خواطر طبيب .. بقلم البروفيسور علي بلدو .. من أخبار الحمقى و المجانين
*خواطر طبيب* 📚
*بقلم✍️ البروفيسور علي بلدو*
*من أخبار الحمقى و المجانين*
كان الناس فيما مضى يهرولون خلف بهلول و يرمونه بالحصى بقصد مضايقته و هم يهتفون يا معتوه ؟ فكان يرد عليهم و هو يجري( لو كان هذا عقلكم فهنيئاً لي بجنوني) اليس كلامه صحيحاً؟
و كما اوقف البعض في المدينة (ابو جوالق) و سألوه استهزاء به( يا ابا جوالق من شجك هذه الشجة) و هم يقصدون معنى دنيئا فرد عليهم بهدوء( شجني اياها من شج أمهاتكم اثنتين) و هذا عين العقل.
و كما ظل سعدون المجنون ينام في قبر حفره في بيته و عند الصبح يردد الآية الكريمة(قل ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا) ثم يمضي لعمله و الذي هو (الجن الكلكي) ذاتو!
على ان المدهش هو قصة مجنون بني عامر قيس بن الملوح و الذي ظن أهله ان ليلى العامرية قد (كتبته) او عملت ليهو (عمل) أصابه بالجنون وضعف الشبكة و دعاهم هذا لعرضه على احد الدجالين و المشعوذين و الذي استعان بآخر كنوع من تبادل الخبرات و قال في ذلك:
جعلت لعراف اليمامة حكمة وعراف نجد ان هما شفياني
فقالا نعم نشفي من الداء كله و قاما مع العواد يبتدراني
فما تركا من تميمة و لا رقية الا بها رقياني
فقالا و الله يا فتى مالنا بما ضمت منك الضلوع يدان
وإنا نراك بالغرام لمولع وإنا نراك عندهن لفاني
يعني ان الموضوع كان ريدة و لم يكن جناً!
و يا ليت النيسابوري كان بيننا الان ليرى من هم العقلاء و من هم المجانين حقا؟ و ليقم بجولة في الاستوبات و الكوش و الصواني ليرى حالة العقل عندنا؟ و لينظر للنيل قربنا و نحن نموت عطشا و الارض البكر ممتدة للافق و نحن نستورد الدقيق و ها هو مزارعنا بقرب بقرته و لكنه يشرب الحليب المجفف؟ و ننصحه بأن لا يستمع او يشاهد التلفزيون الرسمي ماذا و الا فانه سيلحق امات طه و لن يجد صينية ليقف عليها و لا مستشفى ليدخلها و لا حتى كوشة للظهيرة و المساء فكل الاماكن مشغولة حالياً