خبر وتحليل- عمار العركي : القمة الإفريقية ورسائلها للسودان.. قراءة في البيان الختامي وآفاق الاستفادة

اختتمت القمة الإفريقية الـ38 في أديس أبابا أعمالها ببيان ختامي يعكس رؤية الاتحاد الإفريقي لمجمل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية في القارة، حيث تم التأكيد على دعم التكامل الاقتصادي، والاستجابة لتحديات التغير المناخي، ومعالجة النزاعات المستمرة في إفريقيا، بما في ذلك الأزمة السودانية، التي حظيت باهتمام خاص.
* فيما يخص السودان، جاء البيان ليؤكد موقفًا أكثر وضوحًا تجاه الأزمة، حيث شدد على ضرورة وقف الحرب فورًا، والانخراط في مسار انتقال سياسي ودستوري يؤدي إلى الحكم المدني. هذا التحول في خطاب الاتحاد الإفريقي يتماشى مع التطورات الأخيرة في موقف بعض المسؤولين الأفارقة، وهو ما يفتح المجال أمام السودان لاستثمار هذه التغيرات لتعزيز رؤيته للحل.

*_الاتحاد الإفريقي وخارطة الطريق السودانية.. تقارب في الرؤية_*

* من بين النقاط الأساسية التي حملها البيان الختامي، كان التأكيد على أن استئناف عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي مرتبط بتحقيق انتقال سياسي ودستوري. هذا الموقف يتماشى إلى حد كبير مع خارطة الطريق السودانية المعلنة، والتي تهدف إلى وضع أسس عملية للخروج من الأزمة، من خلال وقف الحرب والتمهيد لعملية سياسية تحقق الاستقرار.
* التفاعل الإيجابي من الاتحاد الإفريقي مع هذه الرؤية، ولو بشكل غير مباشر، يعكس إدراكًا متزايدًا بأن الحل لا يمكن فرضه خارجيًا، بل يجب أن ينبع من الداخل السوداني، ضمن إطار وطني متفق عليه.

*_ما بعد القمة.. كيف يمكن للسودان استثمار الموقف الإفريقي_ ؟*

* الرسائل الواردة في البيان الختامي، إلى جانب التصريحات الإيجابية لبعض مسؤولي الاتحاد الإفريقي خلال القمة، تشكل فرصة دبلوماسية مهمة يمكن البناء عليها. السودان مطالب الآن بتكثيف جهوده الدبلوماسية داخل الاتحاد الإفريقي، لضمان أن تتماشى أي قرارات مستقبلية مع خارطة الطريق السودانية، وتعزيز موقفه في مسار استعادة عضويته الكاملة في المنظمة.

*_أبرز القضايا الأخرى في البيان الختامي للقمة الإفريقية_*

* إلى جانب التركيز على الأزمة السودانية، تناول البيان الختامي للقمة الإفريقية الـ38 عدة قضايا رئيسية أخرى. فقد أكد الاتحاد الإفريقي التزامه بتسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية ويفتح المجال لفرص استثمارية جديدة. كما ناقش القادة الأفارقة التحديات الأمنية في القارة، بما في ذلك الأوضاع في شرق الكونغو ومنطقة الساحل، مع التأكيد على ضرورة دعم الحلول الإفريقية للنزاعات الداخلية. وشدد البيان أيضًا على أهمية اتخاذ موقف إفريقي موحد في المحافل الدولية بشأن التغير المناخي، وضرورة الحصول على دعم دولي لمواجهة آثاره. كما أشار إلى أهمية تعزيز الشراكات مع القوى الدولية الكبرى بما يخدم مصالح القارة الإفريقية، خاصة في مجالات التنمية والتكنولوجيا والاستثمار.

*_خلاصـة القـول ومنتهـاه_ :*

* يبدو أن الاتحاد الإفريقي، رغم التحديات، بدأ في تبني مقاربة أكثر واقعية تجاه الأزمة السودانية، وهو ما يتطلب من السودان استثمار هذا الانفتاح لتعزيز رؤيته للحل، والتأكيد على أن خارطة الطريق الوطنية هي المسار الطبيعي والعملي لتحقيق الاستقرار والانتقال السياسي.
* يُظهر البيان الختامي أن الاتحاد الإفريقي يسعى إلى اتباع نهج أكثر استقلالية في التعامل مع الأزمات الإقليمية، مع التركيز على حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية. هذا التوجه، رغم تحدياته، يمثل فرصة للدول الإفريقية لتعزيز دورها في صياغة مستقبلها بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.

مقالات ذات صلة