احتجاجات السودان.. الجيش ينتشر بكثافة قبل “مواكب 6 أبريل”
وكالات اثيرنيوز
يسود المشهد السوداني ترقب لمواكب احتجاجية ينتظر أن تنطلق اليوم الأربعاء، استبقها الجيش بانتشار كثيف في محيط القيادة العامة وقصر الرئاسة.
وقال شهود عيان لـ”العين الإخبارية” إن الجيش انتشر على امتداد مقر القيادة العامة، إلى “دوار بري” شرقاً، والمؤسسات السيادية المجاورة لقصر الرئاسة، وسط تمركز مدرعات في المحيط.
وبحسب الشهود، فإن الجيش منتشر أيضاً في شارع المطار على مقربة من البوابة الرئيسية لمطار الخرطوم الدولي، وفي مداخل الجسور؛ خاصة جسر النيل الأبيض، قبالة المجلس التشريعي “البرلمان” والسلاح الطبي وسلاح المهندسين.
إجراءات مواجهة الاحتجاجات المرتقبة، شملت أيضا إغلاق الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث، فيما بقي جسرا الحلفايا وسوبا، مفتوحين أمام حركة المرور، وذلك إنفاذا لقرار اتخذته اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم.
شهود أفادوا بأن قوات الدعم السريع وضعت ما لا يقل عن 300 سيارة مسلحة حول مقرها الرئيسي الذي يبعد بنحو 4 كيلومترات جنوبي القصر الرئاسي.
وذكر شهود أن السلطات قامت فجر الأربعاء بإفراغ محطة المواصلات الرئيسية بالسوق العربي المجاور للقصر الجمهوري وأمرت سائقي المركبات بمغادرة المكان.
وكان مجلس الوزراء السوداني أعلن أمس الثلاثاء أن اليوم الأربعاء، سيكون عطلة رسمية في كل أنحاء البلاد، فيما يتوقع كثيرون قطع خدمة الإنترنت والاتصالات بالتزامن مع موعد انطلاق مواكب 6 أبريل/نيسان.
وتأتي هذه التدابير على خلفية دعوات أطلقتها قوى معارضة سودانية للخروج في مظاهرات حاشدة في ذكرى “ثورة 6 أبريل” للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي.
وانضمت قوى سياسية فاعلة لدعوات التظاهر مثل حزب “الأمة القومي” الذي كان يتزعمه الزعيم الراحل الصادق المهدي، إذ وجه قواعده بضرورة المشاركة القوية في مواكب المظاهرات، معتبرا إياها “بمثابة فرض عين وضريبة وطنية واجبة السداد”.
وأعلنت لجان المقاومة أن وجهة المظاهرات ستكون شارع المطار والبرلمان ومؤسسة الجيش، ومحطة الصينية، في مواكب تنطلق في نواحي الخرطوم، ولم تعلن حتى اللحظة أي نية للاعتصام.
ويساند هذا الحراك أيضاً تجمع المهنيين السودانيين وتحالف الحرية والتغيير، ولجان مهنية ونقابية وأحزاب “الشيوعي” و”البعث العربي” و”المؤتمر السوداني” و”التجمع الاتحادي”، و”لجان المقاومة”، حيث طالب الجميع قواعدهم بالمشاركة في مظاهرات 6 أبريل/نيسان.
مظاهرات الأربعاء المرتقبة تعد امتدادا لحراك مستمر منذ يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي شهد قرارات قائد الجيش الفريق أول ركن، عبدالفتاح البرهان، والتي قضت بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ بالبلاد، وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية، في خطوة وصفها بأنها “تصحيحية لمسار الثورة”.
ومنذ ذلك الحين يعيش السودان في اضطراب سياسي حاد، قاد إلى تفاقم الأوضاع المعيشية، فيما تقود بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم “يونيتامس” والاتحاد الأفريقي جهودا لحل هذه الأزمة.
العين