صوم في الغربة.. مهاجرون يحكون قصص رمضان في ألمانيا
تحرص الجالية المسلمة في ألمانيا على إقامة أجواء مميزة في شهر رمضان، سواء من خلال تنظيم الإفطار الجماعي، أو زيادة الإقبال على المساجد لأداء صلاة التراويح، وسط مساع إلى التوفيق بين العمل والعبادة.
ولا تطرأ على حياة المسلمين المقيمين في الولايات الألمانية تغيرات تذكر خلال رمضان، نظرًا لطبيعة الدولة التي يقيمون فيها، فوتيرة الحياة اليومية تستمر على حالها، ويمارس المسلمون أعمالهم بشكل اعتيادي.
عدد المسلمين
وبشأن عدد المسلمين في ألمانيا، أعلنت دراسة للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين في 2021، أن عدد المسلمين في البلد زاد على نحو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
وحسب الدراسة، التي أعلن عنها المكتب في نورنبيرغ مع وزارة الداخلية الألمانية، يعيش ما بين 5.3 و5.6 ملايين مسلم حاليا في ألمانيا، وهو ما يعادل 6.4 في المئة حتى 6.7 في المئة من إجمالي السكان، ومقارنة بنتائج آخر دراسة أجريت عام 2015، زاد عدد المسلمين بنحو 900 ألف شخص.
اللاجئون في ألمانيا.. “ماما ميركل” تودعكم!
أجواء مختلفة
المهندس هيثم شاهين، الذي يقيم مدينة هيلدسهايم قرب هانوفر، بولاية ساكسونيا السفلى، منذ أربع سنوات، ويعمل في العاصمة برلين، يقول إن عمله يضطره للذهاب إلى برلين للعمل لمدة يومين ثم العودة إلى هيلدسهايم لإكمال باقي أيام العمل من المنزل.
ويضيف شاهين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن أجواء رمضان في ألمانيا تختلف تمامًا عن الدول العربية، فهي مختلفة كليًّا، إذ لا توجد أجواء توحي بالشهر، لكن المسلمين يحاولون إحياء الشعائر قدر المستطاع، “نفتقد إلى اللمة وزيارة الأهالي وتجمعات شهر رمضان”.
وأشار إلى أن عدد ساعات الصيام في ألمانيا أطول من نظيرتها في الدول العربية، حيث إن الفطار يكون بعد الساعة الثامنة مساءً، لكن المسلمين يحاولون التغلب على كل هذه الأمور من خلال محاولة التجمع خاصة لدى الجاليات العربية الموجودة، من خلال الاتفاق على تنظيم الإفطارات الجماعية في الخارج، والتي يعقبها أداء صلاة التراويح في أغلب الأحيان، لكن هذه الأمور لا تكون بشكل دوري بسبب ضغوط العمل.
وكشف أن السحور هو الأصعب لأن الألمان يذهبون للنوم باكرًا في حدود الثامنة مساءً للذهاب للعمل باكرًا، وهو ما يجعل الحصول على طعام السحور بشكل يومي أمرًا صعبًا لأن المتاجر تغلق أبوابها.
وبخصوص الزينة وبهجة رمضان، يشير إلى أنها غير موجودة على الإطلاق في الشوارع، “لكننا نقوم بتزيين منازلنا من الداخل، من خلال شرائها من المتاجر الإلكترونية، أو يأتي لنا بها أصدقاء من الدول العربية، ونتابع دراما رمضان غير المنصات الخاصة بالمشاهدة مدفوعة الأجر”.
تنسيق التجمعات
أما الدكتورة سارة حجي، الباحثة في علاج السرطان، فقالت لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنها لا لم تكُن تود أن تفطر خلال أيام شهر بمفردها، ولذلك بالكتابة على تجمع خاصة بالجالية المصرية على موقع “فيسبوك”، ووجدت الكثير من التعليقات وعروضًا من الآخرين للمشاركة في الإفطار الجماعي.
وأضافت حجي، التي تقيم في مدينة هايدلبرغ، بولاية بادن – فورتمبيرغ، أن الجاليات العربية في ألمانيا تعمل زيادة التجمعات خلال شهر رمضان لتعميق العلاقات وتبادل التجارب، كما أن هناك بعض الأسر تعرض استضافت الصائمين، والذين غالبًا ما يكونون طلابًا أو عزابًا أو مسلمين يعملون في ولايات غير الولايات التي يقيمون فيها.
وأشارت إلى أنه يتم تنسيق عمليات الاستضافة من خلال عرض الأسر المستعدة للاستضافة، وإخبار الصائمين، وهكذا يتم تنسيق الأمر، ويدل على الروحانيات الكبيرة التي تسود الأجواء خلال شهر الخير.
تهنئة رسمية
وهنأ كل من المستشار الألماني أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية آنالينا بيربوك، المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، وقال شولتس في تغريدة عبر موقع “تويتر”: “أعزائي المسلمين مع بداية شهر الصيام أتمنى لكم فترة من التأمل والسعادة مع عائلاتكم، رمضان مبارك”.
من جانبها، نشرت وزارة الخارجية الألمانية مقطعًا مصوّرًا على “تويتر” لتهنئة الوزيرة بيربوك المسلمين بشهر رمضان.