ابراهيم محمدنور – ندى الحروف.. الظلم مؤذن بخراب العمران والأوطان

أن السودان لم ينهار هكذا فجأة، لكن نتيجة عوامل وتراكمات وصراعات أبنائها على السلطة والكرسي والمال، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وكذلك عندما يمارس بعض أبناء مؤسسات الوطن الفساد فيها وبمرافقها العامة، اعتقاداً منهم أن الدولة وأموالها ملكاً خاصاً بهم يحق لهم العمل والتصرف بهما كيفما يشاؤون، بل وتركهم من دون محاسبة أو عقاب، وحمايتهم والتستر عليهم، هذا بالإضافة إلى خروج الصراع بين السلطات والشعب عن إطاره الديمقراطي المتفق عليه، بحيث تطغى وتجور السلطات التنفيذية على سلطة الشعب، ويصبح التفرد في اتخاذ القرار وعدم الاستماع إلى رأي الشعب حتى يسود ويسيطر الفكر الواحد ويعتمد على القدرة الفردية لمتخذ القرار من دون الرجوع إلى المؤسسات، هذا بالإضافة إلى اختيار الأسوأ للمناصب العليا وانحراف الوزارات عن أدوارها، بحيث يتغول بعضها على البعض الآخر، وتركها للفاسدين والرديئين يتحكمون بها، هذا بالإضافة إلى تعزيز الانقسامات السياسية وإعلاء الاستقطابات وبث الفتن الجهوية والقبلية بين أفراد المجتمع.

أعتقد أن الوطن يشبه الجدار أو (الحيطة)، فهو لا يسقط فجأة، بل يسقط إذا تم ضربه ببطء أو حفره كل يوم حتى يتهاوى وتضعف أسسه ويسقط وحده، لذا من المهم على الجميع إعادة قراءة التاريخ جيدًا.
وكذلك الظلم مؤذن بخراب العمران والأوطان ،كما نراه الآن في معظم ولايات السودان.
ولا تحسبن الظلم إنما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض ولا سبب كما هو المشهور، بل الظلم أعم من ذلك، والمانعون لحقوق الناس ظلمة، وغُصاب الأملاك على العموم ظلمة، ووبال ذلك كله عائد على الدولة بالحروب والخراب. والمصيبة الأكبر فيها الحكام يمتصون رحيق المستضعفين ويجهلون معاني التنمية فيكون الفقر والحرب والهدم.
والأمر مرهون بيد الحكام فمن اتقي الله
في شعبه وأحسن ونشر العدل والمساواة واحترم القوانين وطبقه بما يرضي الله ورسوله دام حكمه ، وأحبه شعبه.
ومن ظلم وبغى وأفسد ونهب سقط عرشه، وثار عليه شعبه.

مقالات ذات صلة