الدعم السريع .. مهام مرتقبة في الشرق
أفرز وجود اللاجئين الإثيوبيين في شرق السودان بسبب الحرب في إقليم تغراي إشكالات عدة أبرزها تفشي الأمراض وأخطرها تهريب السلاح والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية. هذا الواقع أثار قلق المجتمع الدولي بشدة لكنهم عجزوا عن توفير المأكل والمأوى للاجئين الذين تسللوا من المعسكرات بحثاً عن هجرة عبر الصحارى إلى ليبيا ثم أوروبا.
ويروي مسؤول طبي في المعسكر، لـ (الجزيرة نت)، أن حالات تهريب اللاجئين، خاصة الشباب والفئات المتعلمة، في تزايد مستمر، نظير أموال يدفعونها للمهربين تزيد أو تنقص تبعا لوجهة اللاجئ الذي يتسلل إلى ولايتي القضارف أو كسلا، أو إلى العاصمة الخرطوم. وتحدّث المسؤول الطبي عن لقائه بلاجئين من معسكر أم راكوبة يعملون في مطاعم بالخرطوم رووا له طريقة تهريبهم من المعسكر إلى العاصمة عبر طرق وعرة بسهل البطانة.
وحسب مصادر محلية، فإن عمليات الإتجار بالبشر تنتعش عن طريق شبكات مهربين وسماسرة داخل وحول مناطق إيواء اللاجئين، وخاصة أوساط القادمين من إقليم تيغراي. وتعاني السلطات السودانية من صعوبة ضبط الانتشار الكثيف للاجئين الإثيوبيين على امتداد ولايتي كسلا والقضارف. وحسب المصادر المحلية، لم توفّر المنظمات الإنسانية الأجنبية ووفود المجتمع الدولي التي زارت للمنطقة، أية شيئ، وصارت المعسكرات طاردة لإنعدام الأمن والمأكل والمشرب والملبس. وكنتيجة لهذه الظروف القاسية أضطر عدد من اللاجئين للعمل في تجارة وتهريب الأسلحة حيث تزايدت ضبطيات الأسلحة المهربة بين الحدود التي اعلنت عنها السلطات السودانية أكثر من مرة.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن ما يحدث في شرق السودان من تدفقات للاجئين وخطورتهم على السودان وبقية دول العالم والإقليم يتطلب وجود قوات خبيرة في هذا المجال وهو ما يتوفر في قوات الدعم السريع التي لديها فرق متخصصة في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر والحد من تهريب السلاح. إلى جانب الأدوار التي تقوم بها في العمل الإنساني. ويمكن إن تمت الإستعانة بها في هذا الملف الخطير أن تغير الكثير.
ويضيف الخبراء أن قوات الدعم السريع تهتم وفقاً لأهدافها الاستراتيجية بمكافحة الإتجار بالبشر ومنع الهجرة غير الشرعية خاصة وأن موقع السودان الإستراتيجي جعل منه قبلة لهذه الجريمة العابرة التي ينطوي عليها مخاطر على أمن وسلامة المجتمع. وتأتي جهود قوات الدعم السريع لمنع جريمة الإتجار بالبشر ومكافحة الهجرة غير المشروعة من خلال نشاط القوات المستمر على الحدود وسد المنافذ والمعابر والعمليات المستمرة لتخليص الضحايا من قبضة هؤلاء المجرمين هذا بجانب تقديم الخدمات الإنسانية والرعاية الصحية المباشرة وتوفير الطعام والشراب للضحايا من أجل انقاذهم وتقديم الدعم النفسي والإرشاد عبر ضباط مختصين بقوات الدعم السريع العاملين في مجال مكافحة تهريب البشر.
وقال الخبراء أن قوات الدعم السريع تمكنت من تطوير قدراتها وعملياتها بشكل كبير وأصبحت تقوم بمهام حراسة وتأمين الحدود إلى جانب العمليات العسكرية الأخرى وهذا جعل القوات تنتشر انتشاراً واسعاً على طول الشريط الحدودى شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بكثافة وفاعلية لتسد الثغرات التي يشتبه في أن تكون معبراً للجريمة المنظمة من هجرة غير شرعية وتهريب الأسلحة والمخدارت والجماعات الإرهابية. وتمكنت قوات الدعم السريع من التأقلم مع كل الظروف وقد تم تجهيزها وتدريبها للعمل فى كل الأوقات.
ويؤكد الخبراء أن انتشار قوات الدعم السريع الواسع لتأمين الحدود شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً والتصدي لكافة اشكال الجريمة العابرة والمنظمة بما فيها الإتجار بالبشر وتجارة المخدرات والاسلحة وتهريب الذهب والمعادن والمواد الغذائية وغيرها من الاعمال غير المشروعة يجعلها قادرة ومؤهلة على إنجاز مهمة إبعاد خطر ما أفرزه وجود اللاجئين الإثيوبيين على السودان وبقية دول العالم.