مراجعات ودالمأذون.. انفعال ام فاعلية؟
محمد أحمد ود المأذون
سقطت حكومة الإنقاذ.. وعليه يكون قد سقط حزب المؤتمر الوطني… وهو الذي كونه الإسلاميون من غير غربال فقد كان به من الحشو والحشف ماصك أسنان الحكومه من بعد.
وربما فرح كثير من الإسلاميين أهل الفكرة بسقوط المؤتمر الوطني وهو الذي كان يرفع المصاحف ليحول بينهم وبين قتال الحكومة ومناجزتها التي اتوا بها ولم تمثل طرحهم ومشروعهم كما ينبغي، ولكن أعقب السقوط مالم يتحسبون له، فقد تسارعت خطي التغيير الذي دعمه جناح من داخل المؤتمر الوطني نفسه ليصبح الصراع الان؛ صراع ثقافي استئصالي،والقادمون الجدد يعرفون أن معركتهم ليست مع المؤتمر الوطني فهو حزب حكومة تشتت بزوالها، مثله مثل الاتحاد الاشتراكى، ولكن معركتهم مع الإسلاميين أهل المشروع.
ولأن قيادة المؤتمر الوطني كانت من قيادات الإسلاميين فقد كسرت أجنحة الإسلاميين الفاعلين لتسهل لهم قيادة الكادر الجديد فالمؤثرين في الحركة الإسلامية فكرا وتنظيما هضمهم إخوانهم السابقون.
حدثت الثورة ولم يكن التنظيم عند الإسلاميين على مستوى الأحداث فسجلوا غيابا فكانوا منفعلين أكثر مما انهم فاعلين، كان اليسار يطالب باطالة الفتره الانتقالية للاستفادة من امتياز السلطة ومالها واموالها لاستئصال شأفة عدوه “الإسلاميين” فأهمل الدولة التي جلس على كراسيها من غير رؤية، وكان العامل المشترك لجمع شتاتهم هو عداء حكومة الإنقاذ فبعد سقوطها أسقط في يدهم، فقضية الشعب رغيف ووقود وتعليم وصحة واقتصاد لاتزال مؤجلة، والشركاء ينظرون لبعضهم في ريبة وحذر.. الكل يريد أن يقوى حزبه بالمال وسكرته، فمزقوا الدولة شر ممزق وصارت الموارد غنائم..
ولكن الأخطر أن هذه الكتائب تحمل السلاح، إن لم تجد ماتقاتله فستتقاتل فيما بينها..
وهنا نتساءل، هل ينتظر الإسلاميون، لمواجهة المنتصر الأخير ام يظلوا يشاهدون من المقاعد الخلفية ؟؟؟.