عصي القول.. رقية الزاكي .. بمبان في الأسواق

عصي القول.. رقية الزاكي: بمبان في الأسواق

كانت حركة المواطنين في وسط سوق بحري (المحطة الوسطى) عادية جداً عصر الخميس الماضي، فمنهم من يبحث عن أغراض للشراء في السوق المزدحم وبينهم من يمر عابراً من منطقة إلى أخرى، فالمنطقة تعد ملتقى محطات للمركبات العامة للعديد من خطوط السير المعروفة.

لكنهم جميعاً وفي أثناء حركتهم وتقليبهم للبضائع هنا وهناك وكل حسب مايرغب فيه وبينهم رجال ونساء وشباب وشيب، وأثناء حركتهم العادية هذه تفاجأوا بقذائف من الغاز المسيل للدموع وسط السوق وفي لحظة شل البمبان حركة السوق، وحدثت ضجة وحالات كر وفر وهروب وسادت حالة من الإرباك للحركة.

عبارة قالها أحد المواطنين بصوت عالٍ ترجمت حالة الاستغراب التي بدت على الجميع، والرجل قال بصوت جهير (هسه هنا في مظاهرات) ؟؟؟

وسؤال الرجل (في محله) لأن التظاهرات بالفعل كانت في شوارع بعيدة إلى حد ما عن السوق حتى أنها لم تمنع المواطنين، من تسوقهم وتواجدهم وسط البضائع الموضوعة والمفروشة على قارعة الطريق.

لم يسلم حتى تجار الخضار والبقوليات من هجمات البمبان التي لا تعرف عنواناً بعد إطلاقها فسقطت بعض العبوات، داخل عدد من المحال التجارية ما كاد أن يتسبب في كوارث حريق.

وسرعان ما أغلق التجار محالهم وسارع الباعة المتجولون للفرار ببضائعهم وترك بعضهم بضاعته في مكانها، لينجو بنفسه، ما تركها عرضة للسرقة والنهب.

طالما وصل (الناس) إلى حالة تماهي مع استخدام الغاز المسيل للدموع في تفريق التظاهرات، وطالما تعايشوا مع هذا الواقع، بل إن بعض الشباب المتظاهرين يتحدثون عن (أشواقهم) للبمبان.

فلنضع كل تلك الاحتمالات في الحسبان فالسؤال (المشروع) هل تتحصل السلطات المعنية على البمبان (مجاناً) حتى تقذف به هكذا بلا هوادة؟؟ وهل يُشترى (بثمن بخس) وهل يتوفر بكمياتٍ تجعل القائمين على أمره يصرفونه صرف من لا يخشى الفقر؟
مما يستغرب له (جداً) إطلاق غاز مسيل للدموع وسط مواطنين يتسوقون.

(طيب) من المسؤول عن وقوع حالات تعدٍ وسرقة للمحال التجارية أو سرقة حقائب النساء أو هواتف المارة داخل الأسواق، أو غيرها من الخسائر، بسبب حالة الربكة التي تحدث بشكل مباغت داخل الأسواق وما الدافع لمثل هذه التصرفات.

الغاز المسيل للدموع (بالطبع) لا يصنع في السودان ويتم شراؤه من الخارج بالدولار وتتفاوت أسعاره (الدولارية) حسب أنواعه وجودته، ودول المنشأ التي يتم استيراده منها، وهناك ثلاثة أنواع معروفة دولياً سعر النوع الأقل منها 18 دولاراً للعلبة الواحدة، والنوع الثاني 24 دولاراً للعلبة الواحدة، بينما يبلغ النوع الثالث 35 دولاراً للعبوة الواحدة.

وتقديراً فإن أقل تظاهرة تطلق فيها الشرطة ما يزيد عن 250 عبوة وفي واقعة سوق بحري عصر الخميس، بإحصائية خاطفة، فأكثر من 20 عبوة تم إطلاقها في أقل من 4 دقائق، لذلك بالعودة للسعر الدولاري وبسيطرة الدولار على سوق العملة، وبالتراجع (الرهيب) للجنيه السوداني (أمامه)، يعني أن أسعار البمبان لايستهان بها ويطرح السؤال (تاني) عن (بمبان الأسواق).

مقالات ذات صلة