معاهدة دولية تحرم تركيا من “الحياد” في الحرب الروسية على أوكرانيا
لموقعها الجغرافي ومصالحها مع البلدين، تجد تركيا صعوبة في الالتزام بموقف “الحياد” في الحرب الروسية في أوكرانيا، بسبب معاهدة يعود تاريخها إلى عام 1936.
وينقل تقرير من شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، أن تركيا تسيطر على المضائق بين أوروبا وآسيا بموجب اتفاقية مونترو الموقعة في عام 1936 وهو ما يمنحها سيطرة بحرية فريدة في المنطقة.
وبموجب الاتفاقية، تضمن تركيا حرية المرور لجميع السفن المدنية والتجارية خلال وقت السلم، ولكن في وقت الحرب التي لا تكون فيها تركيا طرفا، لا تسمح أنقرة للسفن الحربية من الدول المتحاربة استخدام المضائق.
وأشارت الشبكة إلى أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عندما وصف الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه “حرب” خلال مقابلة مع الشبكة في 27 فبراير، فإن ذلك أعطى للبلاد الحق في تطبيق اتفاقية مونترو بالكامل.
ويمنع تطبيق تركيا لاتفاقية مونترو روسيا من تعزيز أسطولها في البحر الأسود من الخارج، أو من نقل السفن الحربية الموجودة الآن في البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط.
ورغم أن ذلك لا يغير من توازن القوى في البحر الأسود، بحسب ما يقول سنان أولجين الدبلوماسي التركي السابق، والباحث الزائر في معهد كارنيغي أوروبا، قد يشكل على “المدى الطويل” مشكلة لروسيا التي لن تكون قادرة على إعادة سفنها من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط واستعراض قوتها، بحسب قوله.
وتشير الشبكة إلى أن غرق السفينة الحربية الروسية موسكفا في البحر الأسود في 14 أبريل، سلط الضوء على مأزق روسيا الحالي، إذ عليها إقناع تركيا بفتح مضيق البوسفور والدردنيل إذا أرادت استبدال السفينة الروسية.
ويقول التقرير إنه رغم أن العلاقات بين موسكو وأنقرة لم تشهد خلافات، من المتوقع أن تتوتر العلاقات في القادم من الأيام.
وأغلقت تركيا، العضو في حلف الشمال الأطلسي، السبت الماضي، مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية التي تحاول التحليق في سوريا، ما يمكن أن يكون علامة على التصعيد بين البلدين.
وتوقع الخبير التركي أولجن أن توتر اتفاقية مونترو العلاقات بين روسيا وتركيا من جديد، مشيرا إلى أن المادة 19 من الاتفاقية طبقت بعد إقرار أنقرة بوجود حرب، وفي حال أعلنت روسيا انتهاء الحرب قد لا تعترف تركيا والمجتمع الدولي بذلك، ما يؤجج الخلاف مع روسيا.
وتحاول تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وحليفة أوكرانيا تسهيل الوساطة بين موسكو وكييف، وقد رفضت حتى الآن الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.
واستضافت تركيا مرتين مفاوضات مباشرة بين الطرفين في 10 مارس على المستوى الوزاري في أنطاليا وفي 29 منه في إسطنبول.
ومنذ ذلك الحين، قال إردوغان في عدة مناسبات إنه يريد استضافة اجتماع في لإسطنبول بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
الحرة