ترحيب دولي بدعوة أوجلان لإلقاء السلاح وأمل وشكوك في تركيا

لقيت دعوة عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني من سجنه الجماعة التي يتزعمها لإلقاء السلاح ترحيبا دوليا، كما أثارت أملا وشكوكا في تركيا، في حين ربطها محللون بمحاولة محتملة من رئيس البلاد للتغلب على قيود دستورية.
رحب المستشار الألماني أولاف شولتس بدعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور، عبد الله أوجلان، حزبه إلى إلقاء السلاح وحل نفسه. وقال شولتس في برلين، مساء الخميس (27 فبراير/شباط 2025)، إن “حزب العمال الكردستاني مصنف كمنظمة إرهابية محظورة في ألمانيا، وقد تسبب صراعه بالفعل في سقوط عدد كبير جدا من الضحايا.” وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن ” دعوة أوجلان الآن توفر أخيرا فرصة للتغلب على هذا الصراع العنيف وتحقيق تطور سلمي دائم للقضية الكردية”. وذكر شولتس أن هناك حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات لإيجاد حل قابل للتطبيق للشعب التركي، و “فوق كل شيء، يتضمن هذا احترام الحقوق الثقافية والديمقراطية وضمانها للأكراد في تركيا”.
كما أبدت وزارة الخارجية الألمانية رد فعل إيجابي حيال دعوة عبد الله أوجلان. وقال متحدث باسم الوزارة إن هذه الدعوة تقدم “فرصة تاريخية لكسر دوامة الإرهاب والعنف والانتقام المستمرة منذ عقود، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.” وأكد المتحدث أن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات للوصول إلى حل قابل للتطبيق بالنسبة لشعب تركيا، مضيفا: “يشمل ذلك، قبل كل شيء، احترام وضمان الحقوق الثقافية والديمقراطية للأكراد في تركيا.”
ترحيب أمريكي وأممي
وفي واشنطن رحب البيت الأبيض بدعوة أوجلان لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح. وقال بريان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض “هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا. نعتقد أنه سيساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة”.
من جانبه قال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنّ أنطونيو “غوتيريش يرحّب بهذا التطوّر المهمّ الذي يمثّل بارقة أمل يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد” بين الحزب الكردي المسلّح والسلطات التركية.
وكان الزعيم الكردي المسجون أوجلان حث حزبه على التخلي عن السلاح وحل نفسه فى إطار جهود تحقيق السلام مع تركيا، وإنهاء صراع استمر أربعة عقود وخلف عشرات الآلاف من القتلى. وقال أوجلان، في رسالة من محبسه الواقع بجزيرة قبالة إسطنبول إن حزب العمال الكردستاني يجب أن يعقد اجتماعا ويقرر حل نفسه. وذكر أوجلان، بحسب رسالة نقلها ساسة بحزب موال للأكراد زاروا أوجلان في جزيرة إيمري: “اعقدوا اجتماعكم واتخذوا قرارا. يجب أن تتخلى جميع المجموعات عن سلاحها وأن يحل حزب العمال الكردستاني نفسه”. ولم يتضح ما إذا كان حزب العمال الكردستاني سوف يلبي دعوة أوجلان.
وتضم القيادة الحالية للحزب مراد كارايلان وجميل بايك المطلوبين لدى الدولة التركية بتهم إرهاب. وقد تفتح دعوة أوجلان الباب أمام عملية سلام جديدة بين حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) والحكومة التركية، وهي أول خطوة من هذا النوع منذ أكثر من عشر سنوات. وكان آخر وقف لإطلاق النار قد أعلن في عام 2013، لكن عملية السلام انهارت في صيف عام 2015.
هل يكتب أوجلان الفصل الأخير في صراع الأكراد وتركيا؟