من أعلي المنصة .. ياسر الفادني .. سفوا التراب !

⤵️ من أعلي المنصة

✍🏻 ياسر الفادني

سفوا التراب !

صار كل شييء في بلادي لا يعجب ، ما حرم الله نراه ماثل أمامنا وعلي عينك يا تاجر هو ما يحدث الآن في دارفور ، كل أزقة المدن هناك وازقة القري لاتري فيها غير سرادق العزاء و العيون الدامعة ، بيوت كانت عامرة بأهلها أحرقت تماما وصارت قاعا صفصفا ، ولد فيها من ولد ومات فيها من مات ، لا حياة فيها الآن ولا صوت فيها كأن إسرافيل نفخ نفخته فيها ، من قتل لا ندري ؟ وما هو سبب القتل لا ندري؟ ولا يدري أحد ، نحن في عصر أقبح من حرب البسوس وأقرب الي مجازر رواندا ، شعار القتلة للأسف الشديد ( الميت شهيد والحي مستفيد ) لعنهم الله ! ، يا للشهادة المفتري عليها ولعلها كثرت في هذا الزمن القميء وتحورت جيناتها وأخذها من أخذ دون معايير ، جهل أصاب من يرتكبون المجازر عميت أبصارهم وبصيرتهم وغلفت قلوبهم ، لأنهم لم يسمعوا كلام الله سبحانه وتعالي في سورة المائدة (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)….

بلادنا الان بلا حكومة مكونة كل الذي نراه الآن من يسيرون أمور الولايات الوزارات والإدارات الآخري هم بالتكليف مع إحترامي لهم لكنهم هم في خانة (مساعد ياي) بلغة أهل المنطقة الصناعية ، رئيس الوزراء يتاني ويتاني كعادته في كل شييء لا أدر هل إختيار كفاءات صعب لهذه الغاية ؟ هل حواء السودانية لم تلد(حمال التقيلة) مطلقا ؟ هل انقرضت فصيلة القوي الأمين ؟ ، تأخر حمدوك كثيرا كانه يبحث عن مصباح علاء الدين في مجاهل أحاجي الحبوبات ! أم ينتظر السندباد البحري والبري حينما يأتيان من رحلتيهما البعيدتين؟ ! أم ينتظر النملة حينما تتحرك من القطب الشمالي متجهة الي خط الاستواء؟

المشهد السياسي عبارة عن معارك حامية الوطيس تدور رحاها ، ميادينها الشوارع و(المايكات) التي من أمامها الكاميرات التي يصيح من يمسكها صياح الأبح عندما يصرخ وكلام نسمعه بدون نتيجة فعل (كلاما ساكتا) ، نزال نراه في باحات الميديا الشاسعة من من يدعون أنهم سياسيون أو مناضلون أو ناشطون أو محللون استرتيجيون ، كثر ضجيجهم ولا نري طحنا …

حكومة اعتمدت في ميزانيتها علي الدعم الدولي ، تحدث وزير المالية السابق عن أن البلاد حرمت من اكثر من ٥٠٠ مليون دولار يجب أن تقدم من جهات مانحة بسبب ما فعل البرهان من إجراءات أخيرة واسماها إجراءات تصحيحية ، أزبد وارغي غضبا مما فعل متحسرون علي العهد القديم وناشطون معظمهم في الخارج وهتيفة وأصحاب أقلام ووصفوها بأنها إنقلاب كامل الدسم ، هذه الإجراءات عقدت الأمر وزادت حدة الصراع مابين موافق وما بين معارض والحال (ياهو ذاتو الحال ) كما رد : نور الجيلاني عندما سأله زكي عبد الكريم : (كيف حالنا)؟!

لا يستقيم الأمر السياسي في ظل هذا الوضع المعقد والذي كل يوم يزداد تعقيدا ، وفي ظل إعتبار الجهلاء للاسف الشديد أن الجيش والشرطة والامن عدو لكم فاحذروهم ، وفي ظل التدخلات الدولية المستمرة والظاهرة للعيان من السفارات والمنظمات الاجنبية الاخري و(رفع الكلفة تماما) ، من المتضرر؟ المتضرر هو المواطن الذي وصل حد التشاؤم من إنفراج يطاله في أمنه وفي خدماته وفي معاشه وفي صحته إلخ وليس المتضررون من هم في سدة الحكم ، المسالة المعقدة سياسيا قد طال أمدها ولا بصيص ضوء في آخر النفق نراه كما قال حمدوك ، إن أستمر الوضع بهذا الحال المحزن والواقع المرير ما علينا إلا…… أن نسف التراب ……ونصقع الجرة القديمة…… ونرجا الله في الكريبة !.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *