هيئة شؤون الانصار تشارك جمعية الإمام مالك الفقهية احتفالاتها بيوبيلها الفضي
الخرطوم- اثير نيوز
تغطية اسماعيل على-
من خلال برنامجها الختامي احتفالا بيوبيلها الفضي أقامت جمعية الإمام مالك الفقهية بالثورة الحارة (٥٥) ندوة تحت عنوان الخلافة بين النظرية والتطبيق قدمها الدكتور عبد المحمود ابو ابراهيم وسط حشد جماهيري كبير تقدمه عدد من العلماء والدعاة وطلاب العلم الشرعي وجمهور كبير شهد الندوة التي ابتدر الدكتور عبد المحمود ابو حديثه فيها موضحا نظرية الخلافة وتعريفها حسب ما عرفها الماوردي وابن خلدون مبينا الفاظها المختلفة ، وواصل الدكتور عبد المحمود ابو شرحه للخلافة مبينا انها أصل من أصول الحكم في الاسلام (اطيعوا الله ورسوله واولي الأمر منكم) ، موضحا أن موضوع الخلافة موضوع طويل وقديم وبسببه سالت دماء كثيرة فهي قضية شائكة ومهمة
والصحابة رضوان الله عليهم قبل دفنهم للرسول شرعوا في تنصيب خليفة للرسول نظرا لأهميتها البالغة بعد حوار ونقاش بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة.
واستطرد الدكتور أبو مواصلا حديثه أن الإنسان خلق للقيام بمهمة الاستخلاف لقوله تعالى:( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وما نتناوله في محاضرة اليوم هو الحديث عن الخلافة العامة المتعلقة بحراسة الدين وسياسة الدنيا؛ والخلاف حولها كان سببا في تفرق الأمة الإسلامية شيعا وطوائف .
الخلافة هي عهد بين الحاكم والأمة
واصل الدكتور عبد المحمود ابو شرحه عن طبيعة الخلافة فقال هي عهد بين المسلمين وخلفائهم وان امرها يقوم البيعة التي بموجبها يلتزم الخليفة القيام بمصالح الأمة وبسط العدل والمحافظة على بيضة الإسلام؛ وعلى الأمة السمع والطاعة مالم تؤمر بمعصية؛ فالخليفة الأول ابو بكر الصديق رضي الله عنه في أول خطبة له بعد توليه أمر المسلمين خطب فيهم قائلا: أيها الناس اني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فاعينوني وإن رايتموني على باطل فقوموني، اطيعوني ما اطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم)
أبان د. أبو أن الخلافة الإسلامية نظام متميز عن نظم الحكم العالمية فلا هي سلطة الكهانة الثيوقراطية ولا هي سلطة العقل والمصلحة المنفلتة من ضوابط الشرع والدين ولا هي سلطة الغلبة والقهر والاستبداد.
الخلافة والإمامة عند الشيعة
وواصل الدكتور عبد المحمود ابو شرحه للخلافة والإمامة مبينا أن هنالك نظرية سنية ونظرية شيعية؛ فهي عند الشيعة تعتبر ركنا من أركان الدين يتولاها امام معصوم وطاعته واجبة فهو معصوم؛ لأن الله لا يأمر بطاعة المخطيء ، وفي غيابه فإن المؤسسة الشيعية هي من تقوم مقام الإمام في غيابه حتى يعود وان الدستور الإيراني يمنح المرشد بموجب ولاية الفقيه صلاحيات مثل صلاحيات الإمام المعصوم الغائب.
الخلافة عند السنة
واصل مولانا عبد المحمود حديثه شارحا النظرية السنية في أمر الخلافة، فعند أهل السنة الخليفة هو خليفة النبي صلى الله عليه وسلم في حراسة الدين وسياسة الدنيا وينبغى أن تتوفر فيه شروط اهمها: العدالة الجامعة لشروطها (الورع والتقوى) والعلم المؤدي للاجتهاد وسلامة الحواس والرأي والحكمة والشجاعة ، والقرشية (أن ينتهي نسبه الى قبيلة قريش) وأوضح أن الشرط الاخير فسره ابن خلدون بأن المقصود منه القوة الاجتماعية المطاعة التي يستند عليها الخليفه أو بلغته العصبة المطاعة؛ وأن أهل الحل والعقد هم من يختاروا الخليفة؛ فاذا بايعوا شخصا للخلافة تنعقد خلافته ويجب على الامة مبايعته وطاعته.
النظرية والواقع
قال أبو إن نظرية الخلافة عند السنة نالت القبول في جميع الاوساط الإسلامية إلا أنها لم يتم تطبيقها في الواقع – باستثناء فترة الخلفاء الراشدين.
تقييم النظريتين السنية والشعية
واصل الدكتور عبد المحمود ابو حديثه القيم حول أمر الخلافة مقيما النظرتين الشيعية والسنية مبتدرا بالنظرية الشيعية، قائلا إنها تقوم على منطق مقبول يتسق مع نظرتهم للإمام المعصوم؛ إلا أن الواقع كان خلاف ذلك؛ فالإمام على بايع ابابكر الصديق وعمر وعثمان؛ والحسن نتازل عن خلافته لمعاوية؛ واما الأئمة الآخرون عند الشيعة لم يتولوا ولاية عامة أو مناصب سياسية.
وأما م يتعلق بالنظرية السنية فأهم ما أضعفها هو أن أصحابها أنفسهم لم يلحوا عليها بل ظلت حبيسة الكتب لذلك بقيت مهجورة وقام السلطان في البلاد السنية على اساس التوارث الذي تحميه القوة؛ وقال أبو أن أخطر ما في الأمر أن هذه النظرية موجودة لكنها معطلة الشيء الذي أوجد سابقة قيام الحكم على الأمر الواقع.
إقامة الخلافة يستحيل في عصرنا الحالي
واختتم مولانا د. عبد المحمود ابو محاضرته بأن الواقع الحالي يستحيل معه إقامة نظام الخلافة الإسلامية الراشدة او الكاملة ، فلا مناص من إقامة نظام إسلامي يراعي الواقع وحالة الضرورة للظروف التي يمر بها العالم الإسلامى حاليا وتظل الخلافة تمثل اشواق المسلمين عسى الله أن يحققها لهم في المستقبل وماذلك على الله بعزيز.
وأوضح دكتور عبد المحمود ابو أن نظام الخلافة يقوم على مبادئ ومعاني وليس على أشكال ومباني؛ فالشريعة الإسلامية لا تفرض شكلا معينا لنظام الحكم وإنما حددت مبادئ ومقاصد، فكل نظام تتوفر فيه المبادئ والمقاصد الثلاثة المميزة للخلافة فهو نظام شرعي وصحيح؛ فالمقاصد هي:(وحدة الأمة، وتكامل دار الإسلام، والتمسك بحاكمية الشريعة الإسلامية في الأمة والدولة معا) .
التجارب التي قامت لا تمثل الاسلام
واختتم أبو محاضرته مبينا للحضور ان الخلافة نظام سياسي يقوم على مباديء وليس اشكال ، والتجارب المعاصرة التي رفعت شعار الإسلام وحققت نقيصه لا تمثل الإسلام يجب التبرؤ منها وأن المبادىء السياسية في الإسلام تمثل جوهر الخلافة وهي(الشورى_ العدالة_ الحرية_ الوفاء بالعهد، وقيام الحكم على رضا الجماعة، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
فكل نظام تتحقق فيه المبادئ المذكورة هو نظام إسلامي ولامانع من الاستفادة من تجارب الإنسانية الناجحة في هذا المجال.
فرصة للنقاش
عقب صلاة العشاء اتيحت الفرصة للحضور أن يتقدموا بأسئلتهم للدكتور عبد المحمود ابو واستفساراتهم ومداخلاتهم التي جاءت تعقيبا على المحاضرة ورد أبو على كل الأسئلة والإستفسارات وجاءت هذه الفقرة ختاما للمحاضرة التي ألقاها مولانا عبد المحمود ابوه الامين العام لهيئة شؤون الأنصار مشاركا جمعية الإمام مالك الفقهية بالثورة الحارة(٥٥) احتفالاتها باليوبيل الفضي
هيئة شؤون الانصار
أمانة الثقافة والإعلام