بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (47).. …شلاتين وحلايب وابيي…

بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (47)..
…شلاتين وحلايب وابيي…

لم يكن في الحوار موضوعا لم يتم التطرق له في مهام اللجان الست.. فقد تداولوا كل مايهم السلام وكيفية تحقيقه ووضع أسس راسخة تعمل كخارطة طريق للاهتداء بها بل وعدم الخروج عن طريقها لتحقيق الهدف الكبير..

السلام في كل أنحاء البلاد وليس دارفور فقط أو النيل الأزرق فقد وضعوا منهجا وسبلا تؤدي ليس لإيقاف الحروب التي اندلعت في بعض المناطق فحسب بل لعدم نشوبها في المناطق الأخرى في الوطن إذا تكررت فيها أسباب اندلاعها كما نرى اليوم في بعض الأماكن التي كانت لا تعرف صوت الرصاص حتى.. وفي لجنة الهوية كما اسلفت اتفق المؤتمرون على أننا سودانيون فهذا هو جنسنا وهذه هي هويتنا..

هوية مرتبطة بالوطن السودان وليست مرتبطة بقبلية أو عنصرية أو جهوية أو لغة.. نعم لدينا ثقاقات متعددة لكنها في وطن واحد تم تلاقحها مع بعضها البعض وأصبحت مشوبة بلون الوطن وحسس الوطن.. نتكلم لغات ولهجات عديدة لكنها متداخلة ومتلاقحة بنبرات الوطن.. هذا التعدد ليس ضعفا بل هو قوة إذا تم إدارة التعدد لمصلحة الوطن ألواحد..

وقد وضع المؤتمرون أيضا خارطة طريق لتدير هذا التعدد ليصبح إيجابيا يزيد الوطن قوة وليس سلبيا ينتقص من الوطن ويزيده ضعفا.. استكمالا لنفس النهج وضعوا تحديدا لسودانية أجزاء الوطن المتفق عليها دوليا وتاريخيا.. وحسب التاريخ والمستندات والقانون الدولي توصلوا إلى أن حلايب سودانية وشلاتين سودانية والفشقة سودانية وبني شنقول سودانية وابيي سودانية شمالية..

احتاجت اللجان إلى خبراء في التاريخ وخبراء في هندسة المساحة والحدود وخبراء في القانون الدولي… تم تزويد اللجان بكل هؤلاء الخبراء وقدموا خبراتهم ومستنداتهم التي أدت إلى الاقتناع بسودانية تلك الأجزاء العزيزة على الوطن..

وان جذع شجرة الوطن لم تنسى يوما أن تلك الأطراف هي جزء منها وان كان وضع سياج يفصل بينهما فإن جذع الشجرة تعرف اغصانها كما تعرف الأم أبناءها..

لم يكن في المشاركين في الحوار من ينتمي إلى مناطق حلايب وشلاتين وابيي وكان لزاما أن يسمع رأي أبناء تلك المناطق..

قدمنا طلبا بأهمية انضمام ممثلين لتلك المناطق كأعضاء مشاركين في الحوار وكانت الموافقة.. فقد تم إلحاق ثلاثة أعضاء يمثلون مناطق حلايب وشلاتين وابيي.. تم انضمام أحمد تيتة وأحمد بيرق وزكريا اتيم فلين..

كان انضمام الثلاثة بمثابة نهر من المعلومات لللجان وتوضيحا مقنعا بسودانية تلك المناطق ورغبة أهلها في الانتماء إلى جذورهم السودانية.. ربما في غفلة من الزمان يتم استقطاع أجزاء من أطراف الوطن لدول أخرى بغير وجه حق وتصبح تلك الأجزاء غريبة عن وطنها ولكن مهما طال اغترابها سترجع يوما إلى وطنها وتعود إلى جذعها.. يوما ما ستعود.. وحتما ستعود…

بروف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *