كيف يمكن للصيام المتقطع أن يدعم جودة النوم؟
إن الصيام وتناول الوجبات الغذائية في توقيتات محددة يساعد على تحسين مستويات الطاقة والهضم ويزيد من الشعور بالشبع لفترات أطول مع تعزيز الاستجابة المناعية، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع “مايند يور بودي غرين” Mind Your Body Green.
وتشير بروفيسور آشلي جوردان فيريرا، خبير التغذية الشهيرة، إلى بحث ذائع الصيت توصل إلى أن تناول الوجبات في إطار زمني يومي ثابت يرتبط بنوم أفضل ونوعية حياة أكثر صحة بشكل عام. وتوضح فيريرا أن “تناول الطعام خلال أوقات محددة يوميًا يدعم الوزن الصحي ويساعد على ضبط مستويات السكر في الدم.
وتشرح فيريرا أن التمسك بفترة مدتها 12 ساعة يوميًا للامتناع عن تناول الطعام هو أكثر واقعية بالنسبة لمعظم الناس، حيث إنه يدعم الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، مؤكدة أنه من خلال القيام بأنشطة مثل الأكل وممارسة الرياضة والتعرض للضوء في نفس الأوقات تقريبًا كل يوم، يسمح الشخص لجسمه بالانغماس في روتين ثابت وبمجرد بلوغ تلك النقطة، يصبح من الأسهل النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، مما يؤثر بشكل إيجابي على جودة النوم والصحة العامة.
علم الأحياء الزمني
وتقول عالمة الأعصاب وخبيرة النوم بروفيسور صوفيا أكسلرود إنه “من منظور علم الأحياء الزمني، يبدو أن الانتظام في أوقات محددة بوضوح عند تناول الطعام، وعندما يصوم الشخص، هو أمر مهم لتعزيز التمثيل الغذائي الصحي والنوم الجيد، إذ يعني وجبات أقل، وخلال فترة زمنية أقصر”.
وتضيف أكسلرود أن تناول وجبات كاملة خلال فترات زمنية محددة يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل تناول وجبات غير أساسية بشكل عشوائي طوال اليوم، وهو نمط غذائي يؤثر سلبًا على توقيت النوم وجودته.
ويوصي بيتر بولوس اختصاصي طب النوم، بالابتعاد عن أي وجبات تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الكربوهيدرات المكررة، قائلًا إن “هناك بيانات تشير إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات تساهم في النعاس ولكنها تؤدي إلى النوم المتقطع حيث يتم التمثيل الغذائي للكربوهيدرات”. كما ينصح بتجنب “الأطعمة الغنية بالدهون، لأنها يمكن أن تؤثر أيضًا على جودة النوم”.
ويقول بولوس إن الأنظمة الغذائية المستوحاة من البحر الأبيض المتوسط والتي تحتوي على نسبة عالية من البروتين والألياف والفواكه والخضراوات والمغذيات المضادة للالتهابات تميل إلى أن ترتبط بنوعية نوم أفضل، مع مراعاة عدم تناول الوجبات في وقت متأخر من اليوم، إذ يمكن أن يؤدي تأخر تناول الطعام إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية. يتفق الخبراء على أنه يجب التوقف عن تناول الطعام في نفس الوقت كل ليلة، ويفضل أن يكون ذلك قبل حوالي ثلاث ساعات من النوم، لمنح الجسم متسعًا من الوقت للهضم قبل النوم.