ظلت مشتعلة منذ (20) يوماً حرائق مجهولة تلتهم قرية (أم صيقعون الجاك) بكردفان
مرت أكثر من (٢٠) يوماً، لاشتعال النيران والحرائق، بقرية (أم صيقعون الجاك)، لأسباب ما زالت مجهولة حتى الآن، ولكن مواطنو المنطقة ذكروا بعض أسباب ارتبطت بوجود بترول ومواد زيتية تؤدي لاختراق المنازل المشيدة بالمواد المحلية (القش)، ثم إرهاصات أخرى بوجود (جان) بالمنطقة. المواطنون يناشدون السلطات والمسؤولين التدخل، لمعرفة أسباب الحريق، وجبر الضرر الذي لحق بهم.
اشتعال النيران
تواصل حريق قرية (أم صيقعون الجاك)، لليوم العشرين على التوالي، وتسبب في وفاة شخص وخسائر تجاوزت قيمتها الـ (٢٥٠) مليون جنيه، والتهم الحريق أكثر من (٩٠) منزلاً.
وذكر مواطنون بالقرية، للوفد الإعلامي الزائر للمنطقة، أن النار نشبت منذ (٢٠) يوماً تقريباً وما تزال مستمرة، وأدت لوفاة شخص، واحتراق أكثر من (٩٠) منزلاً، وكذالك ارتفعت نسبة الخسائر وتجاوزت الـ(250) مليون جنيه.
مصيبة (أم صيقعون الجاك )
وتقع قرية (أم صيقعون الجاك) في ولاية شمال كردفان – محلية أم روابة، ويبلغ عدد سكانها حوالي (12000) نسمة، وتعد من أكبر قرى شمال شرق كردفان مع الحدود الشرقية لولاية النيل الأبيض.
أسباب وإرهاصات
وعزا أهل المنطقة أسباب هذا الحريق إلى أن القرية من المناطق (الغنية بالبترول والمعادن)، وأيضاً أثبتت بعض الدرسات أن هناك (بكتريا تفرز مادة زيتية)، تتسبب في احتراق المواد المحلية للبناء (القش)، كذلك أن هناك بعض الإرهاصات لوجود جن في هذه المنطقة يعرف بـ(أبوكليقة).
خسائر ومناشدة
وأوضح المواطنون، أن الحريق خلف خسائر كبيرة في المنازل المشيدة بالمواد المحلية، وفقدت حوالي (79) أسرة منازلهم تماماً حتى الآن، وما زال أعداد المنازل في تزايد، مناشدين كل الجهات الرسمية والخيرية والمؤسسات الخاصة والإعلام الوقوف مع أهل القرية.
مطالبة شعبية
ووصف وكيل ناظر عموم البزعة، مكي فضل، الأضرار بالكبيرة، وكشف عن تضرر حوالي (٢٠٠) أسرة، وناشد المجتمع المساهمة في إسكان المواطنين المتضررين.
وقال إن قصور الخدمات يشمل جميع مناحي الحياة من مياه الشرب، الصحة والتعليم وخلافه، وأضاف أن حجم الكارثة أكبر من إمكانية حكومة ولاية شمال كردفان؛ لذلك يوجهون رسالة لحكومة المركز بأن تتدخل بصورة عاجلة، لافتاً إلى أن عدد سكان المنطقة حوالي (١٢) ألف نسمة، وجميعهم متضررون حتى الذين لم تتضرر منازلهم، فهم في حالة ترقب وفي أي لحظة يمكن أن تطالهم النيران، خاصة أن (٤٠%) من المنازل مشيدة بالقش.
وشدد فضل، على أن الأمر يتطلب معالجة جذرية بتغيير نمط السكن من المواد القشية إلى مواد ثابتة مثل الطوب البلك، وأفاد أن معظم المتضررين من الأسر البسيطة للغاية، داعياً الجهات الرسمية والأهلية والمنظمات الطوعية الدولية منها والمحلية والخيرية، لمد يد العون لأهالي المنطقة.
العون الصحي
يقول محمد إمام عثمان بلال، المشرف الإداري لمركز صحي أم صيقعون الجاك، إنهم يستقبلون العديد من الحالات الناجمة، عن الحرائق، ولكن إمكانياتهم قليلة بالجهد الشعبي، وأفاد باستقبالهم الشهر الماضي لمتضرر من الحريق تم تحويله لمستشفى الدويم لكنه توفي لاحقاً، ودعا محمد إمام لدعم المركز بالمواد والكوادر خاصة معينات عمليات الولادة في ظل وجود طبيب عمومي واحد، ومساعد طبي، ومعمل.
الطلاب مهددون
يقول محمد جاد السيد عبد الله مدير مدرسة أم صيقعون إن مدرسة البنين مهددة أيضاً بالحريق في بعض مكوناتها المبنية من القش، حيث يبلغ عدد الطلاب (٥٠٤)، بينما مدرسة البنات (٤٩٤) طالبة، مشيراً إلى أن سكن المعلمين مهدد بالنيران، حيث يقومون يومياً بترحيل أمتعة المعلمات لمكتب المعلمين والفصول الآمنة الثابتة، ودعا وكيل المدرسة معتصم خليفة محمد لتجهيز ووقاية المدرسة التي تعتبر مركزاً رئيسياً لامتحانات الأساس بالمنطقة، كما اشار لنقص الكتاب المدرسي بنسبة (٣٠%) ودعا صيانة أرضيات الفصول.
وفى فبراير الماضي قضت حرائق مجهولة على معظم منازل قرية “قريقس” التي تبعد (10) كلم في الجزء الشمالي الشرقي لمحلية حلفا الجديدة بولاية كسلا، واتهم أحد سكان المنطقة ما سمَّاه بـ”الجان” بالوقوف وراء الحريق، وقال: ”الجان غضب ليحرق آمال أهلي بسرعة غريبة وحول منازلهم إلى رماد”.
وفي أقل من ثانية شبت النيران في أول منزل دون سابق إنذار دون أي أسباب لا التماس كهربائي، ولا شرارة، فقط نار غريبة لونها أخضر، ولها هدير تعتلي رأس المنزل تنبت من الأرض، وتسري بسرعة البرق لتحطم كل شيء في دقائق، ولا أحد يستطيع الاقتراب منها على الإطلاق”.
السوداني