ندى الحروف .. ابراهيم محمدنور : ويمدونه في الغي مدا

لقد خلطنا نحن الشعب السوداني بين مفهوم الحرب مع العدو وبين مخاطبة قياداتنا لنا.
لقد تعامل السياسيون عندنا وقادة الاحزاب مع الشعب على انه عدو خارجي يجب الكذب عليه والتعامل معه بمراوغه ثم يبطش به ! تماما كعدو !
معاناة شعبنا لها سببان، الأول السلطة الحاكمة والأحزاب الكرتونية ،والثانية الشعب نفسه.
ويكون الشعب سببا في المعاناة ، وطرفا متسببا في المشكلات.
والسبب أن الحكام والأنظمة والأحزاب الحاكمة ما كانت لتستبد وتطغى وتظلم، لولا عون الشعب نفسه ، من غير شعور.
وإلى اليوم لم ندرك هذه الحقيقة، ولا زلنا نرمي باللائمة على سبب واحد هو الحاكم.
هل كان الحاكم أو المسؤول ليطغى، لو لم يجد من يزين له الطغيان، ويعينه عليه، ويحميه ؟.
و كل من طغى ما كان يطغ، إلا لأنه وجد من يخنع ويعينه علي الاستبداد فيسلم ذقنه للطغيان وربما برر له، ويترك النصيحة وإنكار المنكر، ويقول: نفسي، نفسي، لا شأن لي بغيري ؟.
كل من يطغى، فما طغى إلا لأنه وجد من يعينونه،ليتمادى في طغيانه وغيه.
ويمدونه في الغي مدا، يمدحونه بغير ما فيه، ويبررون له الظلم، أو يسكتون عنه، لا ينصحون له بشيء. ومنهم من يطيعونه خوفا على معايشهم، فيذلون أنفسهم ويهينون ذاتهم، ويرضون حياة الأنعام.
وإلا فإن الحاكم نفس واحد لا غير، لو قام عليه اثنان أو ثلاثة، ما استطاع مقاومتهم، وأعوانه وحاشيته ليسوا سوى واحد من الألف، فالكلمة للشعب..
فكيف يتحكم فرد بمصير الملايين، لو كان لهم علم بطريق الحرية والكرامة.
ما تحكم بهم إلا لأنهم أعانوه على أنفسهم.
نحن السودانيين لدينا فهلوة مضره هي قولنا ان الشاطر من يدغدغ مشاعر الجماهير ثم يركب الموجه وثم يحكم ويتنكر !
لهذا يتباهى حكام وقاده وسياسيون انهم يسيرون بأشارات تغمز يسارا ثم يتجهون يمينا !
ان هذه ليس شطارة بل نفاق وخداع، لهذا كل الأحزاب الدينية المتطرفة، اليسارية واليمينية ليست مع الديمقراطية الا كوسيلة مؤقته توصلها الى الحكم ثم تنقلب على الديمقراطية.
ولهذا لا استقرار ولا تقدم للوطن بل دوائر من الصراع بين متنافسين يكذبون على الجميع.
بينما الحقيقة ان الصدق والاخلاص والاستقامة هي اساس بالتعامل مع المواطن و الوطن، للخروج من هذا المأزق.
وليس الكذب والمراوغه وإظهار عكس ما نبطن.