فاطمة علي سعيد تكتب .. “عقار” و”عرمان” في الحلبة من هو الرابح
“عقار” و”عرمان” في الحلبة من هو الرابح
الصراعات بين رئيس الحركة الشعبية شمال عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار ونائبه ياسر سعيد عرمان التي ظهرت على الأفق ليست بالجديدة بل هي صراعات قديمة متجددة إذ أن الحركة الشعبية الام كانت قد شهدت عدة خلافات وانقسامات اذا اعدنا تاريخها للخلف ، لكن هذه المرة ضاقت الدائرة وإنحصر الصراع بين قياداتها الاربعة بدأت بعبدالعزيز الحلو ، تلاه خميس جلاب ، فمالك عقار وياسر عرمان.
يرى البعض أن ياسر عرمان كان الشخصية المحورية في هذا الصراع والطرف الأساسي فيه، آخرين يذكرون بأن المنطق يقول بأن ماحدث أن الحركة الشعبية كانت عبارة عن جذر معزولة حافظت على الإسم بعد إنفصال الجنوب، سيطر الحلو على السواد الاعظم من الاراضي والقوات في منطقة جنوب كردفان، وفي جنوب النيل الأزرق مالت السيطرة في صالح عبدالعزيز الحلو، أما خميس جلاب فلم يكن له أثر في جبال النوبة.
بعض المراقبون ينظرون الى ياسر عرمان بأنه فقد المقدرة في القراءة الصحيحة للملعب السياسي وهذا الأمر إمتد لأكثر من عشر سنوات، سواء في الحركة الشعبية أو داخل الجبهة الثورية عقب بداية تكوينها بإعلان كاودا، فمغادرة عبدالواحد محمد نور أو عدم أيلولة قيادة الجبهة الثورية للدكتور جبريل إبراهيم رغم أن الإتفاق ينص على ذلك بشكل صريح وواضح ، وكانت أصابع الاتهام تشير صراحة الى أن ياسراً هو من كان السبب في إنقسامها ليتكرر الأمر مرةً أخرى في جوبا قبيل إنتهاء جولات سلام جوبا.
من جانبي كنت قد طرحت على ياسر عرمان عدداً من الأسئلة وذلك قبيل ٢٥ أكتوبر تحمل نفس التهم ، لكنه كان يرى أنني قد تحاملت عليه، وفي إجابته الطويلة على أسئلتي قدم سرداً لسيرته النضالية، وأنه تحت إمرة الشعب السوداني في أي لحظة.
اتصلت بعدد من القيادات السياسية في سبيل مناقشة هذا الموضوع ، فهم يرون أن
عرمان ظل ينتقد عقار منذ إجراءات ٢٥ اكتوبر ، بيد ان الصراع بدأ منذ المفاوضات بجوبا ، فدائما مايحاول عرمان فرض رأيه فهو شخصية دكتاتورية غير ملتزمة بمبادئ حركته ودليلهم على مايقولون تامره مع عقار تجاه خميس جلاب ، حينما كان عرمان الأمين العام للحركة فشخصية عرمان نرجسيه مختزلة لنفسه ويعتبر نفسه رجل دولة ويحب وطنه والوحدة لكن أينما حل حدث تفكك رغم علاقته الجيدة مع بعض الدول الغربية لكن ذلك لايصلح على الدوام
، عرمان منذ انضمامه الحركة الشعبية الام حدث انشقاق حتى آخر انشقاق لهم مع جلاب بعد توقيع اتفاق السلام ، يرى من ناقشتهم أن عرمان ،يسعى لتكوين حزب سياسي ربما إنضمت إليه قيادات في المؤتمر السوداني خطها السياسي قريب من ياسر عرمان ، وبعض ممن غادروا الحزب الشيوعي في فترات سابقة، وكذلك قيادات في منظمات المجتمع المدني .
أما أساتذة الجامعات من أمثال البروفيسور محمد يوسف أحمد المصطفى ، والذي تجمعه مع ياسر أواصر قربى ومصاهرة وكذلك الدكتور الواثق كمير فقد كانا في قطاع الجامعات والذي تعرض للتجميد من ياسر عرمان ، على الرغم من قطاع الاكاديميين كان من القطاعات الهامة في الحركة الشعبية ، ولابد لي من ذكر هذه الواقعة ، ففي احد المؤتمرات الصُحفية عندما سألته لماذا لايستقيل عرمان من منصب مستشار سياسي لرئيس مجلس الوزراء انذاك دكتور عبدالله حمدوك ؟ ولماذا قبل بهذا المنصب وعندنا اتي رئيس لوفد المقدمة بعض توقيع اتفاق سلام جوبا كان ياسر قد بأنه لايريد اي منصب تنفيذي ؟ فكان رده لي هل لديكي عداوة معي ، وقال بالحرف الواحد أنا أتيت بتفويض من الشعب السوداني وفي حال يرفضني سوف استقيل، فعرمان متخبط سياسياً ومنتاقض في تصريحاته ففي احد اللقاءات قال نسعى لشراكة فاعلة ومنتجة مع مجلس السيادة بشقيه المدني والعسكري والقوات النظامية والدعم السريع والحرية والتغيير ومجلس الوزراء من أجل التنمية والاستقرار في إطار سودان جديد.
ظل ينتقد حتى رئيسه ، حينما صرح عقار ان الاحتجاجات ضد الحكم العسكري بأنها إرهاب ضد الدولة، وجاء رد عرمان ياسر عرمان، إن “رؤية السودان الجديد لا تتسق مع وصف الثورة بالإرهاب، واعتقد أن الإرهاب الحقيقي هو قتل الشباب واستخدام أسلحة وأموال الشعب لقتل أبناء وبنات الشعب”.
وأضاف: “يعز علي صدور هذا التصريح من الرفيق مالك عقار وهو صديق لسنوات، وحديثه يجد مني الاستنكار ومن غالبية أعضاء الحركة الشعبية الذين شاركوا ويشاركون في الثورة”.
وفي وقت سابق اعلن عرمان استعداده التعاون مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووجوده داخل المنظومة العاملة مع حمدوك بلاشك أعطاه فرصة الإلتقاء المباشر مع البرهان.
الذي حدث بلاشك أمر مؤسف يضعف كثيرا للحركة الشعبية، ولكن هل سيستفيد ياسر عرمان من تجاربه السابقه ويتوقف مع نفسه كثيراً أم أنه سيواصل السير في نفس الطريق وبالتالي تصبح ( كراعوا حارة) على كل جسم ينتمي إليه؟.
✒️فاطمة علي سعيد