علاء الدين محمد ابكر يكتب .. واخير السنغال تعادل انجاز السودان بالفوز بكاس افريقيا 2022م

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ واخير السنغال تعادل انجاز السودان بالفوز بكاس افريقيا 2022م
______________

السنغال بكل سمعتها الكروية ووصولها الي كاس العالم في كوريا الجنوبية واليابان في العام 2002م الا انها لم تحرز كاس الامم الافريقية الا في هذه النسخة الاخيرة 2022م والتي اقيمت في دولة الكاميرون وذلك بالفوز علي المنتخب المصري وبذلك تمكنت من معادلة من انجاز منتخب السودان الذي تمكن من الحصول علي كاس افريقيا في العام 1970م و قد كان قريبا من تكرار اللقب في اكثر من نسخة فالسودان في ذلك الزمان كان منتخب مرعب ويعتبر من أعرق المنتخبات الافريقية، حيث شارك في أول بطولة لكاس أمم أفريقيا في العام 1957، التي استضافها على أرضه وحل ثانياً بعد المنتخب المصري حامل اللقب.

لقد تأسس الاتحاد السوداني لكرة القدم في العام 1936، إلا أن المنتخب انتظر 19 عاماً ليلعب أول مباراة في تاريخه البلاد تستعد للاستقلال وكانت أمام أثيوبيا في العام 1955م وكان المنتخب يسمى آنذاك الفريق الأهلي السوداني، وأقيمت المباراة على ملعب دار الرياضة بأم درمان، وانتهت بفوز السودان بخمسة أهداف مقابل لا شيء ،

ان السودان عندما احرز كاس افريقيا في العام 1970م كانت العديد من المنتخبات التي بات اليوم تتربع في قمة الكرة الافريقية لم تعرف الطريق نحو منصات التتويج مثل منتخبات المغرب ونيجيريا و الكاميرون و الجزائر و تونس ، سجل السودان ناصع في المحافل الدولية فقد تمكن من الوصول الي دورة الالعاب الاولمبية في ميونخ بالمانيا في عام 1972، وخرج من الدور الأول بعد أن ضمت مجموعته منتخبات الاتحاد السوفيتي والمكسيك وبورما، وكانت مسابقة الكرة في الأولمبياد تقضي بمشاركة المنتخب الأول ولم يكن هناك عمر محدد مثلما هو متبع في الوقت الحالي .

وكان السودان قريبا جدا من الوصول الي كاس العالم التي اقيمت في السويد في العام 1958م حيث خاض المنتخب الوطني التصفيات آلتي بدأت بلقاء منتخب اثيوبيا وتمكن المنتخب من الفوز بنتيجة 5\2 في مباراة الذهاب بين المنتخبين في الخرطوم وفى مباراة الاياب في اديس ابابا فاز السودان ايضا بنتيجة 4\1 وتاهل الى المرحلة الثانية من التصفيات آلتي واجه فيها منتخب سوريا وكانت حينها التصفيات مشتركه بين قاراتى افريقيا واسيا وتمكن السودان من الفوز ذهابا في الخرطوم بنتيجة 1\صفر وتعادل في مباراة الاياب في العاصمة السورية دمشق بنتيجة 1\1 ليتاهل المنتخب السودانى الى المرحلة الثالثة من التصفيات والتى ضمت الى جانبه منتخبى جزر الهند الهولنديه وإسرائيل ليتاهل منتخب واحد الى نهائيات كاس العالم وانسحب المنتخب السودانى من التصفيات نسبة لوجود اسرائيل بسبب قرار المقاطعة الذى صدر من الجامعة العربية.

وفي العام 1962م انسحب المنتخب الوطني من تصفيات كاس العالم بشيلي وكذلك في 1966 قرار السودان الانحساب من قبل الكاف احتجاجا على مقعد واحد لقاراتي افريقيا واسيا , اضافة الى الاحتجاج على رئيس الاتحاد الدولي سنتالي راوس لتضامنه مع النظام العنصري فى جنوب افريقيا ، و في تصفيات كاس العالم عام 1970 بالمكسيك التقى المنتخب الوطني بمنتخب زامبيا في الدور الاول وتمكن المنتخب من الفوز ذهابا بنتيجة 4\2 وخسر ايابا في زامبيا بنتيجة 2\4 ليتاهل السودان الى المرحلة الثانية من التصفيات بقانون كان محتسبا فى ذلك الوقت (احتساب عدد الضربات الركنيه ) , وفى الدور الثانى التقى المنتخب السودانى بالمنتخب الاثيوبى وفى مباراة الذهاب في اديس ابابا تعادل المنتخبين بنتيجة 1\1 وفى مباراة الاياب في الخرطوم فاز السودان بنتيجة 3\1 ثم و صل المنتخب السودانى الى الدور النهائى مع منتخبى نيجريا والمغرب على ان يصعد منتخب واحد الى نهائيات كاس العالم يمثل القارة الافريقية.

بدأ الصقور المرحلة النهائية بالتعادل مع نيجيريا في لاغوس وكان التعادل ثمينا للمنتخب السودانى بنتزاع نقطه خارج القواعد , وكان بامكان السودان التاهل لو فاز على النسور النيجيرية والمغرب في الخرطوم وهو امرا ليس صعبا , لكن السودان فرط في مباراة نيجيريا في استاد الخرطوم تعادل 3\3 وكذلك تعادل مع المغرب في الخرطوم صفر\صفر وخرج من السباق ليخسر في الدارالبضاء صفر\3 فى الجولة الاخيرة ليحتل المركز الاخير في المرحلة النهائية

ان المنتخب الوطني يعتبر ضحية الاوضاع السياسية التي عاشها السودان حيث لا تجد كرة القدم الاهتمام الكافي من الدولة التي يقع عليها واجب توفير وانشاء الملاعب والمراكز التدريبية والمدراس الرياضية ورصد ميزانية مقدرة تمكن المنتخب من استجلاب جهاز فني محترف وتوفير اعداد ومعسكرات خارجية وحتي المدينة الرياضية التي كانت حافز بمناسبة فوز نادي المريخ بكاس الكؤوس 1989م لاتزال في رحم الغيب بل تقلصت مساحتها بشكل كبير وكل فترة تستخدم لاجل الابتزاز وجمع الاموال بحجة افتتاحها والمضحك ان عدد ثمانية بطولات لكاس العالم مرت بدون ان يتم افتتاح مرفق واحد من تلك المدينة الرياضية الوهمية.

لقد وصل ضعف الرياضة السودانية الي درجة استبعاد المنتخب الوطني واندية القمة من اداء مبارياتهم داخل البلاد بسبب عدم توفر ملاعب صالحة فالملاعب القليلة المتوفرة لدينا لاعلاقة لها بكرة القدم بل هي اقرب الي حظائر الابقار وقد تسبب في اصابة اللاعبين ولا تتوفر فيها ادني مقومات السلامة للجمهور لذلك لن نلوم الاتحاد الافريقي في حظر ملاعب السودان ،

وحتي الدوري عندنا لايستحق مسمي ممتاز فالمنافسة محصورة بين اندية القمة فقط بينما بقية الاندية تعاني من الفقر ولا تجد دعم من الولايات التي تنتسب اليها لذلك يجب اعادة النظر في امر الدوري حتي لا تنسحب الاندية وتفضل اللعب في الدوري المحلي بدلا من السفر وانفاق اموال وهي لا تملك المال الكافي في ظل ظروف البلاد الاقتصادية الصعبة ، يجب ارسال التهاني الي منتخب السنغال الذي يستحق الحصول علي كاس افريقيا فقد كان قريبا جدا في اكثر من مناسبة الا ان الحظ لم يكن معه ونحن في السودان يجب علينا الاهتمام بالرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاصة فالرياضة خير سفارة بين الشعوب وتعكس تاريخ وثقافة وسياسة البلاد ونحن كدولة نمتلك كل اسباب النهضة الرياضية خاصة ولدينا ثروات ضخمة من الذهب ومعادن اخري والثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية

ويكفي فقط الاستدلال بمحصول الصمغ العربي الذي نمتلك منه نسبة 80 % من انتاج العالم وهو محصول مهم جدا يدخل في عدد من الصناعات ومن المفارقات ان نسبة 20% الاخري توجد في السنغال هذا يعني ان محصول الصمغ العربي لاينبت بشكل تجاري الا في هذا البلدين ودولة السنغال برغم ضالة نسبتها من زراعة الصمغ العربي التي الا تتجاوز 20 % الا انها استطاعت بفضلها من توظيفها في تسير اقتصادها حيث لا تعاني السنغال من نقص في الغذاء او البنية التحتية او الفقر والبطالة بينما السودان الذي يفوق السنغال الضعف في المساحة والسكان والموارد يعجز عن صنع منتخب وطني قادر علي تشريف البلاد ويعاني شعبه من الجوع والفقر والبطالة وتلك الاسباب تنعكس سلبا علي العامل النفسي لمن يريد لعب كرة القدم فاللاعب السوداني يعاني من عدم بناء جسدي متناسق بسبب نقص الفيتامينات الضرورية للجسم وعدم الاستقرار النفسي وغيرها من المشاكل التي هي من صنع الانظمة السياسية التي فشلت في ادارة التنوع في البلاد ، لقدافرزت هذه النسخة الاخيرة من كاس افريقيا منتخبات كانت في السابق لاتملك سمعة كروية الا انها بفضل التخطيط العلمي تمكنت من الظهور بشكل طيب مثل منتخبات جزر القمر وغامبيا وملاوي وموريتانيا والراس الاخضر ليبيريا وغينيا الاستوائية ، اتمني ان ينصلح الحال في البلاد ويعود منتخبنا بالطول بالعرض ليهز افريقيا من جديد وليس ذلك علي الله ببعيد

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة