي تنهي الحكم العسكري وتعيد الانتقال الديمقراطي للبلاد، مؤكدا استعداد الولايات المتحدة لاستخدام كل الأدوات المتاحة ضد الساعين إلى عرقلة التقدم نحو الانتقال الديمقراطي في السودان.