“مكتب بيضاوي طائر”.. قدرات خارقة لطائرة الرئاسة الأميركية
كشفت تقارير غربية أن البيت الأبيض يجهز طائرة رئاسية “أير فورس وان” جديدة للرئيس جو بايدن، كما تستعد الطائرة الحالية للتقاعد بعد 30 عاما من خدمة 5 رؤساء أميركيين.
البيت الأبيض الطائر
وقال موقع “إنسايدر” الأميركي، الاثنين، إن الطائرة بوينغ 747 التي تنقل الرئيس الأميركي، والتي تعرف في سلاح الجو الأميركي باسم” VC-25A” تستعد للتقاعد بعد خدمة 5 رؤساء على مدار حوالى 3 عقود.
وكان تيودور روزفلت أول رئيس أميركي يستقل طائرة رئاسية، برحلة قصيرة في 1910، في طائرة من نوع رايت فلاير.
واسم “أير فورس وان” مجرد كنية لأي طائرة تحمل الرئيس الأميركي، وهي ذات اللونين الأزرق والأبيض وأنتجت عنها هوليوود أكثر من فيلم سينمائي.
و”البيت الأبيض الطائر” كما يصفها موقع ” إنسايدر”، تستعد لدخول عصر جديد من طراز بوينغ 747-8، مشيرا إلى أن التصميم الجديد يعتبر قفزة تكنولوجية هائلة.
ومن المقرر أن تدخل الطائرات الجديدة الخدمة عام 2024، وسيكون جو بايدن أول رئيس أميركي يحلق على متنها.
وعادة ما يتم التكتم على التعديلات التي تخضع لها الطائرة، إلا أن موقع “سيمبل فلاينغ” قال إنها تشمل اتصالات محسنة، وأنظمة دفاعية مضادة للصواريخ، وأجهزة استشعار لتحويل الطائرة إلى “بيت أبيض طائر”.
كما أن مساحتها الداخلية أكبر من ملعب كرة سلة، ومصممة على 3 طوابق وإجمالي مساحتها 370 مترا مربعا.
وللطائرة جناحين واسعين رأسهما من ألياف الكاربون يميلان بزاوية قدرها 37 درجة ونصف، ما يسمح لها بالتحليق بسرعة أكبر ويتيح لها الإقلاع والهبوط على مدارج أقصر طولا، بحسب الموقع المختص بشؤون الطيران.
كما تولد 4 محركات من الجيل الجديد طراز “جي إي” طاقة أسرع من الصوت، مما يجعلها أسرع طائرة ركاب على الأرض.
وحتى ترتقي الطائرة الجديدة إلى المعايير العسكرية العالية، سيدمج التقنيون تقنيات اتصالات متطورة وفي الوقت نفسه تغيير التصميم الداخلي وتحويلها إلى مقصورة فارهة للشخصيات الهامة.
والطائرة الأيقونة والتي تسمى بـ”الطائرة المدرعة والمصفحة” يدعمها نظام دفاعي لصد الصواريخ وهي قادرة على تحمل عصف نووي، وحينما يصعد الرئيس الأميركي على متنها تعطي الإشارة اللاسلكية “أير فورس وان”، أما بصعود نائبه يكون رمز النداء “أير فورس تو”.
ووفقا لموقع موقع “ديفنس وان” فإن الطائرة الجديدة ستكلف أكثر من 5 مليارات دولار.
ويقول جيف أندروود، من المتحف الوطني للقوات الجوية الأميركية، إن “الطائرة الرئاسية تعمل كمركز قيادة، والطائرة الجديدة مجهزة بأنظمة أفضل، وهي تحفة فنية”.
ويضيف، في تصريحات صحفية:” رغم جهود سلاح الجو الأميركي وإدارة ترامب لتخفيض السعر، إلا أن سعر البرنامج سيكون بكلفة 5.3 مليار دولار”.
قدرات خارقة
ويغطي الطائرة الألومينيوم المقوّى لتحمّل النبضات الكهرومغناطيسية الصادرة عن انفجار نووي، كما أن معدات الاتصالات الآمنة للطائرة تتيح لها أن تعمل بمثابة مركز قيادة متجول أو مكتب بيضاوي في حال هوجمت الولايات المتحدة.
كما يحتل جناح الرئيس مكانا في مقدمة طائرة الرئاسة، وهو مزود بأريكتين تتحولان إلى سريرين مزدوجين مع غرفة ملابس منفصلة ومرحاض وحمّام للاغتسال ومكتب واسع.
كما تضم الطائرة غرفة اجتماعات إضافية، وحجرات لجلوس الموظفين والضيوف وأفراد الاستخبارات السرية ووسائل الإعلام، وتنقل نحو 76 راكبا، يمكنهم مشاهدة الأفلام وإجراء مكالمات هاتفية واستخدام الإنترنت من مقاعدهم.
كما يمكن لجسم الطائرة تحمل انفجار نووي يحدث على الأرض، وجميع نوافذها مدرعة بالكامل ضد الرصاص والانفجارات.
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، إن الطائرة الجديدة أكثر الطائرات تكلفه في العالم والأعلي في الأسطول الجوي الأميركي، فتكلفة ساعة الطيران الواحدة بها تصل إلى نحو 200 ألف دولار وهو رقم لم تصل إليه القاذفات الاستراتيجية الأميركية ولا حتى طائرات القيادة والسيطرة”.
وعن سر التكلفة العالية، يضيف لموقع سكاي نيوز عربية أنه “بخلاف الرفاهية للركاب، تحتوي الطائرة على غرفة عمليات متكاملة ومتطورة وأجهزة ملاحة ومنظومات للاتصالات متعددة الترددات للتواصل مع الوحدات الجوية والأرضية وأيضا منظومات للاتصال بالأقمار الاصطناعية”.
أما السبب الثالث فيرجع إلى منظومات التنبية الدفاعية لاكتشاف التهديدات الجوية حيث تمتلك وسائل للدفاع السلبي والإيجابي ضد مختلف الصواريخ الحرارية والرادارية ومنظومة ذات التأثير المباشر على الصواريخ وغرضها تشويش رؤوس الصواريخ الموجهة”، وفقا للباحث مينا عادل.