مني ابوالعزائم – حكومة حمدوك تناقض نفسها.. تذبح حرية الراي والتعبير وتغازل المجتمع الدولي بالحريات
الخرطوم اثير نيوز
تقرير
اتخذت الحكومة موقفا اثار العديد من ردود الافعال الغاضبة خلال مسيرات 30 يونيو الماضية عندما حجبت عدد من المواقع والصفحات الالكترونية ، فى خطوة تعتبر انقضاضا علي حرية التعبير والنشر ومخالفة صريحة للمواثيق الدولية والاقليمية ، وبل تعتبر إنقلابا علي ثورة ديسمبر ” حرية سلام وعدالة” ومن المؤسف ان هذه الثورة جاءت بالحكومة التي تم علي يديها هذه الخطوة الغريبة وبل تم إعتقال عدد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحداث
ورغم الاحتجاجات المستمرة من الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني الا ان الحكومة لم تقدم تبريرا واضحا عن فحوى هذه الخطوة ، ومالآت الحريات العامة في ظل سياسة التعتيم والقضاء علي الحريات الاساسية ومنها حرية التعبير والتظاهر .
ويشير الدكتور سليمان الطيب الخبير الاعلامي الي ان الحكومة مارست اسوأ انواع القمع الفكري تجاه الصحافة الالكترونية وعدد كبير من المنصات الاعلامية مخالفة المواثيق الدولية ويمثل موقفا يدعو للدهشة في ظل حكومة جاءت بها ثورة تبحث عن الحرية والعدالة والمساواة ويشير الطيب إلى أن حمدوك ، في حديثه في مؤتمر باريس ، أدلى بتصريحات صاخبة مفادها أن السودان يسير على طريق التنمية الديمقراطية وأن مبادئ الحرية هي أساس وجود الدولة.
ولكن الواقع اليوم يضيف ابعادا جديدة خشية من فقدان السيطرة ، تمنع الحكومة المواقع غير الخاضعة للرقابة وفيما يلجأ عدد من الوزراء الي محاولة ابراز الاخبار الجيدة وحجب ومنع الاخبار السيئة وهذه من اسوأ انواع الدكتوتوريات التي تحاول فرض نفسها علي الواقع ، وفي ذات الوقت يظهر دكتور حمدوك في المحافل الدولية تعابير تنسجم مع المواثيق الدولية وتتنافي في الواقع مع الحريات العامة وهذا اشبه بسياسة النظام السابق
ويبدي رئيس تحرير صحيفة “السوداني” عطاف محمد مختار في تصريحات صحفية دهشته حيال الصمت الرسمي، بعد أن طال الحجب موقع صحيفته ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أنه استفسر كل الجهات المسؤولة في الدولة، وأن الجميع تبرأ من التورط في أمر الحجب.
وقال مختار “الكل يلزم الصمت، والكل يدعي عدم المعرفة. لا نكذبهم لكن ننتظر الإفادة لنعرف من الذي يقوم بمهام جهاز الأمن السابق، وما الجهة التي تحرك الأشياء في الظلام؟”
وبعد وعيد أطلقه أمس الأول الأربعاء صلاح مناع عضو لجنة التفكيك إزالة التمكين ومحاربة الفساد (لجنة تعمل على مصادرة أصول وممتلكات من رموز النظام السابق) بأن المحاسبة ستطول قناة تلفزيونية -لم يسمها- قال إنها تعمل على تأجيج الرأي العام ونشر الأكاذيب، ولها صلات بحزب المؤتمر الوطني المحلول فإن الإرهاصات جميعها ذهبت في اتجاه ضلوع اللجنة في حجب هذه المواقع.
لكن عطاف مختار أكد أن مسؤولين في لجنة التفكيك وإزالة التمكين أبلغوه بعدم التورط في هذا القرار، وأنه لا علاقة لهم بالأمر، كما أشار إلى كلا من وزير الإعلام ومستشار رئيس الوزراء، وكذلك وزير الاتصالات نفوا إصدارهم توجيهات بحجب مواقع إلكترونية أو حسابات شخصية.
ويلفت رئيس تحرير صحيفة “السوداني” إلى أن ما حاق بالإعلام الإلكتروني جاء بعد نحو 48 ساعة من تصريحات رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي التقى عددا من رؤساء تحرير الصحف منتصف الأسبوع، وقال فيها إن “عدم وجود إعلام حر من شأنه ضعضعة الفترة الانتقالية، وهو أمر ضد التحول الديمقراطي”.
ويردف عطا بالقول “نحن نريد أن نعرف من الذي يريد أن يهز الفترة الانتقالية بهذه الممارسات، نريده أن يملك الشجاعة ويخرج إلى النور ليقول أنا الفاعل