امريكا والغرب ومجموعة الترويكا تتخذ ساترا لتغيير قواعد اللعبة بالسودان
يرى كثير من المحللين ان إحساس امريكا والغرب بتنامي مشاعر العداء من قبل شعوب المنطقة وخاصة السودان وتنامي الشكوك في نواياها تجاه البلاد بما جعل من الرفض لها ولسياساتها وحلفائها طابعا عاما يكاد لا يستثني بلدا!
ينظر اغلب المواطنين الي تجربة امريكا والترويكا والغرب عموما للمساعدة علي الانتقال و خاصة البعثة الاممية بالفشل وعدم الجدية خاصة بعد تجميد المساعدات الدولية في وقت السودان احوج مايكون فيه للمساعدة الاقتصادية بل ان عنوان ازمته الابرز هو التدهور الاقتصادي للبلاد منذ الحصار الأمريكي الاحادي الجائر ووضعها ضمن قائمتها للدول الراعية للارهاب وما تسبب به ذلك من اشكالات وتعقيدات في انهاك اقتصاد البلاد وصعوبة انعاشه حتي بعد انتصار الثورة وخلع المشير البشير!
الآن امريكا ودول الغرب تحاول تغيير جلدها بصورة ناعمة؛ تماما كما الافعي من خلال الدفع بدول غربية جديدة في الساحة ولكنها في الوقت نفسه تعمل علي المحافظة والابقاء علي المصالح الغربية الامريكية دون ادنى إثارة! لانها محايدة في وعي الشعب مثل كندا او كوريا الجنوبية مثلا! وليس بعيدا عن هذه الاستراتيجية ما أعلنت عنه دائرة الشؤون الدولية الكندية من تعيين السفير “كولد لاكر فيليب لوبول” سفيراً لكندا لدى جمهورية السودان! وهو من مخضرمي السلك الدبلوماسي الكندي تنقل فيه كثيرا وتولي مهام اكثر وعمل مستشارا للقوات الكندية في قندهار لمدة ثلاث سنوات! وقد تم تقديم أوراق اعتماده منذ الثامن من فبراير الماضي. وتشمل مهمته الحالية الإشراف على برامج المساعدة الكندية الرامية لدعم التحول الديمقراطي في السودان ولا شك ان كندا لا تعدو ان تكون الحديقة الخلفية لأمريكا!
ولا مانع من تقديم سفيرها للخرطوم من اجل سد الفراغ الذي خلفته المشاعر السلبية تجاه امريكا والمجموعة الاوروبية بالبلاد!
لاشك ان كندا لها برنامج مساعدات لدعم الانتقال ضمن الاستراتيحية الدولية الغربية الامريكية؛ ويمكن ان تمثل واجهة مقبولة لكل البرنامج الدولي بمحمولاته المختلفة! دون ان اي انطباع سلبي من قبل المواطنين! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل تنجح كندا في سد الفراغ؛ وتمثيل الغرب بكل سلاسة كوجه بديل؟ ام انها سوف تفشل في نهاية الامر؛ وتتنامى مشاعر العداء تجاهها؟ بعد وعي الجماهير بانها مجرد ساتر لأمريكا وحلفائها لا غير!؟