سياسات حكومة حمدوك..رغم رهانها علي الدعم الخارجي..الا ان المشهد يقود نحو الانحدار بتاريخ السودان نحو الهاوية
الخرطوم- أثير نيوز.
ظل السودان على مر العصور محط أنظار الآخرين في محيطه وعلى مستوى العالم، حيث كان قبله لطالبي العلم والمعرفة ويمثل أرض للتحرر بمواقفه المساندة والداعمة للشعوب لتقرير مصيرها من المستعمرين وظل يدعم ويساند حركات التحرر الوطني من مبدأ إنساني.
كما كان للسودان حضوره في الاقليم وعلى المستوى الدولي ويعرف بأرض الرجال والمال التي تشد إليها الرحال للعلم والعمل.
و بإجراء مقارنة بسيطة عن وضع السودان في الماضي وما وصل إليه الآن في عهد حمدوك وحكومته يتضح حجم التغيير الذي أحدثه حمدوك.
في الواقع لقد قامت حكومة حمدوك بتغيير كبير في السودان للخلف وبسرعة كبيرة حيث تشهد الفترة الانتقالية الحالية تدهورا مريعا في عدة مناحي حياتية وتفاقمت الأوضاع بصورة لم يسبق لها مثيل. فالعملة السودانية تمر بحالة لا تسر وصارت مهددة بفقدان قيمتها تمامآ، وصارت قطاعات واسعة من الشعب السوداني لا تستطيع الحصول على ضروريات الحياة وفي مقدمتها الخبز والطوابير المصاحبة له.
كما أن تناسل الأزمات في عهد حمدوك وسياسات حكومته قادت إلى دمار شامل في عدد من المرافق لأكثر من عامين، وخاصة الصحة والتعليم.
وعلى صعيد القوى السياسية ظلت الأحزاب منقسمة على نفسها وهي تمر بحالة من الضعف والتشظي بينما كانت هذه الأحزاب تاريخيا تجمع على أهمية معالجة الإخفاقات في إطار مصالحة وطنية وأن الوطن للجميع ولكل حزبه وأن الشعب السوداني يقر بأحقية السودانيين في النهوض بوطنهم ويؤمنون بأن ارادتهم هي التي تصنع مستقبلهم الذي ينشدونه.
لكن المؤسف أن حكومة حمدوك وضعت السودان بسياسات في اجندة الغرب وجعلته تابعا وتتحكم فيه الإرادة الأجنبية، بل أصبح محطة لتنفيذ الأجندة الدولية والإقليمية.
ويرى محللون سياسيون إن حكومة حمدوك استمرت في الضغط على المواطن في معاشه بصورة لم يسبق لها مثيل، خاصة أن أي زيادة في أسعار العملات أو الجمارك تزيد كل السلع والخدمات بدون استثناء.
وارتسمت الدهشة على وجوه قطاعات من الشعب السوداني جراء أفعال حكومة حمدوك، إذ أنه لأول مرة في تاريخ البلاد يتم ترحيل إجازة الموازنة إلى العام الجديد، حيث تفاجأ الشعب بأنهم دخلوا العام ٢٠٢١ وبلادهم بدون موازنة. ومما زاد الطين بلة المفاجأة بزيادة سعر الكهرباء وأصبح الناس في مطلع أول يوم من العام الجديد يتداولون خبر زيادة تعرفة الكهرباء.
وتظهر اخفاقات حكومة حمدوك في قيادة حكم البلاد بصورة جلية في خروج السودان من التقييم العالمي لجودة التعليم بجانب سوريا والعراق واليمن و الصومال وليبيا.
إن هذا الخروج من التقييم العالمي سيؤثر سلبا على تعيين خريجي الجامعات السودانية خارج السودان وذلك شيء متوقع بعد إغلاق الجامعات السودانية لأكثر من سنتين وبعد رفد وزيرة التعليم العالي لكثير من أساتذة الجامعات، بجانب إقالة أغلب عمداء الكليات، الأمر الذي أدى إلى هجرة الكثير من الكفاءات إلى الخارج ونرى نتيجته اليوم خروج السودان من التقييم العالمي لجودة التعليم بجانب الدول العربية المدمرة والمشرد أهلها.
ولهذا يتضح من خلال المقارنة أن عدد الخريجين والجامعات خلال فترة الحكومات السابقة والجيش الجرار من مغتربين السودان خريجي الجامعات السودانية وأن السودان لم يخرج يوما من التقييم العالمي لجودة التعليم.
ويتفق المراقبون أن حكومة حمدوك وسياساتها قفزت بالسودان بسرعة نحو الهاوية.