بروف هاشم علي سالم … خربشات على جداريات الحوار (46) …د. إبراهيم دقش ولجنة الحريات…
بروف هاشم علي سالم … خربشات على جداريات الحوار… (46)
…د. إبراهيم دقش ولجنة الحريات…
كانت رئاسة اللجان الست قد تم اختيارهم من الشخصيات الأكاديمية القومية بواسطة اللجنة التنسيقية العليا.. (7+7) وكلهم شخصيات ليس لديها ارتباطات سياسية حزبية ويؤمنون بحرية الرأي وقبول منطق الآخرين ويستطيعون العمل تحت الضغط النفسي.. كانت تلك المقاييس التي تم اختيارهم بها وكانوا فعلا نعم الخيار..
كانوا برفسور إبراهيم الأمين.. وبروفسور إبراهيم اونور.. وبروفسور على شمو.. وبروفسور على عثمان صالح.. وبروفسور بركات الحواتي ودكتور محمد الأمين.. ورؤساء مناوبين اذكر منهم مولانا عبيد حاج على.. ودكتور عمر مهاجر.. ودكتور فاروق البشري والدبلوماسي السفير عمر بريدو الذي ظل مواظبا على رئاسة لجنة العلاقات الخارجية…
كل رؤساء اللجان والرؤساء المناوبين أدوا مهمتهم بامتياز نادر.. وكانت المنهجية إذا غاب رئيس اللجنة يتولى الرئيس المناوب مهمة رئاسة اللجنة وإذا غاب الاثنان معا فاللائحة تحدد أن يأتي الأمين العام للحوار لتلك اللجنة وان يفتح باب الترشيحات لرئاسة تلك الجلسة فقط شريطة أن يكون المرشحون من الشخصيات القومية… ويتم التصويت على الأسماء بحرية تامة ويتولى أعلى المرشحين أصواتا رئاسة اللجنة لتلك الجلسة فقط.. وصدف في لجنة الحريات أن تم اختيار دكتور إبراهيم دقش لرئاسة اللجنة أكثر من جلسة..
لجنة الحريات كانت من أكثر اللجان التي يخرج فيها الهواء الساخن من صدور الأعضاء وكانت إدارتها تحتاج إلى حنكة وخبرة وصبر طويل ورئيس اللجنة يكون معرضا لمشادات الأعضاء ومعظم الوقت يكون جالسا فوق صفيح ساخن..
اذكر أتاني د. دقش في نصف الاجتماع.. ( انا ما داير ارأس اللجنة دي تاني) كنت أعرف الضغوط النفسية التي يتعرض لها رؤساء اللجان فنجلس سويا مع كباية شاي وتبدأ أسطوانة هم الوطن الكبير الذي ينتظر أبناءه
وهم يتواجدون هنا من أجله فقط يؤسسون لوطن الغد ويضعون حلولا لمشاكل عصية لم يجلس أبناؤه لوضع حلول لها يقبلها الجميع ولابد أن يقبل أبناؤه هذه المعاناة ليخرجوا طفلا معافى في ولادة طبيعية…
كان يتراجع عن قراره سريعا ويرجع بعدها إلى رئاسة اللجنة.. وفي أحد الأيام فاض به الكيل واتاني… (انا ماشي البيت واوعك تضرب لي تلفون تاني).. قلت له حاضر..
وذهب وبعد ساعتين اتصلت به بعد أن زال منه ماعليه وتركته بعد أن سمعت ضحكته.. ذكرت ذلك لتوضيح حجم المعاناة أثناء اجتماعات اللجان وحجم الضغوط التي تعرض لها هؤلاء الرجال.. لم يطلبوا شكرا من أحد.. ادوا مهمتهم وذهبوا ولكنهم تركوا بصماتهم في ذهن الوطن الذي لن ينسى يوما جهدهم وسيأتي يوم ما.. سيراجع الوطن دفاتره فيه.. وسيجد حلولا وضعها أبناؤه يوما ما.. ليس ضوءا خافتا في نهاية نفق مظلم لكنها شمس ساطعة في عز النهار.. عله يرجع يوما وسيجد الشمس في انتظاره.. شمس الوطن التي لم تغرب عن سمائه.. يوما ما سيرجع…
بروف هاشم على سالم