ميلاد أبي رعد.. قصة مخرج لبناني ذاع صيته في مصر

حتى إن كانوا خارج بلدهم، يضيف مبدعو لبنان لمسة فنية لافتة إلى أعمالهم أيا كان نوعها لتجعلهم متميزين عربيا، في ظل أزمات متتالية تمنعهم من الإبداع في بلدهم الذي يعاني الفوضى وعدم الاستقرار.

ومن بين هؤلاء المخرج اللبناني ميلاد أبي رعد، الذي نال أكثر من مرة جائزة أفضل مخرج لبناني، إضافة إلى العديد من الجوائز التقديرية الأخرى عن برامجه الشهيرة التي أخرجها على محطة “القاهرة والناس” المصرية، حيث يتولى أبي رعد مهمة الإشراف على القناة منذ عام 2011.

فكيف بدأ مشواره المهني خارج البلاد؟ ولماذا اختار مصر للعمل والإقامة؟

في حديث خاص مع موقع “سكاي نيوز عربية”، تحدث أبي رعد عن مسيرته وأعماله و”غربته”، وقال: “دعاني الإعلامي المصري طارق نور منذ 20 عاما لتنفيذ برامج عدة في مصر، أولها (ستار ميكر) الموسيقي والفني الذي نال شهرة واسعة وكان يقدمه النجم أمير كرارة”.

وتابع: “واظبت بعدها على تنفيذ برامج رمضانية سنوية في القاهرة بثت على القناة المصرية الثانية، إلى أن اتخذ عام 2012 قرار انطلاق بث محطة (القاهرة والناس) على مدار السنة بعدما اقتصر نشاطها منذ عام 2009 على بث برامج خاصة في شهر رمضان فقط. عندها تلقيت عرضا باستلام مهمة إخراج البرامج اليومية في المحطة، لتنطلق مسيرتي المستمرة هناك”.

وأضاف أبي رعد: “قدمنا في البداية برامج كثيرة نالت إعجاب الجمهور، من بينها برامج فريدة من نوعها مع الإعلامي الصديق طوني خليفة، وأطلقنا منذ 5 سنوات برنامج (العباقرة) مع صاحب الأفكار الثاقبة الإعلامي عصام يوسف، ويرتكز على تحفيز الطلاب والعائلات من ضمن مسابقات متنوعة، كذلك حقق برنامج (شيخ الحارة) بمواسمه كلها نجاحا كبيرا، أما برنامج (حبر سري) الذي أطلقناه أخيرا وتقدمه الإعلامية أسما إبراهيم، فيستضيف مجموعة من النجوم العرب الكبار مثل هاني شاكر وصابر الرباعي وأحمد السقا وراغب علامة وأصالة وحسن الرداد وغيرهم”.

وحصد أبي رعد جائزة أفضل مخرج لبناني وعربي في مهرجان الفضائيات العربية على مدى 5 سنوات متتالية، وله العديد من الأعمال الإخراجية مثل “أحبيني”، و”طالبين القرب”، و”من أحلى بيوت راس بيروت”، و”فاميليا”، و”بين بيروت ودبي”، وغيرها من الأعمال التي حملت توقيعه.

وكشف أبي رعد أنه بصدد تحضير برامج خاصة لشهر رمضان 2022، منها “شيخ الحارة” الموسم السادس، وبرنامج “حبر سري”.

تأثرت كثيرا بلبنان

وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “تأثرت كثيرا ببلدي لبنان، ولدت في الحرب وعشت حياتي في الحرب وتعب الأهل كي يؤمّنوا لنا التعليم في المدارس والجامعات”.

لكن أبي رعد لا يرى نفسه في غربة خلال إقامته في القاهرة، بل يشعر أنه في بلده الثاني، حيث يقول: “لا أعتبر نفسي مهاجرا في مصر بل أنا مستقر في بلدي، وأتمنى أن تنضم عائلتي إليّ لنعيش معا خصوصا في ظل هذه الظروف التي يعيشها لبنان. لو شعرت بالغربة القاسية ما استطعت أن أعيش في القاهرة”.

وتابع أبي رعد: “اخترت النجاح في العمل على حساب النجاح في أمور أخرى، لذا اخترت مصر التي كسبت فيها أصدقاء مقربين جدا”.

ويرى أبي رعد أن “مع عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في لبنان وتحسن الوضع السياسي في البلد، قد تتهيأ الأجواء المناسبة لإنتاج البرامج اللبنانية”.

ووجه رسالة إلى الشباب اللبناني، ومن بينهم ابنته المخرجة والممثلة ريان أبي رعد، لمواجهة الأفق المسدود في لبنان، قائلا: “يمكننا تحقيق النجاح أينما كان. حاولوا من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لأن الإبداع لا يقتصر على التلفزيون فقط، بل يمكن تحقيقه عبر وسائل التواصل الحديثة، وفي أي بلد مهما كانت الظروف”.

وختم حديثه بمخاطبة الشباب العرب قائلا: “استخدموا جهازكم الخلوي بشكل إيجابي لابتكار أفكار واستثمارها، واجعلوه جسر عبور إلى التلفزيون والمنصات الرقمية، وأدعو الله أن يحمي لبنان وشبابه وأن تمر هذه الأزمة فيعود وطننا منارة للشرق”.

مقالات ذات صلة