أحزاب قحت فن صناعة الأزمات والمتاجرة بها طريق العودة للسلطة

بات واضحاً لكثير من المراقبين للشأن الانتقالي في السودان، بأن ارتكاب القوى السياسية مزيد من الأخطاء، وليس معالجتها هو السمة الغالبة والاساسية عمر حكم حكومة قحت.

وبعد أن الهبت سياسات رفع الدعم التي اتبعتها الحرية والتغيير، ظهر المواطن بتطبيقها سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لجأت إلى ارتكاب أخطاء جديدة وحماقات في حق المواطن والوطن، وكأن الجماهير التي خرجت ضد ارتفاع أسعار الخبز من جنيه إلى جنيهين في ظل حكومة البشير، تريد أن تشتري القطعة الواحدة بخمسين جنيهاً بفضل سياسات قحت.

من أبرز هذه الأخطاء الجديدة لقحت هي محاولتها، كسب تعاطف المواطن والتوسل له بأنها تريد أن تعود للحكم لترفع عنه عبء سياسة رفع الدعم، إلا أن المواطن أصبح يدرك الاعيب قحط وكذبها بأنها هي التي تغنت برفع الدعم الذي كانت تعارضه قبل سقوط الحكومة التي سبقتها وبعد أن حكمت وتمكنت من كرسي الوزارة سمت رفع الدعم، بالتشوه الإقتصادى فقررت رفعه، بل وفرضت ضريبة على بعض السلع، فاشتعلت الأسعار وضاقت الحياة بالناس ، وأقرت سياسات صندوق النقد الدولي الدولي والبنك الدولي وحملت تبعاتها لظهر المواطن المسكين وانفردت هى بأموال وكالة المعونة الأمريكية، وبرنامج ثمرات.

ويقول المحلل السياسي الدكتور عوض جبريل إن قحت أصبحت تستثمر فى الأزمات التي صنعتها بيدها وخاصة الأزمة الاقتصادية، بل تعمل على مضاعفة هذه الأزمة واحكامها على رقاب المواطنيين بتتريس وإغلاق الشوارع ومنع المواطنين بالقوة من الوصول إلى اعمالهم، وتحريض المعلمين على الإضراب لتعطيل الدراسة، والدعوة للعصيان، مما يقود إلى تعطيل وشل الحياة بصورة مدبرة بإحكام.

وأشار في هذا الخصوص إلى أن أحزاب الحرية والتغيير في سبيل الحصول على السلطة مجددا، تقوم بتكثيف الشائعات والحملات المضللة لإربكاك المشهد والتحايل بأنها تقف مع المواطن لكنها في واقع الأمر، هي تستثمر في معاناته، باستغلال الأزمات التي صنعتها بيدها ولاتستثمر اي جهد فى معالجتها.

ويقول مراقبون أن صناعة الأزمات والمتاجرة بها من أجل التكسب الرخيص، صناعة قحتاوية بامتياز، أقر بها عدد من منسوبرها بأنهم من احكموا طوق الحصار وتسببوا في فرض العقوبات الأمريكية الاقتصادية على الشعب السوداني ولا يرون في ذلك قبح.

ويقول الكاتب الصحفي حسن إسماعيل أن أحزاب الحرية والتغيير حشدت الناس ضد ما اسمته سياسات رفع الدعم ثم عندما صعدت إلى الحكم اعترفت أن هناك دعماً كبيراً للسلع الاستهلاكية، وهي مازالت تجري وراء الغرب لمنع التمويل عن السودان.

وأكد محللون سياسيون أن من أبرز الشواهد على ارتكاب أحزاب قحت مزيد من الأخطاء الجديدة، ما قاله نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، رئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية خلال زيارته لموانئ شرق السودان، بأن قحت أوقفت المنحة الإماراتية السعودية للسودان، وهذا يعتبر أبرز دليل على الاستثمار في الأزمات بعد صناعتها وجعلها وسيلة للوصول للسلطة.

مقالات ذات صلة