الزعيم السياسي الراحل الهندي يرثي الملك حسين

هذه القصيدة كتبها الاديب والزعيم السياسي الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي _ريئس الحزب الاتحادي الديمقراطي “ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فى العهد الديمقراطي الثالث” في رثاء جلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة تربع الحسين بن طلال على عرش المملكة الأردنية الهاشمية أكثر من 47 عاما، شهد الأردن خلال تلك الفترة الطويلة الكثير من الأحداث التاريخية، كان أبرزها إنهاء الانتداب البريطاني وتثبيت دعائم الملكية وهزيمة 1967، وحرب أيلول الأسود مع المقاومة الفلسطينية، وانتقال البلاد من طور البداوة إلى التحضر والأخذ بأسباب الدولة العصرية. كما لعب العاهل الأردني الراحل دورا بارزا في القضية الفلسطينية، سواء في زمن الحرب أو في المسيرة السلمية حيث اختتم حياته بالتوقيع على معاهدة سلام بين بلاده وإسرائيل.
وظلت هذه القصيدة تمثل رمزية لمتانة العلاقة بين الشعبين الشقيقين وننشرها اليوم بمناسبة مرور ذكراه الثالثة والعشرين 7 فبرايرالى النص :

كل الحياة يرى في طيها العدمُ
وكل ما يزدهي أمل الورى وهمُ

وهكذا صيغت الدنيا بزخرفها
وإن بدا فهو موجودٌ ومنعدمُ

في كل يومٍ يوارى تربها قمراً
حتى استحالت كله ظلمُ حواها

ما طاب للعيش طيب في مناكبها
إلا وأعقبه التبريح والألمُ

قالوا دها الشرق داه من نوائبها
حتى تجوب منه القدس والحرمُ

وأرعدت صخرة المعراج وارتعدت
كما منها من رقى المصطفى قدمُ

الله أكبر هذا الروح تعرفه
هذا التقي النقي الطاهر العلمُ

هذا الحسين كريم في معارجه
يختال ليخلد والأملاك تستلمُ

مضى شهيداً باعمالٍ تقلدها
جلائل من خطى التاريخ تنتظمُ

قلائد في سماء العرب مشرقة
تضيء مسرى مشاة العلم والسلمُ

كأنها صرة للأقوام واسطة
للعقد لم توهي وتنفصمُ

وحاجزاً علم الأحداث في ثقة
معلي الثبات كيف الهول يقتحمُ

ثوى خلف إرثاً كله عظة
خمسيان عاما لها مبدئ ومختتمُ

مليئة بعظمتها يضيق بها
رأس الوجود إذا ما ضجت الأممُ

وأحلق نثر الأحداث إن عقدت
سحابة الخلف والأوصالُ تنحطمُ

وطاش كل صوابٍ كان معتقداً
وريع كل عظيم كان يحترمُ

تتهايد من كف حكمته
فزال مسها الأضرار والسقمُ

وعاد صفاء الود متصلاً
وأبحرت عبرة الآراء والهممُ

من يا ترى علم الأردن منعته
حتى غدا وهو فيها المفرد العلمُ

فلا يصاغ بيان دون مهرته
وإن تقابل فيه السيف والقلمُ

وما قضى الموت روحاً كان جوهرها
من قبضة النور قبل الخلق منتظمُ

وما حوى الترب قلباً كان موضعه
بين القلوب تواريه وتعتصمُ

تقدس الترب واخضلت سواتره
كأنه شفة للحب تلتئمُ

فهل درى الترب أن اليوم نازله
سبط الرسول فإنحنى وهو يلتحمُ

وهل درى أن الإسلام في جسدٍ
وأنه خير خلق الله كلهمُ

وإنه حمزة في ساحتيه وغى
وإنه حيدر يوصي ويحتكمُ

وهو الحسين في الأرض من
فإن المجد والتاريخ والعلمُ

تنافس الرحمة الكبرى هواطلها
على قبره وهي مهللٌ ومنسجمُ

شبايب من قبس الرحمن مرسلة
يحفها الطهر والإكرامُ والكرمُ

مقالات ذات صلة