46% من اصابات الملاريا في شرق المتوسط في السودان

تقرير: “سمية عبد النبي”

على الرغم من حصول  السودان على (362,9) مليون دولار لمكافحة الملاريا لثلاث سنوات، من قبل صندوق الدعم العالمي لمكافحة امراض الملاريا والدرن والايدز، الا ان نسبة حالات الملاريا بالسودان تشكل (46%) من جملة الحالات في اقليم شرق المتوسط، وان جملة الاصابات بلغت اكثر من 3 ملايين حالة، وهناك 1,825 حالة وفاة عام 2019.

في إطار تقوية دعائم الشراكة وإستناداً على مبدأ الشراكة العالمية لدحر الملاريا من أجل القضاء على المرض، يتم الاحتفال باليوم العالمي للملاريا سنويًا في 25 أبريل، لجذب الانتباه العالمي، الاقليمى والقطري إلى الجهود المبذولة  لوضع حد للملاريا.

ويعد اليوم العالمي للملاريا مناسبة لإبراز الحاجة إلى إستمرار الإستثمار والإلتزام السياسي المستمر للوقاية من الملاريا ومكافحتها، وكذلك تقليل الآثار الوخيمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الإصابة بالمرض على كل المستويات.

تحت شعار:(احمي نفسك للقضاء على الملاريا)، احتفل البرنامج القومي لمكافحة الملاريا بإدارة مكافحة الأمراض بوزارة الصحة الاتحادية بهذا اليوم بدار اتحاد الأطباء تجديداً للمواثيق، وتأكيداً لإلتزامات الشركاء وأصحاب المصلحة ،وذلك في الفترة من 25 أبريل إلى يوليو للعام 2021م، ويتضمن الإحتفال سلسلة من البرامج والأنشطة للتوعية المجتمعية، مؤتمر الملاريا القومي الجامع لمنسقي مكافحة الملاريا بالولايات وشركاء البرنامج، تكثيف أنشطة وتدخلات مكافحة الملاريا وغيرها من البرامج المصاحبة للإحتفال .

وحسب التقرير العالمي للملاريا للعام  2020 تقدر منظمة الصحة العالمية عدد الإصابات بالملاريا بحوالي  22 مليون حالة و409,000 وفاة  مسجلة  في 87 بلدا موبؤة بالملاريا، كذلك اظهر التقرير ان نسبة حالات الملاريا في السودان تشكل 46% من جملة الحالات في إقليم شرق المتوسط.

وحسب تقرير نظام المعلومات الصحية بالوزارة بلغت جملة الإصابات بالملاريا 3,272,922 حالة و1,825 حالة وفاة في العام 2019 مقارنة بأكثر من 3.5 مليون حالة اصابة  و3,129 وفاة في العام 2018.

 والجدير بالذكر أن كل سكان السودان معرضون لخطر الإصابة بالملاريا ،وفي العام السابق تعرضت معظم ولايات السودان لوباء الملاريا نتيجة للظروف المناخية (الفيضانات)، وبعض العقبات في تنفيذ التدخلات اللازمة لدحر الملاريا بجانب جائحة كوفيد 19 التي تسببت في انقطاع خدمات الملاريا  ل 4 شهور.

ودعا دكتور عمر النجيب وزير الصحة الاتحادي -للعمل سويا لجعل السودان خالياً من الملاريا في 3 سنوات في ظل توفر الكوادر والخبرات والخطط، منوها إلى العواقب  الصحية والاجتماعية والاقتصادية للمرض التي يسببها.

وأعلن النجيب خلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة اليوم العالمي للملاريا  الذي يصادف 25 أبريل بدار إتحاد الأطباء،  الالتزام السياسي للحكومة بتنفيذ الخطة الاستراتيجية القومية لمكافحة الملاريا 2021-2025م، عبر توفير المكون المحلي وتحريك الموارد المتوقعة من الشركاء، معتبراً الرعاية الصحية الأساسية (عظم الظهر) للبرنامج الصحي، وأن مكافحة الملاريا إحدى الأولويات.

وقال النجيب إن من أبرز التحديات التي تواجه برنامج دحر الملاريا ،وصول الإمداد والعلاج المجاني بطريقة مستمرة لأكثر من 6 ألاف وحدة صحية بكل البلاد.

ووصف ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان د.نعمة عابد، الملاريا بالمرض القاتل والخطير، وأضاف “يمكن الوقاية منها والعلاج”، ونوه لدور المواطن الكبير في العلاج والحماية بإستخدام الناموسيات، وتغيير السلوك والإهتمام بالبيئة ومنع تجمع المياه.

وأكد عابد أن 11 دولة تم إعلانها من قبل الصحة العالمية خالية من الملاريا، مؤكداً التزام المنظمة بدعم المكافحة بالسودان.

واكد د.عبدالله حمد السيد منسق برنامج مكافحة الملاريا – في مجال استراتيجية التشخيص والعلاج فقد تم توفير حوالي 7 ملايين جرعة من خط العلاج الأول والثاني للملاريا بتكلفة بلغت حوالي 4.5 مليون دولار، كذلك تم توفير 356,551 جرعة من علاج الملاريا الوخيمة بتكلفة بلغت حوالي 4.8 مليون دولار.

وفي مجال التشخيص تم توفير 6,131,275 شريط للفحص السريع للملاريا بتكلفة بلغت3.5 مليون دولار.

كما تم تدريب عدد مقدر من الكوادر المعالجة بشراكة مع القطاع الخاص، التأمين الصحي وصندوق الدعم العالمي وبدعم مقدر من وزارة الصحة الاتحادية تم توفير اكثر من 1.5 مليون جرعة من خط العلاج الأول لتلافي خطر انقطاع العلاج المجاني للملاريا، كما تم التدريب الالكتروني على تشخيص الملاريا لحوالي 125 كادر بكل الولايات.

د.مصطفى ابوبكر مدير مكافحة الناقل بوزارة الصحة الاتحادية قال:” فيما يلي استراتيجية المكافحة المتكاملة لنواقل الامراض فقد تم توزيع اكثر من 4.6 مليون ناموسية مشبعة وتغطية 8.3 مليون من السكان في 12 ولاية مستهدفة بالناموسيات المشبعة بتكلفة بلغت حوالي 16.7مليون دولار بدعم من  صندوق الدعم العالمي Global Fund

وتم تغطية 15 محلية في ولايتي الجزيرة وسنار بحملة الرش بالمبيد ذو الأثر المتبقي بتكلفة بلغت حوالي 6.3 مليون دولار، ومواصلة أنشطة المسح الحشري للملاريا ونواقل الامراض”.

وأضاف مصطفى “أن الملاريا تظل تحد كبير في ظل عدم وجود لقاح، وحتى الآن تظل استراتيجية مكافحة الناقل هي الاستراتيجية الناجعة في مكافحة الملاريا”، منوها الى مشكلة عدم استخدام الناموسيات .وأضاف انها لم تصل إلى كل الولايات واستهدفت 12 ولاية فقط والخرطوم ليست ضمنها، وكشف عن تراخ في برنامج الملاريا منذ 2014، إضافة جائحة كورونا تسببت في انقطاع  خدمات الملاريا ل 4 شهور.

ولفت الى حدوث اوبئة في 17 ولاية ما عدا ولاية البحر الأحمر، وأضاف “الآن  تعاني ولاية البحر الأحمر من الباعوض الاسيوي عابر  الحدود، وهو نوع جديد وغير مرصود، وأشار إلى وجود خطة للقضاء على الملاريا في أكثر من 106 مدينة.

من جانبها كشفت د.داليا ادريس مدير الادارة العامة للرعاية الصحية الاساسية عن عدم الالتزام بموجهات البرتوكول القومي لمكافحة الملاريا، مشيرة الى ان شريحة واسعة من المواطنين يتناولون علاج الملاريا حتى في حال عدم ثبوت المرض عبر الفحص المعملى، ونوهت الى ان بعض الكوادر المعالجة ما زالت توصي بحقن الارتميزر على الرغم موجهات الصحة العالمية وقرار وزارة الصحة الاتحادية والجهات ذات الصلة.

وأشارت إلى تدني استخدام الناموسيات المشبعة البالغة 37٪ على الرغم ان التغطية شملت 98٪، مما يبطئ جهود استئصال المرض، داعية المواطنين خاصة الاطفال الاقل من 5 سنوات والنساء الحوامل طوال العام وليس في أوقات الخريف فقط.

وطالب د.حمدان مصطفى حمدان مدير الإدارة العامة لمكافحة الأمراض بالوزارة بأن تظل الملاريا في كل السياسات الحكومية، مشددا على توفير المكون المحلي لمقابل الدعم العالمي، وأضاف “لابد من تغطية شاملة بالعلاج وبناء برنامج مكافحة الملاريا على مستوى الولايات والمحليات من اجل تنسيق الجهود وتحريك الموارد للقضاء على الملاريا في السودان.

وأوضح انه لمكافحة الناقل لابد من دراسة سلوك المرض نتيجة للتغير المناخي ، فالسودان به مسطحات مائية كثيرة بجانب المعمار مما يؤدي لتوالد الباعوض، اضافة للمشاريع الزراعية الكبرى، مشيرا إلى ان الخرطوم أصبحت مستنقع مائي من كثرة المزارع والمشاريع الزراعية ،ولابد من الوقوف على آثار تلك المشاريع، وطالب بإعادة المعمل الحشري بالجزيرة وسنار ودراسة الباعوض وقال:”هناك حاجة إلى مسح مؤشرات الملاريا، حيث انه منذ 2014 وحتى الآن برنامج المكافحة غير موجود، لذلك لابد من إعادة برنامج مكافحة الملاريا وان دمج البرامج في ادارة واحدة أضر بالملاريا، كما ان هناك قوانين متقاطعة

فيما تقدر ميزانية الاستراتيجية القومية للملاريا للثلاثة سنوات القادمة للعام 2012-2023 بحوالي 632.9 مليون دولار بدعم من صندوق الدعم العالمي لمكافحة امراض الايدز والدرن والملاريا ،كما تم توفير منحة قدرها 91 مليون دولار لدعم استراتيجية الملاريا للأعوام 2021 الى 2023, عبر هذه المنحة بالإضافة الى المكون المحلي ودعم الشركاء في المنظمات والقطاعين العام والخاص، كما تقوم وزارة الصحة بتوفير علاج الملاريا المجاني لكل الولايات (اشرطة الفحص السريع للملاريا-توفير الناموسيات المشبعة مجانا لعدد 12 ولاية-الرش بالمبيد ذو الاثر المتبقي في الجزيرة وسنار) اضافة إلى مواصلة الجهود فيما يلي تدريب الكوادر المعالجة وبناء القدرات وتقوية الإشراف ونظام المعلومات والرصد المرضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *