بشارة جمعة أرور: أيهما نحتاج في هذه المرحلة؟!
الخرطوم: أثير نيوز
التسامح من صفات الواثقين كما يشكل مصدر قوة بتجاوز الإساءة و يصبح المسامح كريم لأنه يحس بلذة العفو ، وبذلك يرتقي إلى مراتب الإباء والشموخ، أَمَّا الإنتقام تتجلى عبقريته في تنفيذ أقبح أنواع التشفي فيشعر منفذه بحلاوته توهماً قبل وقوعه، ولكنه سُرعانَ ما يشعر بمرارته بعد تنفيذه…! فالإنتقام قد يشفي الغليل و لكنه لا يخلق مشاعر إيجابية، بينما التسامح يخلق التصافي للنفوس والتصالح فيتحقق بذلك التسامي فوق المرارت و الجراح فيتحقق بذلك التعايش السلمي في نهاية المطاف.
إذاً أيهما نحتاج التسامح أَمَّا الإنتقام في هذه المرحلة؟!
أوليس من العقلانية أن نجري نقاش موضوعي و حوار جاد لنجتاز به العقبات و التعقيدات في هذه الفترة الإنتقالية بطريقة سلسة حتى لا يتحول الأمر رُويداً رُويداً إلى صراع متبادل من أجل فرض مصلحة فئة ضد أخرى… و هذه المسألة كانت ومازالت تحددها صراع الفئات والقوى والمصالح المتعددة في المجتمع. و اليوم هنالك مشاعر قوية للإنتقام بين الفرقاء في الفكر والخُصَماءُ في السياسة( القوى التقليدية) التي ما فتئت تسعى جاهدة للنيل من الطرف الآخر ولو بتصيد الأخطاء و الثغرات و إن كانت هفوات غير مؤثرة…