السودان الفردوس المفقود .. بقلم: سيف الدين حسن بابكر

___________________________
▪️لاشك أن كثيرا منا يبحث عن فردوس مفقود وسط مانعيشه ونحياه من جحيم فى هذه الأيام. وعادت بي الذاكرة “لهيجل ” وهو يتجه صوب اليونان القديمة حيث اكثر فترات التأريخ إشراقا فى حياة البشرية حيث تحققت الوحدة والإنسجام بين الحياة العقلية والثقافية للآثينيين ومايعيشونه من حياة إجتماعية وسياسية .فكانوا احرارا سعداءا”. أو بمصطلح آخر
_فردوس السياسة المفقود _!
▪️إن اليونايين بتجسيدهم للحرية بمعناها الحق فذلك لأنهم لم يعرفوا ألوان الإنقسام والتشظي والإنفصال الداخلى بين الفرد ونفسه أو بين الفرد والآخرين أو مجتمعه. فالعمل من أجل الجماعة طغى على الذات الفردية. فكان الوطن عندهم يأتى اولا”.
▪️إن أرض اليونان القديمة اخذت منحى سياسيا حيا” عند هيجل تمثل فى مجال الحياة الذى اتاح للفرد أن يحقق وجوده تحقيقا حرا وأصيلا. وقد حقق ذاته فى هذا الحيز _ أى الوطن. فلامجال لوطن آخر يتنازعه ويتجاذبه من وراء الأفق…فإن من يعيش فى ظل وطن ووطن آخر قرين، فحقيقة لايعيش فى أى منهما وتستلب ذاته. إن دولة المدينة اليونانية كما قال هيجل هى عبارة عن’ دار صغيرة ‘ يشعر كل فرد فيها بألإلفة.
▪️إن الحرية والسعادة والحياة قد فارقن أرض السودان منذ عهد بعيد،
فصار “فردوسا مفقودا ” شتان بينه وبين نعيم فردوس اليونانيين ونعيمهم الذى جانبته الأنانية والنزعة الفردية والتطاحن والإقتتال وراء المصالح الشخصية الموغلة فى الخصوصية. فظفر اهل اليونان “بروح الشعب” القائمة على الاقتصاد، والأخلاق، والثقافة، الشئ الذى حدد المسار التأريخى لأمتهم. فكان التأريخ للشعب اليونانى ‘أباه’
والسياسة ‘أمه’.!
▪️إن النظم الاستبدادية التى تعاقبت على حكم السودان منذ الأزل أماتت كرامة الدولة وجلالها وهيبتها.فضاعت الوطنية وماعاد الإنسان السوداني متمتعا بحريته،بل فقد ثقته بنفسه،فإستوطن الفساد الخلقى المفضى لكل الموبقات بلا إستثناء.
▪️وسط هذه الحالة المزرية وماآل إليه حال إنسان السودان وما يحيق به ويتهدده، قام هذا الإنسان بالتوجه للسماء ناشدا سكينة مع الروح وفردوسا مفقود .
__________________________/
سيف الدين حسن بابكر
القاهرة. 21\2\2025

مقالات ذات صلة