دمج الجيوش .. قلق محلي ودولي
الخرطوم اثير نيوز
تقرير الظريف
أثار رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس قضية دمج الجيوش في جيش موحد مرة أخرى ليشغل الساحة من جديد بموضوع شديد الحساسية.
وأقر بيريتس خلال مؤتمر صحفي بوجود تحديات حقيقية تواجه الانتقال في السودان ووصفه بالمعيق لتقدم البلد، وعبرعن قلقه إزاء التأخير في تنفيذ اتفاق سلام جوبا خاصة مسألة الترتيبات الأمنية.
وأبان بيرتس بأن هناك من يشير لتأخر تنفيذ بند الترتيبات الأمنية لنقص في الموارد بينما يشير آخرون لنقص الإرادة السياسية. وإعتبر بيرتس أن وجود عدة جيوش في دولة واحدة يمثل تهديداً لإستقرار البلد، ونادى بضرورة إيجاد خريطة طريق لبناء جيش واحد تحت مظلة الدستور.
بند الترتيبات الأمنية:
يختصّ بند الترتيبات الأمنية بدمج وتسريح قوات الحركات المسلحة. حيث نصت اتفاقية جوبا لسلام السودان على أن يتم الشروع في الخطوة، خلال 90 يوماً من توقيع الاتفاق الذي تم توقيعه في 3 أكتوبرمن العام الماضي. وتنتظر قوات نحو 5 فصائل عسكرية موقعة على اتفاق السلام، أبرزها جيش تحرير السودان قيادة مني اركو مناوي، والشعبية بزعامة مالك عقار، والعدل والمساواة، دمج قواتها في الجيش السوداني إنفاذاً لإتفاقية جوبا.
تأخير وتململ:
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على توقيع الإتفاق بدأت مجموعة من الحركات في التململ من التأخير. وظهر بيان مشترك لقادة الأجنحة العسكرية للحركات حوى كثيراً من الإتهامات الموجهة للحكومة، ولا سيما المماطلة في تكوين الآليات، والمراوغة في تشكيل القوة المشتركة لحفظ الأمن والدعم اللوجستي، وعدم اتخاذ خطوات جادة لإصلاح الأجهزة الأمنية على المستويات كافة. وحمل البيان الطرف الحكومي المسؤولية، متهماً إياه، بكسب الوقت، وصناعة حركات أخرى جديدة، بغرض تعقيد المشهد العسكري وتخريب عملية السلام، ومحذراً من أن الأسلوب المتبع من قبل الحكومة، من شأنه إعادة البلاد إلى مربع الحرب مرة أخرى. وأشار البيان أيضاً إلى أن تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية يحتاج إلى قرارات من رئيس مجلس السيادة بإشراك قادة الكفاح المسلح في إدارة الأجهزة الأمنية على المستويين السياسي والتنفيذي في أعلى المستويات، بتعيين وزراء دولة في وزارتي الدفاع والداخلية، وتمثيل عادل في هيئة قيادة الأركان المشتركة، وقيادة هيئة الشرطة، وقيادة الأمن والمخابرات والدعم السريع، كخطوة أولى في مسيرة إصلاح الأجهزة الأمنية، علاوة على تشكيل اللجنة الأمنية العليا المشتركة لتقوم بمهامها لتنفيذ الترتيبات الأمنية.
الجيش يتبرأ من التأخير:
وكانت القوات المسلحة قالت في بيان صحفي، صادر عن الإعلام العسكري، إن تأخر تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وراءه عدم توفير التمويل.
وأكد البيان حرص الاستخبارات على وحدة الحركات الموقعة على الاتفاقية، ونفي ضلوعها في شق هذه الحركات أو إنشاء أخرى، وذلك لما هو معلوم بالضرورة من تداعيات سلبية خطيرة على الأمن القومي والعسكري الناتج عن هذا التكاثر. وأضاف البيان أن لا مصلحة للقوات المسلحة واستخباراتها في تشظي شركاء السلام وتأخير اندماجها في جيش البلاد، بل هو أكثر المؤسسات رغبة في تنفيذ هذا الملف لمردوده الإيجابي على سير العملية السلمية.
وتابع البيان: (يعلم الجميع أن تأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية يعود لأسباب لا علاقة لها بالقوات المسلحة بها وأهمها عدم توفر التمويل).
أمريكا على الخط:
وأفادت الأنباء خلال الأيام الماضية عن وصول وفد أمريكي قريباً للخرطوم يحمل معه حوالي 500 مليون دولار للإشراف على دمج الجيوش في محاولة لإزاحة أكبر عقبة تعترض مسيرة تنفيذ بنود اتفاق جوبا لسلام السودان الذي تعتبر أمريكا أحد الشهود والضامنين لتوقيعه وتنفيذه على أرض الواقع.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن اتفاقية جوبا لسلام السودان التي قاد مفاوضاتها بحنكة ودراية كبيرة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو لم تترك شاردة ولا واردة إلا أحصتها ووضعت لها الحلول الناجعة. وتبقى العقبة في التنفيذ الذي تأخر بصورة يمكن أن تشعل الحرائق هنا وهناك. لذلك يجب الإسراع في الإيفاء بكل الإلتزامات قبل فوات الأوان.