“مبارك الفاضل ” يهنئ الامة السودانية باعياد الاستقلال
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر ولله الحمد
ونحن نحتفل بذكرى الخامسه والستون علي الاستقلال المجيد نتوجه بالتحية إلى ارواح الشهداء الذين قدموا ارواحهم الغالية فداء للوطن ومهرا للحرية الحمراء .. ويقترن الاحتفال بذكرى الاستقلال بذكرى انتصار ثورة ديسمبر الشعبية ، واذا كنا نحتفل في اليوم الاول من يناير بذكرى الاستقلال فأننا نحتفل في السادس والعشرين من يناير بانتصار ثورة السودان الكبرى التي قادها الامام محمد احمد المهدي في نهاية القرن الثامن عشر والتي انتصرت على المستعمر واقامت دولة السودان المستقلة بذات الحدود التي نعيش فيها الأن ويدافع عنها جيشنا الوطني العظيم فالتحية له ولشهدائه ، ومثلما قاد الامام المهدي عليه السلام ثورة السودان الكبرى فقد حمل الامام عبد الرحمن المهدي راية الثورة السلمية منذ بدايات القرن العشرين وظل يناضل ويجاهد ويبذل المال والعرق والجهد ويحشد الجماهير ويتقدم الصفوف حتى تحقق الاستقلال في أول يناير 1956 .
وقد كان الامام عبد الرحمن هو بلا شك الاب الشرعي لحركة الاستقلال التي انتهت بالانتصار الذي نحتفل به اليوم ، وفي هذا اليوم الخالد لابد من ذكر اولئك الرجال العظام الذين التفوا حول الامام عبد الرحمن وعملوا من اجل تحقيق الاستقلال ومن هؤلاء لابد ان نذكر إبراهيم احمد صاحب مذكرة الخريجين الشهيرة التي مهدت الطريق لقيام المؤسسات ذات التمثيل الشعبي ثم عبد الرحمن علي طه والسيد الصديق المهدي وعبدالله بك خليل وأمين التوم ساتي ويعقوب عثمان ومحمد الخليفة شريف وحسين الخليفة شريف والقاضي محمد صالح الشنقيطي وعبد الرحمن عبدون وداؤود الخليفة عبد الله ومحمد احمد المحجوب والسيد عبد الله الفاضل المهدي صاحب الدور الكبير في الحركة الاستقلالية والذي قاد المباحثات مع الحكومة المصرية والوصول إلى اتفاقية 12 فبراير 1953 والتي مثلت بداية الطريق إلى قيام الحكم الذاتي وصولا إلى اعلان الاستقلال من البرلمان وهناك العشرات من القيادات الوطنية والاقلام الصحفية التي لعبت أدوارا لا يمكن ان تنسى من اجل تحقيق الاستقلال ، انه من الجحود الذي لا يليق بأي أمة أن تنسى جهد هؤلاء القادة الذين عملوا بكل إخلاص من أجل تحقيق الاستقلال والحرية .. لابد ان نذكر هؤلاء ونحن نحتفل بيوم الاستقلال وإذ نحن نتذكر شهداء الثورات الشعبية في اكتوبر وابريل وديسمبر ونترحم عليهم فلابد ايضا نتذكر شهداء الوطن الذين قاوموا الاستعمار تحت راية الامام المهدي ثم تحت راية خليفته الخليفة عبد الله في معركتي كرري وأم دبيكرات وشهداء ثورة عبد القادر محمد امام ( ود حبوبة ) فارس الحلاوين الذي كان اول من واجه الاستعمار بالسلاح بعد معركة كرري .
التحية والمجد والخلود لكل شهداء الوطن ولذكرى كل القادة والزعماء الذين ناضلوا من أجل تحقيق الاستقلال ( عاش السودان حرا مستقلا ) .
مبارك الفاضل المهدى
رئيس حزب الأمة
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠