علي يوسف تبيدي يكتب … ذكرى الهجرة النبوية الشريفة مانحتاجه اليوم
ذكرى الهجرة النبوية الشريفة مانحتاجه اليوم
بقلم :على يوسف تبيدي
أن الهجرة كانت منطلقا لخير أمة أخرجت للناس ، يقودهم خير إنسان وخير نبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فالخلفاء من بعده ، يقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
أن النبي صلى الله عليه وسلم استطاع بناء أمة وحضارة لم تكن العرب تعرفها قبل بعثته عليه السلام ، فبعد أن كانت قبائل متناحرة يغزوا بعضها بعضا ، حاول الرسول الكريم ، بعد بعثته أن يصلح أمورهم ويجمع كلمتهم ويوحد شملهم ، فبعدما وجد أن أرض مكة غير صالحة بعد لزرع بذور الإيمان ، حينها أذن الله تعالى لنبيه وصحابته بالهجرة والخروج من ديارهم بحثا عن التربة الصالحة ، رغم أنها كانت أحب بقاع الأرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن شاءت حكمة الله تعالى أن تكون المدينة المنورة هي الأرض الخصبة لبناء الإيمان والإنسان ، وفتح القلوب والعقول ، وبناء هوية الأمة الإسلامية وحضارتها.
أن دور الأنصار وما جبلت عليه أخلاقهم من حب الخير ، والسعي إلى نصرة حبيبهم ورسولهم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ومن معه من المسلمين ، يظهر حقيقة التكافل والمودة والمحبة التي تخلقوا بها نتيجة الإيمان الذي غمر قلوبهم ، تجاه إخوانهم المهاجرين الذين تركوا متاعهم وأموالهم فرارا بدينهم ، ونشدد على أن المجتمع الآن بأمس الحاجة إلى إظهار مثل هذه الأخلاق للتعبير عن التكافل والتعاطف.