علاء الدين محمد ابكر يكتب … امريكا تقدم افغانستان لقمة سائغة لطالبان والعاقل من اتعظ بغيره

علاء الدين محمد ابكر يكتب✍🏽 امريكا تقدم افغانستان لقمة سائغة لطالبان والعاقل من اتعظ بغيره

___________________

الولايات المتحدة الأمريكية حليف غير موثوق به يمكن ان تغدر بك في اي لحظة ومتي ما كانت مصالحها
لدي الطرف الاخر هكذا تحدثنا الوقائع والاحداث عنها فالولايات المتحدة دولة لاتقيم اي وزن للروابط الاخلاقية او الفكرية وكثيرا ما شاهدنا سقوط انظمة سياسية كانت هي الاقرب الى نهج و سلوك دول الغرب وتدور في فلك الولايات المتحدة وتسبح بحمدها وبالرغم من ذلك كانت الولايات المتحدة عامل اساسي في اسقاطها والاطاحة بها و يكفي الاستشهاد بمصير نظام الشاه محمد رضا بهلوي في ايران فالرجل كان يعتقد حتي اخر لحظة بان العالم الغربي لن يتخلي عنه ولن يترك ايران تسقط في قبضة رجال الدين الشيعة المتشددين ولكن عندما تبين لمحمد رضا بهلوي ان الولايات المتحدة ليست لديها الرغبة في انقاذ نظامه ومع اقتراب الثوار من القصر الملكي فر هاربا من العاصمة طهران حتي قبل ان يتمكن من جمع ملابسه الملكية الفاخرة وكانت اكبر المفاجات بعد ذلك الهروب الكبير هي رفض الولايات المتحدة ودول الغرب منحه تاشيرة الدخول اليهم فكانت جمهورية مصر العربية هي البلد الوحيد التي سمحت له بالدخول و العيش فيها وذلك تقدير منها لمساندته لها في حربها ضد اسرائيل سنة 1973 فصارت ارض مصر وطن بديلا لشاه ايران حيث توفي فيها وهو يعاني من داء السرطان و الحسرة والحزن علي الموقف المخزي للولايات المتحدة وحلفائها نحوه فقد كان يظن فيهم الخير وبانهم سوف يكونوا له السند والعون عند الشدائد وهذا ما لم يحدث

ونفس الامر انطبق علي الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي والذي فر هاربا من قصر قرطاج اثر ثورة شعبية كادت الجماهير تلقي القبض عليه ليخدمه الحظ في اخر لحظه و يجد نفسه علي متن طائرة للخطوط الجوية التونسية حلقت به الي فرنسا الدولة المستعمرة السابقة لتونس والحليف الاستراتجي لنظامه البائد ولكن فرنسا رفضت منحه اذن دخول اجواء باريس لتضيق عليه الارض بما رحبت ليجد في المملكة العربية السعوديه ملاذ اخير ليلفظ فيها اخر انفاسه وهو يعاني من الحسرة

والكثير من المواقف التي تدل علي خزلان الولايات المتحدة ودول الغرب للعديد من الانظمة الديكتاتورية التي كانت ذات يوم متحالفه معها حيث ظنت بان الخير والشر بيد دول الغرب ويجب ان يعرف الجميع بان الولايات المتحدة تحترم فقط حلفائها التاريخيين الاوربيين والذين لن تفرط فيهم ابدا وتقف ضد مصالحهم حتي ولو كانوا علي غير هدي
( فالدم يحن الي الدم) كما يقال

ولو كان حكام الانظمة العربية والافريقية يعقلون لعرفوا بان خير وسيلة لحماية اوطانهم قبل عروشهم هي باتباع سياسة الانتفاح نحو شعوبهم وتطبيق الشفافية واحترام حقوق الانسان بالعيش الكريم وليس بالتسلط علي شعوبهم عن طريق سياسة القهر والظلم وحتي الديمقرطية وحدها بدون رشد اجتماعي لن تجعل الشعوب العربية والافريقية تشعر بالامان فالحرية مع الجوع والفقر تعني الانفلات الامني والفوضي والسلب والنهب ولاجل ان تنجح الممارسة السياسية الديمقراطية الصحيحة يجب احقاق الحق ومنح كل مواطن حقه بالكامل في ثروات بلاده حينها سوف تتوقف الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية والحروب الاهلية والتمرد والعصيان لتعيش بعدها تلك الشعوب في نعيم والامان فالعدالة الاجتماعية هي الحصن الحصين ضد مؤامرات الولايات المتحدة وحلفائها الذين يتخذون من الديمقراطية حجة للتدخل في شؤون الدول الاخري خاصة العربية والافريقية مثال لذلك ما حدث قبل اسابيع في جمهورية تونس من وقائع سياسية عاصفة قام علي اثرها الرئيس التونسي قيس سعيد باتخاذ قرارات و اجراءات دستورية من ضمنها تعليق اعمال البرلمان التونسي واقالة الوزير الاول (رئيس الوزراء) وذلك استناد علي المادة ثمانين من الدستور التونسي التي تنمحه حق اتخاذ القرارات التي تحفظ وحدة التراب الوطني التونسي وبما الامر من المفترض ان يكون شان داخلي الا ان دول الاتحاد الأوروبي والولايات اخذوا يرسلون الي الحكومة التونسية رسائل في ظاهرها الود والاحترام وفي باطنها الوعيد والادعاء بنصح الدولة التونسية بضرورة احترام الدستور حتي ظن البعض بان تونس مقاطعة تقع ضمن اقاليم ماوراء البحار تابعة لدول الغرب او الولايات المتحدة وهنا نجد الخصم المطاح به في الازمة التونسية هم جماعة الاسلاميين ممثلين في شخص رئيس البرلمان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة و التي من المفترض ان تكون في موضع الخصم لدول الغرب والولايات المتحدة فقد كانت الادارة الاميركية في السابق تتهم السودان في عهد المخلوع البشير برعاية الارهاب عندما كان يستقبل زعماء تنظيمات اسلامية مغضوب عليها من بينهم زعيم حركة النهضة وعدد من زعماء الجماعات الاسلامية
من مختلف دول العالم لدرجة قيام الولايات المتحدة باتهام السودان برعاية الارهاب ومن ثم فرض عقوبات اقتصادية عليه تضرر منها الشعب السوداني و عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع البشير المحسوب علي التيار الاسلامي لم تقدم الولايات المتحدة دليل علي احترامها لثورة الشعب السوداني لترهن رفع عقوباتها عنه بدفع مبلغ فلكي كبير من الدولارات الي اسر ضحايا السفينة الحربية. الاميركية( اس اس كول) والتي تم تفجيرها في سواحل اليمن في العام 2000
ولم تراعي الولايات المتحدة ظروف السودان الاقتصادية التي يعاني منها الشعب وفي اعتقادي ان
الحكومة السودانية الانتقالية وقعت في حالة استعجال فكان الاحري بها المطالبة بحالة موضوع الادعاء الأمريكي باتهام السودان بالارهاب الي محكمة دولية محايدة وليس استناد علي حكم قضائي سابق صادر من ولاية اميركية تلزم جمهورية السودان بدفع ذلك المبلغ الكبير ويمكن الاستناد علي ان الشعب السوداني لم يكن في عهد النظام البائد يمتلك ارادته السياسة فقد كان تحت هيمنة الاسلاميين عندما وقعت تلك الاحداث وكان حري بالولايات المتحدة مساندة الشعب السوداني وهو الخارج من فترة ثلاثين عاما من القهر والظلم وان لا تثقل عليه بالمزيد من الاعباء المالية ونفس الامر ينطبق علي البنك الدولي والذي مارس نحو شعبنا سياسة مالية خبيثة وذلك بالطلب من الحكومة الانتقالية السودانية رفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات مقابل منحه مساعدات مالية لتساعده في ادارة الملف الاقتصادي الوطني حسب اعتقاد البنك الدولي و لكن فات علي الحكومة الانتقالية بان السودان كان لايحتاج الي حلول وافكار الغير حتي ينهض وبالعكس السودان بلد يمتلك كل مقومات النجاح والفلاح كان يحتاج فقط الي قائد قدير يستطيع العمل علي بث روح الامل في نفوس الشعب وتفجير الطاقات وان البناء الوطني يكون عندما يتقدم راس الامر صفوف الانتاج في المزراع و المصانع و الحقول حينها لن نحتاج الي اموال البنك الدولي و التي هي في الاصل فخ تحت زعم مساعدات مالية للشعوب لتتحول في المستقبل الي ديون لترتهن قرار وسيادة البلاد
وحتي المخلوع البشير لم يسلم من الوقوع في شباك الاستغلال الغربي فقد كانت ورقة المطالبة بتسليمه ورفاقه الي المحكمة الجنائية الدولية سلاح فعال لاجل تمرير سياسة واهداف الغرب والولايات المتحدة لفصل الجنوب ولو تعامل المخلوع البشير مع هذا الملف بشجاعة ورفض ان تكون سلامته الشخصية في مقابل وحدة ومصالح السودان لكان اليوم السودان ينعم بالوحدة والعزة والكرامة فالاشخاص والمناصب الي زوال ولكن يبقي الوطن خالد مدي الدهور ولكن البشير خسر الأثنين، (نفسه والوطن) ان من يتدثر بوعود الغرب والولايات المتحدة عريان

نجد بالمقابل الولايات المتحدة ترفض التدخل في شؤونها ونطرح عليها سوال عن ما الذي حدث في الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة من فوضي وعنف الا يعتبر ذلك دليل علي عدم نضج التجربة الديمقراطية فيها! فكيف يفسر تصرف الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بتحريضه لجماهير حزبه الجمهوري علي انتهاج الفوصي باقتحام مبني الكابتول في اجتماع مجلسي الشيوخ والنواب في محاولة منه علي منع التصويت علي التصديق بفوز منافسه الرئيس الحالي جو بادين ولو وقع ذلك الحدث في بلد عربي او افريقي لقامة القيامة ولخرج مجلس الامن الدولي يشجب ويدين
انها سياسة (حلال علينا وحرام عليكم) فالولايات المتحدة تمارس مع دول العالم. سياسة الاصطياد في الماء العكر وخلط الاوراق تحت مسمي حماية الديمقراطية

قامت الولايات المتحدة وحلفائها في العام2001 بشن حرب ضد حركة طالبان عقب تعرضها الي هجمات في الحادي عشر من سيتمبر و كان المتهم فيها تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن حليف الولايات المتحدة السابق في حربه برفقة الافغان ضد احتلال الاتحاد السوفيتي السابق لدولة افغانستان حيث كانت الولايات تدعم تلك المقاومة الافغانية ليس حبا في الافغان وانما لاجل كسر شوكة الاتحاد السوفيتي السابق في اطار ما كان يعرف بالحرب الباردة ويجب ربط ذلك الدعم الامريكي للمقاومة الافغانية مع مايحدث هذه الايام من انتصارات سريعة لحركة طالبان في أفغانستان علي الحكومة المركزية في العاصمة كابول بالطبع الامر ليس بالصدفة وانما هو بيع وخزلان جديد للولايات المتحدة لحلفائها المساكين في الحكومة الافغانية التي لا تتمع بتجانس تام فهي حكومة ضعيفة تضم قوميات متنافرة من الاوزبك والطاجيك والبشتون لايجمع بينهم الا تراث الجهاد السابق ضد الاتحاد السوفيتي وقد فشل اول اتلأف سياسي بينهم عقب تحريرهم للعاصمة كابول في العام1992 من الحكومة الشيوعية الموالية لموسكو فدخلوا بعد تحرير كابول في حرب اهلية طاحنة غلبت عليها الروح القبلية والقومية ولم يستفيقوا الا وحركة طالبان تظهر على السطح وتسيطر علي كابول في العام 1996 وتفرض سياسة الامر الواقع علي الجميع فقد ظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان ويعتقد على نطاق واسع أن طالبان بدأت في الظهور لأول مرة من خلال المعاهد الدينية وأمرت الحركة الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بارتداء النقاب.
وحظرت طالبان مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الموسيقى وارتياد دور السينما، ورفضت ذهاب الفتيات من سن العاشرة إلى المدارس تقبل الغرب والولايات المتحدة وجود طالبان علي راس النظام في افغانستان لتعكر بعدها هجمات الحادي عشر من سيتمبر 2001 اجواء علاقتها مع العالم الغربي حيث اتهمت الولايات المتحدة الحركة بتوفيرها لملاذ آمن في أفغانستان لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم الذين اتهموا بالمسؤولية عن هذه الهجمات لتقوم بعدها الولايات المتحدة باحياء رفات تحالف الحركات الاسلامية الافغانية المعارضة لطالبان تحت مسمي تحالف الشمال وتحت دعم جوي امريكي وزحف من الحلفاء الافغان تمكنت الولايات المتحدة من طرد حركة طالبان من العاصمة كابول و قد كان بامكانها سحق وتدمير حركة طالبان ولكنها كانت تنظر الي المستقبل في حال عدم استقرار التحالف الهش للحكومة الافغانية لتلعب في المستقبل بورقة حركة طالبان او كما يقال لعبة( القط والفار) وربما اذا قبلت الاخيرة ( طالبان) علي ان تكون الحارس الجديد الامين لمصالح الغرب والولايات المتحدة في منطقة اسيا الوسطي وفي اعتقادي الشخصي بان ابتعاد السيد حامد كرزاي عن الرئاسة الافغانية قد ساعد علي ضعف اداء الحكومة الافغانية في السيطرة علي البلاد ولم يكن الرئيس الذي اتي بعد حامد كرزاي في قوة وتاثير شخصيته علي الاحداث حيث انفرط عقد التحالف الافغاني
كانت مفاوضات الولايات المتحدة مع حركة طالبان في الدوحة عاصمة دولة قطر بدون مشاركة الحكومة الافغانية تمثل علامة استفهام فكيف تفاوض دولة اخري حركة متمردة في بلاد اخري بدون وجود لممثل للحكومة الشرعية الا اذا كانت هناك صفقة سرية يرتب لها بين الجانبين وكيف يفسر الانسحاب السريع لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من افغانستان حيث خرج خبر يفيد بتحدّيد الرئيس الأمريكي جو بايدن موعدا نهائيا في 11 سبتمبر الذي يصادف الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة كحد اقصي للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، وهذا الخبر بدون شك ساعد علي التقدم السريع لقوات حركة طالبان واحتلالها للمدن الافغانية اذا هناك حلقة مفقودة في سلسلة الازمة الافغانية

ان الولايات المتحدة تظل توهم المساكين في العالم بانها حارسه للقيم الديمقراطية في العالم ولكن الحقيقة ان الولايات المتحدة في حال تعرض مصالحها للخطر فانها. تسعي الي التخلص من اقرب حلفائها والتحالف مع من يضمن لها ان يكون بديل جيد ليحل مكان الحليف السابق حتي ولو كان يتعارض معها في الفكر والدين والتاريخ حافل بالكثير من تلك الاحداث التي توكد ذلك البيع الرخيص للولايات المتحدة لحلفاء الامس وخير مثال لذلك ما حدث مع الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري الذي كان حليف هام للولايات المتحدة ورغم ذلك اطاحت به انتفاضة شعبية بينما كان يتلقي العلاج في مشافي الولايات المتحدة وربما قامت وكالة المخابرات الاميركية بحجب التقارير الامنية عنه عن الاوضاع بالسودان في ظل تصاعد الانتفاضة الشعبية ضد نظامه حتي كانت المفاجاة للنميري وهو بالقاهرة في طريقة للرجوع الي السودان عندما تم ابلاغه بسقوط نظامه في السادس من ابريل منذ العام 1985 وقد كانت المخابرات الامريكية تملك كافة المعلومات حتي قبل ان تنفجر احدات انتفاضة ابريل 1985 ووفقا للتقرير الامنية الامريكية عام 1983 فقد تسببت إجراءات نميري المثيرة للجدل في زيادة حالة السخط في صفوف القوات المسلحة، خصوصا مع تردي الأوضاع الاقتصادية وتهالك الأسلحة والآليات التي يستخدمونها وشكك التقرير في ولاء القوات المسلحة السودانية لنميري، كما تنبأ أن يحجم الجيش عن الدفاع عن النميري حال قامت ضده احتجاجات شعبية أو تعرض لانقلاب عسكري. وهذا الاستنتاج تحقق بالفعل عندما أعلن الجنرال الراحل سوار الذهب وقوفه إلى جانب الشعب في احتجاجاته ضد النميري ومن غير المعروف عما إذا كانت الاستخبارات الأميركية قد أبلغت نميري بما هو مقبل عليه أثناء وجوده في واشنطن، أو ما إذا كان لديها معلومات محددة عما يخطط ضد الرجل، بالرغم من أهمية السودان ونظام النميري للولايات المتحدة في ذلك الوقت فالسودان كان يعد أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، ويحتل موقعًا استراتيجيًا ولكن الولايات المتحدة دائما تنظر الي عوامل اخري منها عامل السن والصحة الجسدية لحليفها ومن هو افضل وريث له في الحكم وفي حالة لم يكن هناك بديل جاهز يمكن ان تسمح بحدوث تغير او وقوع فوضي سياسية او قتال لحين ظهور بديل يكون هو الاقرب لسياساتها

ونفس الخزلان الامريكي تعرض له الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك فعندما قامت الثورة الشعبية ضد نظامه في يناير ٢٠١١
سارعت الولايات المتحدة بالاعلان عن مساندتها حتي انها قامت بفتح خط خاص لخدمة الانترنيت لمساندة الثوار المصريون عقب قيام نظام الرئيس الراحل محمد حسني بقطع خدمة الانترنيت
عن الشعب المصري ظن منه ان الانترنيت قد يساعد علي تاجيج الثورة ضد النظام و رغم ذلك سقط في اخر المطاف بالرغم من ان الفرعون مبارك لم يتخلف في اي عام من الاعوام عن مواسم الحج الي البيت الابيض في واشنطن ولو ادرك مبارك تفاصيل ماجاء في خطاب الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما حينما اصر اوباما في العام 2009 علي مخاطبة العالم العربي من داخل جامعة القاهرة مبشر بالتغير القادم وهو عنوان حملته الانتخابية (التغير) لكان عرف حسني مبارك انها حجة الوداع فقد قال الرئيس الامريكي الاسبق اوباما في خطابه للشعوب العربية من داخل جامعة القاهرة بان الولايات المتحدة سوف تطلق مايعرف بخدمة (الفيسبوك) عبر الفضاء الرقمي العالمي كخدمة منها للشعوب العربية لتكون هديتها اليهم حتي يكون لهم دور في ادارة بلادهم بالفعل كان سلاح الانترنيت وتحديد تطبيق (الفيسبوك) عامل هام في ثورة الياسمين بتونس وليطل الربيع العربي في العام 2011 علي معطم دول العرب ليكون سلاح جديد لدك قلاع الحكام العرب

ولم يختلف الامر مع نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان في حالة عداء مع الولايات المتحدة ودول الغرب حتي وصل الامر بفرضهم حصار علي ليبيا استمر لسنوات. بحجة اتهامات لعناصر في المخابرات الليبية بتفجير طائرة تتبع للخطوط الفرنسية فوق اجواء جمهورية النيجر وطائرة اخري تتبع للولايات المتحدة الامريكية فوق بلدة لوكاربي باستكلندا ورغم تعاون ليبيا مع اعمال التحقيق وتسليم المتهمين الي محكمة محايدة خلاف ماكنت تريد الولايات المتحدة الا ان ذلك لم يزيل ماعلق بصدور دول الغرب والولايات المتحدة من احقاد نحو القذافي الذي كان في الماضي يسخر من الولايات المتحدة وحلفائها و رغم انه انفتح علي ثقافةـ الغرب عقب رفع الحصار عنه وسمح للشعب الليبي باستخدام خدمات الانترنيت وسعي الي مد جسور التواصل معهم الا ان ذلك لم يفيده في شي بل كان سبب في اسقاط نظامه باندلاع ثورة شعبية تحولت إلى مسلحة. كان نظام العقيد معمر القذافي يتمتع باقتصاد قوي جعله يتفوق حتي علي اقتصاديات دول الغرب وربما ذلك جلب له الاحقاد فكانت ثورة السابع عشر من فبرير سنة 2011 ضد نظام معمر القذافي ثغرة ولج منها تحالف (الناتو) والذي تدخل عسكريا وبكل اسف كان ذلك التدخل بطلب من جامعة الدول العربية وهذا دليل اخر علي ان الجامعة العربية تقع تحت النفوذ الاستعماري للولايات المتحدة ودول الغرب لتصير ليبيا بعد ذلك التدخل العسكري لحلف الناتو والولايات المتحدة اثر بعد عين ولتعيش ليبيا في فوضي وحروب اهلية لا اعتقد انها سوف تخرج منها الا اذا ادرك ابناء الشعب العربي الليبي خبث ونوايا دول الغرب والولايات المتحدة اضافة الي اطماع الاخرين في ثروات بلادهم فليبيا بلد يتمتع بمخزون ضخم من النفط والغاز والذهب لذلك سوف يكون هدف للجميع

والراحل صدام حسين كان هو الاخر ضحية لسياسية الولايات المتحدة في بيع وخزلان الحلفاء فبعد ان كان العراق يحارب في ايران تحت مساندة اميركية كانت استراتيجية أمريكا تجاه الحرب العراقية الإيرانية مبنية على عدم انتصار أي من الجانبين وحتي ان الولايات المتحدة كانت تحاول تسليح ايران باسلحة. امريكية ويكفي الاستشهاد بواقعة معروفة باسم فضيحة «إيران غيت» أو «إيران كونترا» والتي حدثت في أواسط الثمانينيات، وهي اتفاقية عقدتها الولايات المتحدة مع إيران لتسليمها أسلحة متطورة لتستخدمها في حربها مع العراق و فجاة وبدون تفاوض بين البلدين توقفت الحرب بين ايران والعراق وهو امر محير ان تندلع حرب بدون اسباب وبعدها بثمانية سنوات تتوقف بدون اسباب صار بعدها صدام حسين اداة لابتزاز دول الخليج بحجة انه يشكل خطر عليهم خاصة بعد دخول الجيش العراقي للكويت في العام 1990 فقد كان ذلك الاحتلال قاصمه الظهر للعراق والعرب حيث احدث شرخ كبير في البيت العربي وجرح لن يندمل وبدون شك ان الولايات المتحدة لعبت دور كبير في اغراء الراحل صدام حسين لغزو الكويت وعندما وقع في الفخ سعت الي اشعال النار ودق طبول الحرب تمهيد لمسح العراق من علي الخارطة الدولية ولم تترك الولايات المتحدة العراق حتي بعد انسحابه من الكويت سنة 1991 لتمكن من احتلاله سنة 2003 وقد دفع شعب العراق ثمن ذلك الاحتلال الامريكي الثمن غالي بتضرر البنية التحتية نتيجة للحرب عليه وهو يعيش اليوم اوضاع صعبه ويعاني المواطن فيه في تلقي الخدمات الصحية والكهرباء وانقسامات عميقة بين المكونات السياسية العراقية فصدام لم يكن يشكل خطر علي العالم كما كانت تزعم تقارير المخابرات الامريكية عن امتلاك العراق للسلاح الكميائي وانما كان الهدف هو نهب ثروات العراق النفطية والعلمية والثقافية

وسوريا هي الاخري لم تكن افضل حال من رصيفاتها في الدول العربية الا انها كانت علي حذر من خبث سيناريوهات دول الغرب والولايات المتحدة فاتخذت من روسيا الند التقليدي للولايات المتحدة حليف لها وبالفعل سارعت روسيا في العام 2014 الي نجدة حليفائها بشار الاسد والذي لم يكتفي بالتحالف الروسي وانما سعي الي استغلال الورقة الدينية والاستعانة بالطائفة العلوية الشعية من كل انحاء العالم واثارة حمية الدين لحماية العتبات المقدسة للشيعة في سوريا فكانت ان تدفقت جموع المتطوعيين الشيعة من العراق ولبنان و عموم قارة اسيا وعناصر حزب الله اللبنانيين والحرس الثوري الايراني لتشكل ساتر بشري لحماية نظام بشار الاسد البعثي والذي عرف من اين تاكل الكتف فجعل من ذلك التحالف الغريب السوري الروسي الشيعي سد منيع لحماية نطامه وجعل كذلك المجتمع الدولي يقف بعيد متفرج ولم يعد احد يهتم بمعاناة الشعب السوري حيث لعبت المصالح الدولية والاقليمة دور فاعل في العبث بالثورة السورية والتي انحرفت بسبب تدخل بعض الدول المجاورة لسوريا

ودول الخليج هي الاخري بدات تشعر بخطر نوايا الولايات المتحدة وخاصة السعودية التي اعتمدت في العام 1990 علي قوات من نخبة مشاة البحرية الأمريكية في منع قوات صدام حسين من اجتياح منطقة الخفجي التي تقع شرق المملكة بالقرب من الكويت والتي ولو نجحت خطط العراق تلك لكانت قوات صدام حسين تحاصر مدينة الرياض
في الوقت الحالي لم تبدي الولايات المتحدة حماس كبير نحو المشاركة بقوات برية ضمن حرب السعودية في اليمن فكانت ان استعانت العربية السعودية بقوات مشاة من السودان لوقف هجمات الحوثيين الشيعة فالجيش السعودي غير متمكن في الحروب البرية عكس جماعة الحوثي والذين يعرفون حروب الجبال بشكل ممتاز وكان بامكان الولايات المتحدة سحق الحوثي ولكنها تريد استنزاف السعودية بشراءها الاسلحة الامريكية بمثل ماكان يحدث لها مع ايام صدام حسين الذي استبدل بالحوثي يتغير الخصم وتبقي السعودية هي المشتري الاول للسلاح الامريكي

تظل الولايات المتحدة هي بلد التناقض فهي من جانب تدعي حماية حقوق الانسان وتشجيع الحكم الديمقراطي وفي جانب آخر، تعمل علي تجويع الشعوب بحجة محاصرة الانظمة السياسة المتمردة عليها وهي ضد الفقراء في العالم ولا تريد لهم الخروج من دائرة الفقر فنجدها بواسطة البنك الدولي تفرض علي الحكومات التي تدور في فلكها اتباع سياسة رفع الدعم الحكومي عن السلع بحجة اصلاح الاقتصاد وتحارب الاشتراكية التي تسمح للجميع بتقاسم موارد اوطانهم وهنا نجد نقاط اتفاق بين الولايات المتحدة والجماعات الاسلامية المتطرفة فالاثنين ضد اشاعة المساوة وتطبيق الاشتراكية فسياسة السوق الحر تتيح للولايات المتحدة والاسلاميين المتطرفين امكانية الحد من طموح الفقراء في العيش الكريم ليكونوا تحت رحمة. تجار جشعين محسوبين علي الاثنين، وعقب سقوط الاتحاد السوفيتي ظهرت اخبار بان هدف الولايات المتحدة التالي هو محاربة الاسلاميين وهذا غير صحيح فالولايات المتحدة لن تجد افضل من الاسلاميين المتطرفين لتنفيذ اجندتها الاقتصادية وهي التي صنعت تنظيم القاعدة وتنظيم داعش فهي تصور حسب اعلامها بان كل من يكون خارج معسكر الغرب والولايات المتحدة او الإسلاميين المتطرفين هو شيوعي وهذا زعم باطل فهناك تيار سياسي اقتصادي رابع يرفض سياسة الغرب والإسلاميين المتطرفين حيث يطمع ذلك التيار في انهاء هيمنة ذلك التحالف الاقتصادي الغربي الامريكي الاسلامي والانتصار للفقراء والمساكين في العالم بتطبيق العدالة الاجتماعية الثورية

وحتي الصين الدولة القوية الشيوعية المتبقية في العالم لن تستمر علي النهج الاشتراكي طويلاً وذلك بسبب محاولات الولايات المتحدة تدميرها وخداعها بجعلها تسيطر علي الاقتصاد التجاري العالمي وهو بالفعل ماوقعت فيه الصين التي تعتقد انها بدون منافس تجاري عالمي وهي في سبيل الالتزام بالطلبيات التجارية لدول العالم ستفقد الجودة وحينها سوف تكون نهاية الصين كقوة اقتصادية عالمية و يفقد المستهلك العالمي الثقة في المنتج الصيني بالتالي سوف يتوقف الطلب عليها بالمقابل سوف تعود دول العالم علي الاقبال علي الانتاج التجاري الغربي الامريكي حينها لن تجد الصين نفسها كما هي اليوم كقوة اقتصادية بل سوف تفتك بها الامراض التي لن تتوقف من الانتشار مثل فيروس( السارس والكورونا) وذلك في اطار حرب باردة ثانية ضد الصين ولكنها هذه المرة حرب( جرثومية) مدمرة وبالنسبة لكوبا فان امرها قد انتهي مع رحيل الرجل القوي فيدل كاستروا

اذا تحدثنا عن ملف الولايات المتحدة و علاقتها مع حلفائها في افريقيا واسيا لن نجد الوقت الكافي لذلك نكتفي بذلك السرد وكما يقال العاقل من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ بنفسه

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
𝖺𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼𝗈𝗆

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *