بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (42) …زيارة وفد الكنيسة الكاثوليكية…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (42)
…زيارة وفد الكنيسة الكاثوليكية…
طلب وفد من الكنيسة الكاثوليكية السودانية زيارة للأمانة العامة للحوار وقد زار الحوار من قبل ولعدة مرات وفد من الكنيسة الأرثوذكسية في السودان..
حددنا لهم موعدا للزيارة.. وفي المواعيد المحددة أتى الوفد باعداد كبيرة ولبس متميز يختلف عن لبس القساوسة الأقباط.. ويختلف أكثر في لون سحنة الأعضاء..
كانوا كلهم يحملون اللون الاسمر الجميل لون أرض السمر.. كانوا في غاية التهذيب ويتكلم لديهم شخص واحد فقط حتى إذا أراد أحدهم التعليق يستأذن اولا من رئيس الوفد.. ابونا..
ويذكرونها تكاد تكون همسا.. بدأوا حديثهم اولا عن السلام وإنهاء الحروبات والدعوة إلى المحبة وايقاق منهج الكراهية وخطابها حتى في الاغاني وأكدوا وقوفهم مع الحوار ودعمه داخليا وخارجيا.. ثم بعدها بدأوا في عتاب جميل بأنهم لا تتم دعوتهم لكثير من المناسبات الوطنية ولا يزورهم المسؤولون كثيرا وهم سودانيون شحما ولحما ودما ولم يرفعوا صوتهم يوما على الوطن ولم يغادروه يوما وظلوا يتمرغون في ترابه ولم يرتكبوا يوما جرما ضده.. مسالمون حتى النخاع ويرفضون الحرب مهما كانت أسبابها ويرحبون بالحوار لذا اتو لتسجيل ذلك الموقف في دفتر الوطن.. عرفت أيضا أن البطريرك لهذه الكنيسة الكاثوليكية يتم تعيينه بواسطة بابا الفاتيكان شخصيا..
ويتم تعيينه بطريرك مسؤولا عن الكنائس الكاثوليكية في السودان ودولة جنوب السودان.. علمنا أيضا أن التقارير التي يكتبها هذا البطريرك هي التي يتم اعتمادها في الفاتيكان وبالتالي تعتمد لدى الحكومة الأمريكية والمجتمع الدولي.. أكد لي البطريرك بأنه تمت دعوته عدة مرات للفاتيكان ايام حرب الجنوب لسماع شهادته بأن الحرب ليست دينية…
وقدم شهادات صوتية ومكتوبة بأنهم يعيشون في السودان في تسامح ديني لا يوجد مثال له في كل دول العالم.. كان الرجل صديقا قريبا من رؤساء الحركات المسلحة التي لم تأتي إلى الآن للسلام…
وسأل سؤالا موجعا لم نملك الرد عليه.. لماذا لا يضاف إلى وفد المفاوضين لوفد الحكومة ليقرب وجهات النظر بين الأطراف.. ونسال مع الرجل أيضا وحتى الآن لماذا.. انتهت الزيارة ولكنها أنكأت جرحا غائرا وكنا نظنه مجرد خدش على سطح جلد الوطن…
أعطانا الرجل درسا بليغا… بأن الوطن يهتم بالأصوات العالية فقط ومنها صوت البندقية ولكن هناك أصواتا لا تحب الصراخ ولا الأصوات العالية فإنها تهمس فقط في أذن الوطن ولكنه لا يسمع همسها.. والهمس دائما يخاطب العقول وأحيانا يكون قويا يفجر براكين الغضب المسكوت عنه تادبا للوطن…
بروف هاشم على سالم