إلي جهة الإختصاص Nemir2020@gmail.com عُمر نِمـــــــــر يكتب رمضان في الثغور …!!

_______________
> يحل علينا رمضان الثاني بعد الأول الذي دارت الحرب في اواخره والسودان ما زال في قلب معركة الكرامة حيث تدور رحى الحرب بين من يريدون استعباد الوطن ومن يقاتلون ليبقى حراً في الصقور كما في كل بقعة يقف فيها الأحرار يحلّ الشهر الكريم ليس كما يعرفه بقية المسلمين بل برائحة البارود وصوت المدافع بين صيام تحت القصف وإفطار على وقع الانفجارات.
> رمضان في ميادين القتال ليس مجرد موسم للعبادة بل هو مدرسة للصبر والثبات عندما يحين وقت الفطور، لا تجد موائد فاخرة ولا أطباق مزينة بل تمرات يقتسمها المقاتلون وجرعات ماء يوزعونها بين بعضهم قبل أن يعودوا إلى خطوط القتال السحور في الخنادق، بين تجهيز العتاد وتلاوة القرآن حيث لا فرق بين الصلاة والاستعداد للمعركة فكلاهما جهاد في سبيل الحق.
> على جبهات القتال لا يغيب صوت التكبير مع أذان المغرب يرفعه رجال صاموا نهارهم في مواجهة الموت ويفطرون ليلاً على أمل النصر. هناك، كل ليلة قدر وكل يوم هو يوم بدر جديد حيث تقابل القلة المستضعفة مليشيا التمرد بنفس الروح التي واجه بها المسلمون الأوائل أعداءهم.
> يأتي رمضان ليكشف الفرق بين من يصوم لله ومن يصوم للنفاق، بين من يرفع المصاحف بيد، ويحمل السلاح بيد أخرى دفاعاً عن الأرض والعرض وبين من يبيع الدين والوطن في سوق المصالح والمكاسب السياسية .
> وكما هو الحال في كل حرب يستغل الطغاة الشهر الفضيل لمزيد من التضليل تجدهم يتحدثون عن الصيام وهم يقتلون الصائمين، يدّعون الإيمان وهم يحاصرون المساجد يرفعون شعارات الرحمة وهم يمارسون أبشع أنواع القتل والتشريد.
> لكن رمضان ليس شهراً للخداع بل هو اختبار للقلوب وفي هذه الحرب لم يعد هناك مكان للحياد. إما أن تكون مع الحق مع الصابرين المحتسبين أو تكون مع الباطل حيث الخيانة والذل والانكسار.
> و في هذا الشهر يرفع السودانيون أكفهم بالدعاء ليس فقط لرفع البلاء بل لتحقيق النصر لأنهم يعلمون أن الليل مهما طال لا بد أن يعقبه فجر. وفي الصقور كما في كل جبهة يقف فيها الأحرار يؤمنون بأن الله لا يخلف وعده وأن الكرامة لا توهب بل تنتزع بالدم والتضحية.
> رمضان في هذه العام ليس كما هو في العام الماضي رمضان مليئي بالإنتصارات ، انتصارات صبر، وجهاد، وتضحية، رمضان النصر أو الشهادة.
> وبينما يجلس البعض على موائدهم العامرة هناك رجال يفطرون على البسيط ويكملون ليلهم بين صلاة واستعداد لأنهم يعرفون أن الكرامة لا تأتي مجانًا بل تُصنع بدماء الرجال وأرواح الشهداء.
#المحبوب الطيب
#عام_الحسم #المجاهدين

مقالات ذات صلة