أمريكا ترمي بثقلها الدبلوماسي في الخرطوم وروسيا تقف مع المتضررين
أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في السودان عن وصول السفير جون جودفري، إلى الخرطوم، ليكون أول سفير للولايات المتحدة في السودان منذ ما يقرب من 25 عاماً.
وقالت السفارة أن جودفري سيعمل، وبصفته ممثلاً بارزًا للحكومة الأمريكية على تعزيز العلاقات بين الشعبين الأمريكي والسوداني، ودعم تطلعاتهم إلى الحرية والسلام والعدالة والإنتقال الديمقراطي.
كما أنه يتطلع إلى النهوض بالأولويات المتعلقة بالسلام والأمن والتنمية الإقتصادية والأمن الغذائي. وأكدت السفارة وقوف واشنطن إلى جانب الشعب السوداني لتجاوز كارثة السيول والأمطار والفيضانات.
من جانبها أعلنت روسيا الإتحادية تضامنها ووقوفها مع السودان لمواجهة آثار السيول والفيضانات التي إجتاحت مناطق متفرقة من السودان، وأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات والمرافق العامة. وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، أنه بحسب التقارير الواردة إلينا فإن عدد الضحايا تجاوز 80 شخصاً، وأصيب عشرات الآلاف من الأشخاص وفقدوا ممتلكاتهم وغمرت المياه مستوطنات بأكملها في عدد من المحافظات، ودمرت آلاف المنازل. وعبرت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية عن تعاطف بلادها مع المتضررين وقدمت العزاء لأسر الضحايا، مع تمنياتها بالشفاء للمصابين.
وقال الخبير والمحلل السياسي هيثم عمر أن إهتمام القوى العالمية العظمى بالسودان، يأتي لموقعه في القارة الأفريقية، حيث يعتبره الجميع بوابة العالم للولوج إلى القارة السمراء. وأكد هيثم على الدعم الروسي للسودان الذي لم ينقطع طوال العقود الماضية، سواء كان على الصعيد الدبلوماسي في مجلس الأمن، أو الدعم السياسي والعسكري والإقتصادي المباشر. مشيراً إلى سفن القمح الروسي التي وصلت إلى ميناء بورتسودان، برغم إستمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مما يؤكد أن العلاقات بين البلدين يسودها الصدق والمنافع المتبادلة.
وأضاف هيثم: (بالمقابل نجد أن علاقات الخرطوم وواشنطن ظلت متوترة بشدة منذ أزمان بعيدة، وتحولت إلى العداء السافر الذي وصل مرحلة فرض العقوبات الإقتصادية لأكثر من 30 عاماً، ووصول الأمر لمرحلة قصف مصنع الشفاء للدواء في الخرطوم بحري). وقال هيثم أن العلاقات السودانية الأمريكية تشوبها بعض الإشكالات التي تتعلق بأن واشنطن تريد أن تأخذ من السودان كل شيئ مقابل لا شيئ، مما خلق شرخاً كبيراً في مسار العلاقات بين البلدين. وقال هيثم: (هناك بعض الشخصيات والكيانات في الداخل مارست التحريض على السودان والسودانيين، ونادت بفرض العقوبات، مما خلق فجوة وهوة بين الخرطوم وواشنطن يصعب تجسيرها في القريب العاجل).
وأكد هيثم على ضرورة أن تعمل الحكومة السودانية على خلق علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وأن تضع مصلحة السودان والشعب السوداني في المقام الأول، دون أن تنساق وراء دعوات أصحاب الأجندة المشبوهة الذين يريدون الإرتماء في أحضان طرف دون الآخر، حتى وإن كلفهم ذلك ذهاب الوطن بأكمله. ونبه هيثم إلى أن واشنطن بعودة سفيرها إلى الخرطوم تريد أن تذهب في مسار جديد يعبر بسياساتها تجاه السودان إلى ميادين أرحب، خاصة بعد إزدياد حدة التنافس بينها وروسيا، مما ينبئ بكثير من التطورات التي يجب الحذر منها أكثر من التفاؤل بها، لأننا إعتدنا دوماً على الأخبار غير السارة من الإدارة الأمريكية للشعب السوداني.