في اللحظات الأخيرة… إلغاء رحلة لترحيل مهاجرين من بريطانيا إلى رواندا
ألغيت مساء الثلاثاء أول رحلة جوية كان يفترض أن ترحّل من بريطانيا إلى رواندا مهاجرين غير شرعيين في إطار خطة أقرتها الحكومة البريطانية للحد من تدفق المهاجرين السريين إليها، وذلك بعد مراجعات قضائية جرت في اللحظات الأخيرة.
وفي تغريدة على “تويتر” قالت منظمة “كير فور كاليه” المتخصصة في الدفاع عن طالبي اللجوء إن “آخر تذكرة طيران ألغيت. لا أحد سيغادر إلى رواندا”.
بدورها نقلت وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه” عن مصادر حكومية في لندن أن الرحلة الجوية ألغيت بسبب قرارات أصدرتها في اللحظات الأخيرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وسارعت الحكومة البريطانية إلى تأكيد أن قرارات القضاء الأوروبي لن تثنيها عن المضي قدماً في خطتها الرامية إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا.
وقالت وزيرة الداخلية بريتي باتيل “لن تثبط عزيمتنا عن فعل الشيء الصحيح وتنفيذ خططنا للسيطرة على حدود بلادنا”. وأضافت أن الفريق القانوني للحكومة “يبحث في كل قرار يتخذ بشأن هذه الرحلة، والاستعداد للرحلة التالية يبدأ الآن”.
“عار”
وفي وقت سابق، دافعت الحكومة البريطانية عن سياستها لإرسال طالبي لجوء إلى رواندا، رغم الانتقادات من الكنيسة الانغليكانية التي اعتبرت المشروع “غير أخلاقي”.
وكتب الزعماء الروحيون للكنيسة الأنغليكانية وبينها رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي ويورك ستيفن كوتريل و23 أسقفاً، في رسالة نشرتها صحيفة التايمز الثلاثاء أن “هذه السياسة غير الأخلاقية تغطي بريطانيا بالعار”.
لكن تراس رفضت هذه الانتقادات قائلة “الأشخاص غير الأخلاقيين في هذه الحالة هم المهربون”.
وما زاد من حدة الجدل أن الأمير تشارلز وصف خطة الحكومة البريطانية لإرسال طالبي لجوء إلى رواندا بأنها “مروّعة”، حسبما أفادت وسائل إعلام السبت، فيما سيشارك في اجتماع الكومنولث في رواندا اعتباراً من 20 يونيو (حزيران).
في كيغالي سيلتقي الأمير تشارلز ورئيس الوزراء بوريس جونسون الرئيس بول كاغامي الذي يدير رواندا منذ نهاية الإبادة في 1994 التي أوقعت 800 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة. وتتهم منظمات غير حكومية بانتظام حكومته بقمع حرية التعبير والمعارضة السياسية.
والمهاجرون الذين يتم ترحيلهم سينزلون في فندق الأمل Hope Hostel في كيغالي “وهو ليس سجناً” إنما فندق يملك فيه النزلاء حرية الخروج، بحسب مديره إسماعيل باكينا. والفندق قادر على استيعاب مئة شخص لقاء 65 دولاراً يومياً.
وبينما يعد مشروع الحكومة مثيراً للجدل إلا أنه يحظى بشعبية لدى القاعدة الناخبة المحافظة. وأقره القضاء البريطاني بعد رفض طعن تم النظر به بشكل عاجل. وكان جونسون قد أكد “لن يتم ردعنا بأي شكل من الأشكال أو ثنينا من خلال بعض الانتقادات”.
وعبر إرسال طالبي اللجوء إلى مسافة أبعد من 6 آلاف كلم عن لندن، ما يذكر بالسياسة التي تعتمدها أستراليا، تعتزم الحكومة ثني الوافدين بشكل غير قانوني عن الوصول الى البلاد.
عبور المانش
وفي كاليه بشمال فرنسا التي ينطلق منها المهاجرون الراغبون في بلوغ إنجلترا، يبدو أن هذا الإجراء لم يردعهم. وقال موسى (21 عاماً) المتحدر من دارفور إنه يريد التوجه إلى إنجلترا “للحصول على أوراق”.
وقال وليام فويار منسق جمعية L’Auberge des Migrants لوكالة الصحافة الفرنسية “لقد عبروا عدة دول وواجهوا أوضاعاً صعبة ومخاطر” وسيجازفون.
وعبور المانش بشكل غير شرعي غالباً ما يثير توتراً بين الحكومة المحافظة وفرنسا.
منذ مطلع السنة عبر أكثر من عشرة آلاف مهاجر بشكل غير شرعي المانش لبلوغ السواحل البريطانية على متن زوارق صغيرة، في ارتفاع كبير مقارنة مع السنوات الماضية التي شكلت رقماً قياسياً. ووصل المئات في الأيام الماضية وصباح الثلاثاء.