بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار(64)… وفد فريق الهلال العاصمي…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار(64)…
وفد فريق الهلال العاصمي…
لم يمر وقت طويل من زيارة فريق المريخ العاصمي للامانة العامة للحوار حتي اتانا طلب زيارة فريق الهلال العاصمي للامانة العامة للحوار وبالتالي رحبنا بها لان الصورة ستكتمل لأن جزءا كبيرا من الشعب السوداني لا يحب السياسة ولا يقربها حتي ولكنه متيم بحب احد الفريقيين المريخ او الهلال.. لذا تجد معظم القادة السياسيين لا يصرحون بحقيقة انتمائهم الكروي حتي لا يفقدوا التأييد السياسي لهم من مشجعي الفريق الآخر.. اما اذا صرح الحاكم بانتمائه الي احد الفرق فقد يسقطه انتماؤه هذا في الانتخابات كراهية في انتمائه للفريق الآخر.. لذا تجدهم يكذبون بأنهم يشجعون اللعبة الحلوة فقط.. وينططون في خلوتهم عندما يحرز فريقهم هدفا في الفريق الاخر.. هكذا السياسيون في كل مكان.. اتي فريق الهلال العاصمي للقاء بنفس العدد تقريبا لوفد فريق المريخ ومعهم ايضا اسماء مميزة في الكرة السودانية.. لاحظت من خلال الزيارتين ان من بينهم سياسيبن ايضا ولكن انتماؤهم لفريقهم الرياضي اقوي بعشرات المرات من انتمائهم لحزبهم السياسي.. فالانتماء للفريق الرياضي يجعلك تبذل مالك ووقتك لفريقك وتذهب لحضور تدريبات الفريق ولا تفوتك مباراة واحدة والا انت تسجل حضورا لمشاهدة مباراة فريقك في الاستاد.. جاءتني فكرة مجنونة من خلال لقاء الفريقيين.. ماذا لو سجل الفريقان احزابا سياسية باسميهما… حزب الهلال السوداني وحزب المريخ السوداني ودخلا الانتخابات… حتما سيفوز احد هذه الاحزاب ويتقاسمان المقاعد… حزب حاكم والاخر معارض.. ولا اظن حزبا اخر يستطيع ان ينال مقعدا معهما وبالتالي تسقط كل الاحزاب الاخري في الانتخابات ويصبح لدينا حزبين كبيرين فقط بدلا عن مائة حزب.. هذه الفكرة المجنونة يمكن ان تنفذها بقية الاحزاب السياسية الأخرى.. تنضم كل الاحزاب السياسية السودانية الي تيارين او ثلاثة تيارات بالكثير.. تيار اليمين وتيار اليسار وتيار الوسط.. و تنتمي الاحزاب المائة الي احد التيارات الثلاثة وتصبح لدينا ثلاثة احزاب فقط.. لعل يوما يفعلها احدهم فهذه مجرد دعوة تحتاج الي جلوس حكماء كبار القوم مع بعضهم.. ولا اعتقد ان ترفض الفكرة من الشعب السوداني فقبولهم للانتماء لفريقين لكرة القدم سيجعل قبولهم للانتماء لحزبيين سياسيين فقط مقبولا ايضا.. سعدنا جدا بزيارة وفد فريق الهلال العاصمي كما سعدنا بزيارة فريق المريخ العاصمي من قبل.. وعرفنا من خلال الزيارتين ان الوسط الرياضي مهموم حتي النخاع بهموم الوطن ويشاركون في مناسباته الوطنية.. وعرضوا علينا مقترحا بان يلعب الفريقان مباراة ودية في كأس يسمي كأس الحوار الوطني.. وليته تم الامر.. ولكن..
بروف هاشم على سالم