إعمار كركوج وطني الصغير ( المعاني قبل المباني ) .. بقلم / أبوبكر الشريف التجاني
بسم الله به نبتديء وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
نقتدي ونهتدي، مما آسرني، وأسعدني ، وأثلج صدري إنشراحاً ، وأعاد إلي الأمل في الحياة، وأعاد إلي ثقتي بنفسي ، وثقتي بأبناء وطني الصغير كركوج ، بزوغ شمس هذه المنصة الإعلامية لأبناء كركوج بالمهجر ، رد الله غربتهم سالمين غانمين، نسأل الله تعالى أن تكون هذه المنصة الإعلامية، نواة حقيقية لبنا وطن عريض بالمعاني قبل المباني، ونتمنى أن تكون نواة لبناء كيان كركوجي عظيم ، وشامل ومستنير بعلم وحكمة أهله النجباء النقباء، الأتقياء الأوفياء الأصفياء، ورافعة قوية للنهوض بكركوج، في شتى ضروب الحياة الطيبة (الإجتماعية والعلمية والروحية والسياسية والثقافية والرياضية والفنية )، رحم الله رجلا عرف قدر نفسه، فهو التقي النقي الغني، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمعرفة أهل كركوج بقدر كركوج، هو مقصدي ومحور، مقالي المتواضع.فكركوج لها تاريخان عظيمان ، تاريخ قديم وتاريخ حديث. كركوج عريقة بتاريخها القديم الذي كان قبل ستة قرون من الزمان، وأما تاريخها الحديث قبل قرنين من الزمان تقريبا، هذا هو المكون الكركوجي الآن وأيضا هو مستمد عراقته من تاريخه القديم. ويوحي عن أصالة اهلها ومكوناتها العرقية ، المتنوعة بثقافاتهم وتقاليدهم، الاصيلة الموروثة في جيناتهم الوراثية العريقة. وشخصي الضعيف هذا جزء من هذا التنوع المتناسق ، والمتجانس ، في مكوناته المختلفة ، كإختلاف أنامل اليد الواحدة التي هي في تناسق جميل و رائع ، لايقبل الزيادة أو النقصان في شكله وصورته. ولكن في الحقيقة هو قوة لليد الواحدة في آليتها وحركتها والوظيفية الطبيعية.كذلك أهل كركوج الكرام في تلاحمهم وتوادهم وتراحمهم وترابطهم وتواصلهم ونسيجهم الاجتماعي ، كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضوا تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى. كركوج بتاريخها العظيم لم تكن قرية كسائر القرى التي اوجدتها الكنيات اللغوية مثل ام واب ود وغيره من الكنيات التي تدعى بها القرى والمدن ، وأيضا كركوج لم تكن مدينة كسائرالمدن التي اوجدتها خريطة تخطيط المدن والمحليات والوحدات الإدارية المعروفة. كركوج قرية عريقة ولدت باسنانها وانيابها، كركوج قرية اوجدتها حضارات قديمة وعريقة في تاريخ دولة الفونج الإسلامية، بأسمها المميز الذي ظل لغز عجز عن تعريفه حتى أهل كركوج أنفسهم، هذا هو سر عظمة كركوج التي اوجدتها حضارة دولة السلطنة الزرقاء. الدولة التي قامت على انقاض دولة الأندلس في أوربا. فانطفا نورا في أوربا، فاشعل الله نورا في ادغال افريقيا. بقيام دولة الفونج الدولة السنارية الإسلامية الأولى في السودان. ( سنار عاصمة الثقافة الإسلامية ). فكركوج جزء من هذه الحضارة والثقافة بجغرافيتها واسمها ومكوناتها العريقة في تاريخها القديم والحديث. فأهل كركوج هم معادن الناس التي لاتصدا وتتغير بعوامل التعرية والتجوية ، هم خيار من خير إذا فقهوا. فأهل كركوج بعنادهم ، وكبرياءهم وانفتهم ، وهو الشاهد على عراقتهم . ذكر العلامة ابن خلدون في مقدمته :” ماوجد قوما فيهم عناد إلا وجد فيهم شيء من عراقة أو حضارة قديمة، لايدينون لشيء ولايمتثلون إليه إلا بغلبة قاهرة من نبوءة اولاية او علم او جاه “.
فالحديث عن تاريخ كركوج وعراقتها وبركتها وصلاح اهلها وثقافة اهلها وظرافة اهلها وطرائفها لاينتهي لحلاوته وطلاوته وهو فن المستظرف اذا آنسهم وجالسهم. فتاريخ كركوج الحديث الذي بدأ قبل قرنين من الزمان تقريبا وهو امتداد لتاريخها القديم . فاصبحت منارة للعلم وركن من أركان التصوف الإسلامي في السودان بقدوم الجد الأكبر للسادة الاشراف البضعة الفاطمية الطاهرة الشريف محمد الخاتم والد الشريف محمد الأمين أزرق كركوج ، الذي اشتهرت كركوج به علم على رأسه نار ، بل أشرقت بنور ربها في علياء العلم والتصوف والولاية والصلاح عمت الخافقين بنور سناءها ، هذه هي كركوج لمن أراد فخارا ، إذا جمعتنا بك ياجرير المجامع.
في الختام
أتمنى في المستقبل أن تحول هذه المنصة إلى منظمة خيرية وان تحول إلى كيان كركوجي عظيم شامل يحمل تحديات النهضة الحقيقة لكركوج بالترابط والتوافق والرؤية الواضحة الموحدة للنهوض بكركوج. نهضة يقودها المستنيرون من أهل كركوج الأوفياء الأمناء الشرفاء. وأيضا أقترح لكم ان تبدأ هذه النهضة ، بالنهوض بالرياضة في كركوج، أن يكون فريق كرة قدم منتخب من جميع اهل كركوج ومحلياتها ، وان يؤسس له دار وملعب ونادي باسم كركوج . وثم تكون هذه الأندية القديمة مثل الهلال والطليعة وام سنط ودونتاي والدبية والأهلي النوبي والعمارة وغيره اندية للشباب الناشيئن . وكلنا امل وثقة فيكم. ولن نبخل عليكم بجهد وخير وفكر وسوف نسخر كل ما في وسعنا من معرفة وعلاقات من داخل وخارج السودان ثم إلى أعلى قمةهرم في الدولة إلى نهضة كركوج. فإن كركوج بعد الحرب سوف يكون لها شأن عظيم.
الله المستعان. والسلام على من اتبع الهدى.