ثلاثين يونيو.. صراع السلطة واستثمار دماء الشباب!
اصبحت ذكرى ثلاثين يونيو مناسبة سياسية اشبه بالبازار الكبير الذي يطرح فيه كل تيار بضاعته ويأمل ان يوفق ضمن معاملاته بمزيد من الارباح! ثم ينكفىء الي اهله مسرورا بما زاد من ارباحه وضاعف رأس ماله! الا ان البضاعة في كل ذلك هي دماء الشباب اليافع القاصر الذي امتلك حماسا وطنيا وشجاعة منقطعة النظير يتم استخدامها واستغلالاها من قبل طلاب السلطة والمراوغيين من السياسيين الذين يحولون كل معطيات الساحة لمميزات تصب في مصالحهم الذاتية ورصيدهم الحزبي!
تصريحات قيادات ورموز العمل السياسي حول ان ٣٠ يونيو هو ذكرى سقوط البشير، من الواضح انهم سيقولون اي كلام لاستجلاب التعاطف وهم مستخفون بالشعب السوداني وذاكرته
لكن الشعب لم ينسى ان ٣٠ يونيو هو تاريخ انقلاب البشير المشؤوم الذي قطع تطور البلاد الديموقراطي واعاق مسيرتها نحو الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة وادخل البلاد في عزلة دولية وصمتها بالارهاب وادت الي مقاطعتها اقتصاديا عانى فيها الشعب الامرَّين! ومثلما لم ينسى الشعب فترة حكم الانقاذ المباد؛ كذلك لم ينس فتره حكم قحت وتجربتها السيئة التي هوت بالبلاد واورثتها التدخلات الخارجية وجعلتها تحت اوامر السفارات الاجنبية وتحت رحمة التمويل الدولي الكذوب فزادت معناة المواطنين وفقدوا ابسط الخدمات الضرورية حتي مات الناس في سياراتهم بحثا عن سرير في مستشفى يتلقون فيه العلاج! ولم تتعافى البلاد بعد مما وضعتها فيه قحت وتجربتها السياسية الفاشلة؛ وهي الان تنتظر ان يحملها هؤلاء الشباب مرة اخري الي كراسي الحكم التي تتفاوض حولها سرا مع العسكر!
يرى الخبراء ان ذكرى الثلاثين من يونيو ومايرافقها من مواكب وتظاهرات اصبحت لعبة يتدافعها السياسيون لجني المزيد من مكاسب السلطة ورفع سقوفات مطالبهم في مزيد من السيطرة والمناصب وليس هناك خاسر سوى الوطن وهؤلاء الشباب الذي اصبحت دماؤه سلعة في سوق السياسة القذر؛ وان البلاد هي آخر اهتمامات القوى السياسية التي ظلت ترفض اي دعوة للتوافق السياسي والحوار الذي يجنب البلاد الانزلاق ويهيئها للمسار السليم لبناء دولة الكرامة والحرية والسلام والعدالة