عقيد م ابراهيم عقيل مادبو يكتب: كبسولة تشادية
اثير نيوز-
محمد كاكا رئيس المجلس الإنتقالي التشادي بجانب أنه أبن الرئيس ديبي فهو يتمتع بقبول وشعبية كبيرة حتى لدى بعض فصائل المعارضة من القرعان والزغاوة، ومن المتوقع أن يحظى كاكا بدعم وإسناد من فرنسا التي لها الكلمة الفاصلة في الشأن التشادي، وستهدا الأحوال مؤقتاً، وقد تندلع بعض المظاهرات والمواقف الرافضة لقيام المجلس الإنتقالي العسكري بإعتباره خرقاً للدستور، وستظهر قوة وبطش الاجهزة الامنية التشادية المسنودة بالإستشارات والترسانة الفرنسية.
من المتوقع بعد مقتل ديبي داخلياً أن يتمدد نفوذ بعض فصائل المعارضة التشادية المسلحة كثيراً في بعض مناطق تشاد وقد يشنون هجمات خاطفة إستنزافية على تخوم العاصمة، بجانب نشوب حروب قبلية وأهلية في اجزاء متفرقة من المقاطعات البعيدة عن العاصمة، مما يبشر يتدهور متوقع للإقتصاد والوضع الأمني، أما إقليمياً فعلينا أن نتوقع اي شيء، فمن ذا الذي كان يتوقع التخلص من ادريس ديبي وإغتياله بهذه الطريقة، ما يحدث الآن في تشاد مؤامرة خفية تم نسج خيوطها بليل وبسرعة، وهي خطوة لصناعة الفوضى وترتيب أوضاع المنطقة التي تضم النيجر ومالي وتشاد وغرب السودان، وقد تتدخل بعض القوى الدولية بدعوى حماية المنطقة من تسلل العناصر الإرهابية من النيجر ونيجيريا ومالي، وما سيحدث في غرب السودان سيبدأ في التشكل والظهور خلال ال72 ساعة القادمة، وستطل المشاكل بين البلدين بسبب الحدود التي يسهل اختراقها من الجانبين نسبة لانقسام القبائل وتوزعها، وستغدو المناطق السودانية المتاخمة لتشاد خاصة مابين الطينة والجنينة منطقة توترات ونزاعات وستتعرض الحدود السودانية التشادية لحالات نزوح ولجوء عكسية للمدنيين من داخل تشاد نحو السودان، مما يسهل للمليشيات دخولها بأسلحتهم ومحاولة التمركز والسيطرة على بعض المناطق، وهذا سيقود لفتح أبواب الجحيم القبلي الممتلئ بالصراعات العنصرية في دارفور ويزيدها إشتعالاً.
إن التطورات والأحداث التي طرات مؤخراً في الجارة تشاد ستنعكس آثارها بصورة مباشرة على الأوضاع في دارفور خاصة ما يتعلق بالنزوح واللجوء، ومستقبل تجارة الحدود والتداخل القبلي على الشريط الحدودي، خاصة وأن مهمة القوة المشتركة السودانية التشادية التي تشكلت فبراير من العام 2010م أصبحت في مهب الريح، ومن مظاهر اللجوء خبر وصول أرملة ادريس ديبي للخرطوم وإدا صح الخبر فمثل هذا اللجوء له محاذير يجب تحليلها وأصدار القرار السليم بالموافقة أو الرفض، وقد كان الوضع السليم هو أن يتم التواصل مع دولة فرنسا لإستضافتها ريثما تتضح الأوضاع، لذا يجب على الحكومة السودانية أن تتدارك عواقب الأزمة التشادية وتأثيراتها على السودان مبكراً وتستبق الأحداث قبل أن يبلغ السَّيْلُ الزُّبى.
✍🏻عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو