السودان..تقارب بين الحكومة والحركة الشعبية وجولة قادمة
قال توت قلواك مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس فريق الوساطة الجنوبية في مفاوضات السلام السودانية، إن وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، توصلا لتفاهمات كبيرة حول 15 من 19 نقطة، كان يجري التفاوض حولها.
وأوضح أن الوساطة ستقوم بإجراء اتصالات بين وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال، لتقريب وجهات النظر، وذلك لتهيئة الظروف لانطلاق جولة التفاوض القادمة.
ومن جانبه، قال عمار آمون السكرتير العام للحركة الشعبية شمال، إن الإرادة والعزيمة التي توفرت لطرفي التفاوض نحو السلام، مكنت الجانبين من الوصول لتفاهمات كبيرة بشأن القضايا الخلافية، مبينا أن الطرفين اتفقا على 80 في المئة من مسودة الاتفاق الإطاري.
وبيّن أن “أزمة مرت عليها 65 سنة تتطلب وقتا لحلها، لأن حلها يكمن في معالجة جذور الأزمة التاريخية”.
انطلقت نهاية الشهر الماضي المفاوضات بين الحكومة وحركة الحلو ذات الثقل الكبير في جنوب كردفان والنيل الأزرق والتي انسحبت العام الماضي من مفاوضات السلام بين الحركات المسلحة والحكومة.
وفي العام الماضي وقعت الحركة اتفاق مبادئ من 6 بنود نص على فصل الدين عن الدولة، وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية.
كما نص الاتفاق على تشكيل جيش قومي مهني واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية موحدة جديدة، يلتزم بحماية الأمن الوطني وفقا للدستور، على أن تعكس المؤسسات الأمنية التنوع والتعدد السوداني.
وبعد مفاوضات استمرت عدة أشهر في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، وقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام في أكتوبر الماضي مع عدد من الحركات المسلحة، لكنه لم يشمل حركتين رئيسيتين هما حركة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور ذات الوجود الواسع في دارفور والتي لم تنضم للمفاوضات حتى الآن.
ويأمل مراقبون أن يؤدي اتفاق سلام شامل إلى نهاية حقيقية للحرب الأهلية في السودان التي استمرت أكثر من 6 عقود، وذهب ضحيتها نحو 4 ملايين بين قتيل ونازح.