عصي القول.. رقية الزاكي .. ميزانية (بالزيادة)!!!

عصي القول.. رقية الزاكي: ميزانية (بالزيادة)!!!

الكلمة الشائعة هذه الايام هي كلمة (زيادة) .. زيادة في كل شئ ، في الوقود وفي الكهرباء وفي الاسعار وزيادة على كاهل المواطن..وهي زيادة لاترهق القائمين على أمرها فلايحتاجون الى برلمان ولا جهاز رقابي ولا جهة تحرك الارقام يميناً ويساراً ماعليها إلا ان (تزيد بس).

من يقررون الزيادة علهم يستمعون إلى احاديث الناس في الشوارع العامة .فكلما اشتدت ضراوة الزيادات صبروا وقالوا (نحمد الله على نعمة الصحة )،ويبدو ان هذه العبارة تسربت وبلغت مسامع الجهات المعنية لان الزيادة هذه المرة استهدفت الصحة (مباشرة)!!

هذه المرة الزيادات (قاتلة ) وكما الرصاصة صوبت مباشرة في اتجاه الخدمات الصحية هكذا بلا مقدمات !! وهذه المرة لايجدي رفع شعار العامة (الغالي متروك) فلامجال لترك العلاج او وضعه في خانة سلع القادرين فقط .

عدم تحمل نفقات العلاج له تبعات تصل حد (الموت) وزيادة أسعار الخدمات الصحية ، تعني عدم قدرة الوصول الى تلك الخدمات وموت بطئ لمن لم يستطع تحمل نفقات علاجه!!

القريبون من الملفات الصحية انفسهم حذروا من الزيادة لعلمهم المسبق بافتقار النظام الصحي للكثير ان لم نقل انهياره

والزيادة المقررة تجاوزت الـ(20) ضعفاً وستزيد المشكلات والاعباء داخل المستشفيات الحكومية التي لايلجأ اليها إلاّ مضطر ،وستنسحب الزيادة كذلك على اسعار الادوية والمستلزمات الطبية ورسوم الاستيراد والتفاصيل الادارية المتعلقة به ومدخلات الانتاج مما سيؤثر على الصناعة المحلية ورفع تكلفتها وزيادة اسعارها تبعاً لذلك.

إن كانت ميزانية الدولة (بالزيادة) وإن كانت بنود الميزانية او الموازنة حسب قراءة أهل الاقتصاد للفارق بين الاثنين تعتمد على (كاهل المواطن) فالزيادة هذه المرة غير محسوبة العواقب والآثار المترتبة عليها تفوق القدرة على الاحتمال.

داخل القطاع الصحي نفسه من يتحملون عبء ضغوط العمل في المستشفيات الحكومية و يدركون تمامً تأثير قرار الزيادة هذه على صحة المرضى وعلى قدرة المستشفيات الحكومية على استيعاب المرضى والظروف التي تحيط بالحالات التي تلجأ الى المرافق الصحية الحكومية والحالات الطارئة وغيرها من التفاصيل التي تحمل الكثير من خبايا خطوات تلقي العلاج .

قرار زيادة كلفة الخدمات الصحية قرار كارثي والاجدى التراجع عنه فورا لان المواطن الذي تحمل اعباء الزيادات السابقة ليس في مقدوره الآن ان يتحمل اعباء الخدمات العلاجية، ومن يلجأون إلى المرافق الصحية الحكومية يلجأون اليها بسبب ظروفهم التي لاتسمح لهم بتلقي العلاج في مستشفيات خاصة قد تكتمل فيها اركان تلقي العلاج بسهولة ويسر.. فان قصد هؤلاء مرافق أقل تكلفة فلا ينبغي ان تلحقهم لعنة الزيادات حتى في (صحتهم) بعد ان صبروا على ما ألمَّ بحال معاشهم.

التراجع عن قرار زيادة الخدمات الصحية فيه جانب (انساني )،والأسر التي تواجه الزيادات المتلاحقة بتخفيض تكلفة المعيشة الى الحد الادنى لايمكنها ان تصبر على رؤية أي من أفرادها يموتون بالبطئ لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة العلاج !

هذه القضية أكبر بكثير من محاولة دعم ميزانية الدولة (بالزيادة) والتراجع اليوم أفضل من التراجع غداً.

مقالات ذات صلة