بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (40) …مجنون في مكتب الأمين العام…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (40)
…مجنون في مكتب الأمين العام…
كانت الوفود التي تأتي لزيارة مؤتمر الحوار السوداني من مكونات مختلفة وكان أكثرها وفودا أجنبية بعضها ينتمي إلى حكومات دولهم وأخرى تنتمي إلى منظمات عالمية مثل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات السلام والصحافة العالمية إضافة إلى المبعوثيين الأمريكيين الذين تعاقبوا على هذا المنصب..
أما سفراء الدول الأوربية والآسيوية والأفريقية والعربية فقد زاروا عن بكرة ابيهم الأمانة العامة للحوار.. سفراء أمريكا وبريطانيا وروسيا والصين كانوا يسجلون زيارات منتظمة للأمانة العامة مما يدل على اهتمام دولهم بهذا الحدث..
كانت اسالة الوفود الزائرة الأجنبية لها ثلاثة أجهزة تكاد تكون ثابتة فهم يسألون عن نسبة مشاركة المرأة في هذا الحوار وكنا نمدهم حتى بالأسماء المشاركة من النساء وكانت نسبة مشاركة المرأة في الحوار (35)٪..وكانوا يندهشون من هذه النسبة بل بعضهم كان يطلب الدخول للقاعات ليتأكد من هذه النسبة..
كانوا يسألون عن نسبة الشباب المشارك في الحوار وكنا جاهزين للأمر حتى بالأعمار وكانت نسبة الشباب المشارك في الحوار نسبة كبيرة بلغت (65)٪..
اما سؤالهم الثالث فكان عن الحريات المتاحة في لجان الحوار وهنا كنا ندعوهم نحن للدخول إلى القاعات ليتأكدوا بأنفسهم وكانوا يخرجون من القاعات مقتنعين تماما بالحريات المتاحة.. بل طلب الوفد الأمريكي بأن تذاع مداولات الحوار للمواطنين مباشرة عبر الإذاعة والتليفزيون.. كل رجالات الطرق الصوفية زاروا الحوار ورفعوا أياديهم بالتوفيق للمسعي الوطني الكبير.. أفراد كثر وقعوا على دفتر زيارات الحدث..
في احد الايام وكنا معتادين على الزوار أتى احد الاشخاص الي المكتب وكان مكتمل الأناقة ويحمل أوراقا كثيرة وطلب مقابلة الأمين العام.. دخل الرجل وجلس وبدأ يتكلم أن هناك نبأ عظيم يريد أن يطلعني عليه وان اسمح له بأن يعرض هذا النبأ في التلفزيون ووضع الأوراق أمامي وكلها مكتوب فيها نبأ عظيم.. سألناه عن طبيعة النبأ العظيم الذي لديه وكان يردد كلمات ثابته.. لا تختلف كثيرا عن الكلمات الأخيرة التي انتشرت هذه الأيام.. (كلك واري اللو)..
لم ندري مايعنيه نبأه العظيم الذي أراد أن يبلغنا به ومن الجلوس معه عرفنا انه لن يستطيع أن يقنعنا بما لديه وربما هناك خللا ما في تفكير الرجل.. اختفى الرجل فترة طويلة.. وفي يوم انعقاد الجمعية العمومية والذي سيخاطبه الرئيس وكلنا مشغول فيما يليه.. أتاني احدهم يبلغني بأن شخصا مهما يريد مقابلتي وهو لا يعرفه ذهبت معه وإذا بي أجد نفس شخص النبأ العظيم أمامي.. وقبل أن يتحدث معي بادرته..
والله انا ماناقصك اليوم.. وطلب أن يقابل الرئيس حتى ليبلغه بالنبأ العظيم.. طلبت أن يقنعوه بأنه ليس عضوا والاجتماع للأعضاء فقط لذا لم تتم دعوته وليأت في يوم آخر غير هذا اليوم..
وانتهى ذلك اليوم على خير.. ولم اعرف حتى هذه اللحظة ماهو النبأ العظيم الذي كان يريد ذلك الشخص أبلاغنا به.. تماما كما لا نعرف حتى الآن ماذا يعني ذلك الشخص في هذه الأيام.. بكلك وأرى اللو…
بروف هاشم على سالم