أيام الغليان … بقلم د. صديق مساعد

أيام الغليان
بقلم : د. صديق مساعد

أنجزت الثورة السودانية انجازا عظيماً باسقاط نظام الكيزان الذي جثم على صدر البلاد ثلاث عقود حسوم كانت الأسوأ في تاريخ الديكتاتوريات التي حكمت السودان وذلك بسبب النهج العقائدي الذي جاءت به الحركة الإسلامية عبر عرابها الترابي والتنظيم الخاص الذي اخترقوا به المؤسسة العسكرية ولكي يحكموا السيطره على الجيش خوفا من الشرب بذات الكأس الذي سقوا بة النظام الديمقراطي قاموا بتجريف الجيش من كل العناصر الوطنية والكفاءت فاحالوا للصالح العام أكثر من عشرة ضابط ولم تنجو الخدمة المدنية من تدبيرهم الذي نسبوه إلى الإسلام افكا فتمت إحالة 67640 إلى الصالح العام مابين العام 1993/1989 من أجل السيطرة على مفاصل أجهزة الدولة وتم تحشيد كادر التنظيم من اهل الولاء واضحت الدولة دولة الحزب يسيطر على أهم مفاصلها كادر التنظيم تحت عدة مسميات فاستشري الفساد وعم الخراب وتعاظم الاحتقان إلى أن جرفت ثورة ديسمبر ذاك الركام العاطل لكن انبرى بعض منسوبي النظام الغابر للتقليل من عظمة ماتم من تغير قادته جموع الشباب وذلك بنشر الأكاذيب التي درجوا على بثها فلاغرو فالنظام الهالك أسس على كذبة بلغاء قال عراب النظام لمنفذ الانقلاب اذهب إلى القصر رئيسا وساذهب إلى السجن حبيسا فتنظم هذة هي أخلاق مفكرة الأول حري بمنسوبية أن يتحروا الكذب ويلفقوا الاكاذيب وهو مانشطوا فيه منذ سقوط نظامهم فبدلا من الجلوس وعمل مراجعات فكرية وتنظيمه تتناول مسيرة الفكرة منذ أن صدع بها حسن البنا تركوا تجربتهم التي تشظي في عهدهم الميمون السودان وشنت حربا مقدسة على احد اطرافة واسرفوا في التيه التائه وجعلوا لتك الحرب الأهلية كرامات وروائح مسك ومشاركة في مشروعهم المقدس من لدن الحيوانات والهوام وشقيت دارفور وجنوب كردفان في عهدهم الرشيد بحروب لواقح جعلت من مجتمع دارفور عرب وزرقة وامتد لهيب نارهم إلى كل دار واضاعوا حلايب والفشقة ولاذوا بالصمت الذلول تجاه مصر والحبشة مقابل صمت البلدين من محاولة إجرامية قادها أركان التنظيم باسم الدول لاغتيال مبارك وادخلوا البلاد في عزلة قاسية بسبب سياسات رعنا وممارسات هوجا ظنا منهم أن الدول تقاد بتلك الممارسات وكانت ثالثة الاسافي هي رحلة المخلوع إلى موسكو واقعي تحت اقدام الرئيس بوتن طالبا منه في ضراعه مذله حمايته من امريكا في مشهد مخزي بعد أن فلقوا هامات المنابر بشعار أمريكا روسيا قد دنا عذابها كل هذا الميراث من المحن والكروب كأنه لايكفي فنبري بعض كادر النظام وجعلوا من تجربتهم صخرا اخو بنت الشريد علما بأن نظامهم أضحى لأحي فيرجي بل ميتا ينعى..

تركوا كل هذا السفر القبيح واعملوا مدى صدئه في جسد الدولة السودانية استثمارا لكل أزمة وتاجيجها حقا وباطلا ومانشاهده اليوم هو لقد بان الصبح لذي عينيين واضحت البلاد متنازعه بين تيارين تيار يدعوا بالعودة بالبلاد القهقري والارتداد بها إلى مهاوي الشمولية والتماهي مع بعض العسكر سيما وأن المؤسسة العسكرية بعد ماحدث بها من تجريف اضحى سوادها الأعظم زمر متماهيه مع النظام الغابر بحكم سيطرة التنظيم الخاص وحنين إلى الشمولية ومحاولة افتعال وتاجيج الأزمات والنفخ في كيرها لاحراج التيار المدني وإظهاره بمظهر العاجز أمام مسؤليات هي من صميم واجباتة وهو مانراه اليوم مثل حادث بسيط بجبرة كان البرهان حضورا لكن حينما فض الاعتصام وقتل الثوار لاذوا بالصمت المهين وحينما كان الاعتصام كان الحديث ليل نهار عن تعطيل الحركة وحركة القطار لنقل البضائع لكن الآن طريق الميناء والميناء تم اغلاقهم ولم يحرك العسكر ساكنا ولقد إبان ترك حينما تحدث في إحدى مخاطباته أن على الحركة الإسلامية القيام بدورها وأبان كذلك العلاقة بينة وبين العسكر واضح ان هناك تخطيط بخلق أزمات وتحريكها في كل الجهات اي سياسة شد الاطراف ومن ثم الانقضاض على السلطة عبر الجيش وهو ماتم التخطيط لة بعض فض الاعتصام ودعوة بعض أركان وازناب وازلام النظام الهالك وبعض من إدارات أهلية والصرف عليها وحشدها داخل معرض الخرطوم كحاضنة بديلة لكن خاب فالهم وطاش سهمهم حينما هب شباب الثورة في أروع التجليات في 30 يونيو كانت موجه ثورية عارمة اشبه بسونامي الأمر الذي أجبر المجلس لأن يجسوا على ركبتية طالبا الحوار.

و الان بعض من عسكر عادوا إلى ضلالهم القديم وهو افتعال الأزمات والسعي لإيجاد حاضنة من قوى الرده وارباب وسدنة الشموليات من بعض أنصاف الساسة الذين لأهم لهم إلا كراسي السلطة فنشط بعضهم في القدح في الجهاز التنفيذي ودمغه بكل قبيح وليس في الأمر عجب فارباب الشموليات يزينوا دوما للعسكر فكرة الانقضاض على السلطة لكي ينال منها أعداء الديمقراطية…

الان بلادنا على مفترق طرق بين تيارين تيار التحول الديمقراطي وهو التيار الذي يدعوا إلى الديمقراطية ومعالجة مشكلات الحكم بمزيد من الديمقراطية وتيار الشمولية الذي يتحلق حوله العسكر و بعض المعاقين فكريا ومحدودي القدرات وقليلي الأعداد من الجماهير وهو من يدفع بالعسكر ويزين لهم السير في طريق الاستيلاء على السلطة وطبعا أكثرهم حماسا وتماهيا حزب المخلوع لاعتبارات اولاها انهم تنظيم لم ياسس على الفكر الديمقراطي لذا لايمكن لة أن ينادي بها منذ عهد البنا وماانقلاب البشير الترابي ببعيد وثانيا أن كادر التنظيم الإسلامي عز علية الفطام القسري من السلطة وبعض منهم يزينوا للعسكر أن استلام وتسليم السلطة للمدنيين يعني أن هناك جرائم ومحاكم جرائم ضد الإنسانية وان هناك من نصح بعض العسكر بأن ابتعادكم يعني خروجكم من المشهد السياسى عامة الان يتحلقون حول بعض العسكر لاعتبارات قبلية وجهوية وبعضا منهم يخططون لهم ويزينوا لهم الاستمرار… فوق هذا وذاك يتحمل بعض الساسة في الجهاز التنفيذي والسيادي ممارسات بعض اعضاء المجلس العسكري التي لاتنسجم مع روح الثورة بل تعمل على اجهاضها ويبدو أن المجلس الان بدأ يتحسس الطرقات لإيجاد حاضنة تسوق وتحتوي تقوله على السلطة لكن المعادلة تغيرت والبلاد ليست كالامس هناك عدة فصائل الان لديها قوات بجانب الجيش وليس من مخرج الا بالتوافق طوعا اوكرها بين العسكر والمدنيين من أجل الانتقال بالبلاد لأن محاولة الالتفاف عبر العسكر على السلطة لن تفلح فلقد تغيرت الموازين واضحي بالبلاد عدة جيوش وفوق هذا وذاك أن مشاعل الثورة مازالت تشع بالضياء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *