علاء الدين محمد ابكر يكتب .. اريتريا تستحق الحرية وليست الديكتاتورية

*علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍🏽اريتريا تستحق الحرية وليست الديكتاتورية*

الظروف السياسية جعلت من اريتريا تكون منطقة جغرافية واحدة فقبل الاحتلال الايطالي لشرق افريقيا كانت اجزاء منها تتبع مباشرة للدولة العثمانية خاصة الساحلية منها ومناطقها الغربية تتبع للحكم التركي المصري في السودان كادارة منفصلة عن الدولة العثمانية واجزاءها الجنوبية متنازع عليها مابين ملوك التقراي والامهرة ولكن بعد هجمة ايطاليا الشرسة علي املاك الدولة العثمانية في شمال افريقيا (ليبيا) وشرق افريقيا (اجزاء من الصومال وارتيريا وإثيوبيا) تغيرت الخارطة الجغرافية للمنطقة وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في العام. 1945م بهزيمة دول المحور( المانيا واليابان وايطاليا ) قررت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الثانية معاقبة دولة الدول المهزومة وذلك بتقسيم املاك دول المحورمن المناطق التي كانت تحت سيطرتهم فكان مصير املاك ايطاليا في شمال أفريقيا ( ليبيا ) تحت ادارة مشتركة لدول الحلفاء ( الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ) بوجود قواعد عسكرية لهم فيها انتهي ذلك الوجود بوصول العقيد الليبي الراحل معمر القذافي للسلطة في العام 1969 بانقلاب عسكري علي الحكم الملكي فيها ، وبالنسبة إلى املاك ايطاليا في شرق أفريقيا فكانت الصومال ( جيوبتي) من نصيب فرنسا والصومال الساحلي الجنوبي من نصيب بريطانيا والصومال الغربي ( الاوجادين) من نصيب اثيوبيا واريتريا اقترح بان تكون تحت الحكم الذاتي الاثيوبي وكان المقترح الاول بان تكون اريتريا جزء من السودان الانجليزي المصري مكافاة للجهد الكبير الذي قامت به قوة دفاع السودان ابان الحرب العالمية الثانية فقد تمكن الجنود السودانيون ضمن جيوش الحلفاء من هزيمة وطرد الجيوش الايطالية المتقدمة التسليح ولكن اعتراض المندوب الليبي حال دون ذلك وكان ذلك تفكير ذكي جدا حتي لا توزع ليبيا مابين مصر الخاضعة الي بريطانيا والجزائر التي كانت تخضع الي فرنسا
استمر الوضع كما هو عليه حتي ستينيات القرن الماضي عندما اتخذ الامبراطورهيلا سيلاسي، ملك اثيوبيا قرار احمق بضم اريتريا الي التاج الاثيوبي وانهاء الحكم الذاتي فكانت رد الفعل ذلك القرار ثورة عارمة من شعب اريتريا و كانت في البداية ثورة ذات طابع ديني حيث تخوف المسلمين من سيطرة الكنيسة الاثيوبية علي شعب معظمه مسلم ، وجد ثوار اريتريا كامل الدعم من الدول العربية والإسلامية خاصة السودان الذي استقبل الالف اللاجئين وتقاسم معهم الموارد الاقتصادية المحدودة التي يملكها شمل حتي التعليم والعلاج حيث لم يمكن هناك تميز بينهم والسودانيين ، استمرت الثورة الشعبية الاريترية في تصاعد وكانت سبب رئيسي في الاطاحة واعدام الامبراطور هيلاسي لاسي، في سبعينيات القرن الماضي بسبب تفشي المجاعة والفقر نتيجة الصرف الكبير علي الحرب في اريتريا ذات الطبيعة الجبلية الصعبة فكانت حرب العصابات قاصمة ظهر للجيش الاثيوبي الذي تكبد خسائر فادحة وهو يجد نفسه يحارب علي عدة جبهات ( جبهة اريتريا وجبهة المعارضة الاثيوبية ضد نظام منقستو ) وفي بداية تسعينات القرن الماضي ينجح التصعيد التصعيد العسكري في اجبار الرئيس الاثيوبي منغستو هيلا مريام علي الفرار لحظات دخول قوات الجبهة الديمقراطية الثورية لشعب أثيوبيا للعاصمة اديس ابابا وفي الجانب الآخر تمكن ثوار الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا من تحرير عاصمة بلادهم مدينة اسمرة وبعد تنظيم الاستفتاء في العام 1993م حول بقاء او انفصال اريتريا عن اثيوبيا والذي انتهي لصالح الاستقلال ، لم تشهد اريتريا اي تطور سياسي فالنظام الحاكم فيها منذ الاستقلال لم يسعي الي تداول سلمي للسلطة حيث لم تعرف اريتريا اي انتخابات منذ استقلالها في العام 1993وتلك هي قمة الديكتاتورية فكيف لشعب ناضل عشرات السنين لاجل نيل الحرية ان يقبل العيش في ظل نفس النمط الذي ثار عليه؟
ربما استغل رئيس اريتريا أسياس أفورقي ظروف الحرب التي اندلعت في عقب استقلال بلاده في اواخر تسعينيات القرن الماضي مع اثيوبيا في خلاف حدوي بينهم كحجة للبقاء في الحكم علي اعتبار أن الظروف لا تسمح بانتقال السلطة عبر الانتخابات وفشل أسياس أفورقي حتي في تطبيق الاشتراكية واريتريا اليوم تحتاج إلى الديمقراطية حتي تتمكن من النهوض ولكن العملية الديمقراطية في اثيوبيا الدولة. المحتلة سابقا لاريتريا لم تتوقف عقب الاطاحة بالطاغية منغستو هيلا مريام حيث سعت اثيوبيا الي وضع دستور جديد والاعتراف بخصوصية شعوبها واقامة انتخابات عامة بشكل دوري وشهدت اثيوبيا منذ العام 1991م تعاقب عدد من الروساء بداية بالسيد تامرات لايني وانتقلت من بعده السلطة الي الراحل ملس زيناوي وبعد وفاته تسلم السيد هايله مريم ديساليغنه
زمام الأمور واخير ابي احمد رئيس الوزراء وبينما ظل سياسي افورقي متحفظ بالحكم طوال ثلاثين عام
الشعب الاريتري يستحق الحرية والتغير حتي يتمكن من لعب دوره ضمن الحياة الانسانية العالمية فالحكم الديكتاتوري يزرع في الشعوب الجبن والخوف وقتل الابداع ، فهل تشهد اريتريا ربيع حرية يقود شعبها الي رحاب الديمقراطية من ضيق افق الديكتاتورية
والايام القادمة هي من سوف تجيب على هذا السوال

*المتاريس*
*علاء الدين محمد ابكر*
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺

مقالات ذات صلة