د.مبارك الكودة يكتب- الثورة الفرنسية أكملت مسارها بالمقصلة وليس بالتعديلات الوزارية !!
د.مبارك الكودة سيكتب- الثورة الفرنسية أكملت مسارها بالمقصلة وليس بالتعديلات الوزارية !!
خاطبناالأخ رئيس مجلس الوزراء مُقَدِماً مبادرته والتي ذكر من ضمن استحقاقاتها إمهال الشركاء المتشاكسون شهراً ليقدموا ترشيحاتهم لعضوية المجلس التشريعي ، وأذكر أنه أستدرك أثناء حديثه قائلاً : شهر ذاتو كثير أسبوع وآحد كفاية جداً !! واخشي – وربنا يكضب الشينة – أن يكتمل الأسبوع الثاني بعد أن أكتمل الأول والثالث والرابع والسودان بلا مجلس تشريعي و بلا وزير للتربية والتعليم بسبب المحاصصات الحزبية والشخصية !! فهل هذه هي ثورتكم التي من أجلها قُدمتم الأرواح أيها الشعب السوداني ٠
قدموا لي سبباً واحداً يا من تسبحون بحمد هذه الطقمة الحاكمة يدل علي أنهم مؤتمنين علينا !! بالطبع هنالك سبباً لا يتورعون في ذكره ولا يخجلون في أن يعلقوا شماعة خيبتهم عليه ، وسئمنا من تكرار سماعه ( الفلول هم من وراء ذلك وهم الذين يضعون العراقيل أمام هذه الثورة العظيمة ) فهل يُعقل أن الفلول هم العائق أمام قيام المجلس التشريعي وتعيين وزيراً للتربية والتعليم !! أضربوا الفلول الذين سرقوا وقتلوا وأعدموهم بالقانون والحكم المبين لتستمر الثورة ، وعندها سأكون أول من يهتف يحيا العدل !! هل سمعتم مواطناً وآحداً إنتقد حكم الإعدام في قتلة الشهيد أحمد الخير ؟ وقد تأخر التنفيذ وسيتأخر أكثر لعدم وجود منصات التقاضي والاستئناف التي يخافها النظام !! أين المحكمة الدستورية أخي حمدوك فإنها لا تقل اهميةً من المجلس التشريعي !! اختشوا أيها الأخوة الكرام والذين كنا نعول عليكم كثيراً احرجتونا وطممتوا بطنا !! .
حكومة عاجزة من أن تُعَيّن لها مجلسًا تشريعياً ووزيراً مؤهلاً للتربية والتعليم يدير الشأن الأساسي لعملية البناء الوطني ويتجاوز بنا أخطاء الموظفين المخجلة في إدارة ملف امتحانات الشهادة !! هل بإمكانها أن تستفيد مما إتاحته الثورة من مناخٍ عفو من تواصل سياسي واقتصادي مع العالم الخارجي !! حكومة لم تفلح في استغلال فرصها الداخلية وتدير حواراً وطنياً مع معارضيها وتستفيد من الذين انحازوا للثورة خاصة شباب الإسلاميين الذين كانوا حضوراً في إعتصام القيادة العامة وقدموا الأستاذ أحمد الخير شهيداً في ولاية كسلا!! فهل يمكنها أن تستفيد مما أتيح لها خارجياً من فرص للاستثمار !! وهل يظن هولاء أن مستثمراً اجنبياً شركات كانت أو رجال أعمال يمكن أن يستثمروا في هذا المناخ المضطرب ، وفي ظل شرطة متمرده وَمُحْبَطَة وسرقة ونهب وقتل علي مقربة من القصر الجمهوري !! هل يمكن أن نتوقع مستثمراً أجنبياً بيننا بمعداته ليستثمر في شرق السودان محل ( ترك مرق) وسيناريو قفل العقبة ، أو في ذات المكان الذي رحل منه الراجحي في شمال السودان ؟ أو في غرب دارفور في الأرض التي لازالت دماؤها لم تجف بسسب الاقتتال حولها !! يا برهان ويا حمدوك تسوية الصف من تمام كل شيء ، فبلا صف مستوٍ وبلا أمن لن يكون هنالك إستقرار ولا أستثمار ٠
يبدو لي أن الإخوة العسكريين والمدنيين الذين يديروننا يفكرون من داخل صندوق فيه ملف خاص جداً مكتوب عليه سري للغاية حبس هذه الملف الثورة من أن تنطلق !!! انا شخصيًا ما عندي معلومة وإن بعض الظن أثم وعموماً نحن الآن بلا ثورة وبلا حكومة ٠
يحدثني أخ صديق بعد كل مقال من مقالاتي التي يراها قاسية علي الحكومة والساسة بأن أي ثورة لها عقبات وستتجاوزها كما حدث للثورة الفرنسية التي صححت مسارها بعد عشرات السنين وأجد نفسي متفقاً معه تماماً ومضيفاً له أن التصحيح الذي التزمته الثورة الفرنسية هو تجديد قيادات الثورة بالمقاصل والاعدام وليس بالإعفاء والتعيين في مكان آخر مثل الذي نرآه الآن ، فإن شيئتم ذلك فاتبعوا سبيل الثورات الحتمي في تصحيح المسار ولا لتحريف الكلم عن مواضعه ولا للتجارة باسم القيم من أجل دنيا تصيبونها وقوموا الي ثورتكم أيها الشباب يرحمكم الله فالثورة لازالت تعيش ٠
مبارك الكوده
٢٩ / يونيو / ٢٠٢١